الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

كواليس مقتل ممرضة علي يد طليقها أمام أطفالها بالقليوبية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

قبل بضع ساعات من أذان الفجر، حيث الجميع نيام في قرية الحصة بمركز طوخ ذات الطبيعة الريفية الممتلئة بالزراعات، كانت الشوارع خالية من المارة والسكون يعم الأجواء، ربما لا تكاد تسمع إلا صوت صرصور الحقل.

ولكن في غسق الدجى قطع ذلك الهدوء المعتاد صرخات سيدة أفزعت الجميع مستغيثة من طليقها الذي تسلل إلي منزلها أثناء نومها وانهال عليها بالطعنات قاصدا إزهاق روحها بسبب خلافات زوجية سابقة فيما بينهما.

تلك الواقعة التي مثلت أحد أبشع أشكال جرائم العنف الأسري في مصر، أنهي فيها المتهم حياة الضحية أمام أطفالها الذين كانوا يترجونه بأن يكف عن تسديد الطعنات لوالدتهم.

تحقيقات أجهزة الأمن في القليوبية كشفت أن المجني عليها تدعي "شيماء" وكانت تعمل ممرضة في هيئة التأمين الصحي بالقليوبية، ولديها طفلان هما "حبيب ٩ سنوات ونور ٧ سنوات" وكانت دائما ما تدخل في جمعيات وقروض من أجل شراء منزل خاص بها، وبالفعل تمكنت الزوجة من شراء منزلين بأحد الشوارع الضيقة بالقرية الصغيرة.

وقررت أن تسجل عقد منزل باسمها وأن تسجل الآخر باسم زوجها، إلا أن الزوج رفض بشدة وأراد تسجيل عقد المنزلين باسمه؛ على الرغم من أن زوجته هي التي اشترتهما من أموالها الخاصة، ومن هنا اندلعت مشاجرة عنيفة بينهما، تحولت فيما بعد إلى خلافات أسرية متكررة بينهما حتى وصلت في نهاية المطاف إلى نهاية مأساوية بقتل الزوجة.

أوضحت التحقيقات أن المتهم الذي يدعي "عبدالحليم" والذي يعمل على ونش رفع، وكذلك عامل بالإدارة التعليمية، قرر إنهاء علاقته بزوجته وطلقها قبل شهر من وقوع الجريمة، بعد سلسلة من الخلافات الزوجية؛ وربما كان هذا الحل هو الأفضل بالنسبة للزوجة شيماء، والتي رحبت بفكرة الطلاق.

وتنازلت علي كل حقوقها من أجل الفرار من هذا الرجل القاسي، التي طالما قدمت المعروف له، حيث ساعدته للحصول على شهادة دبلوم فني ووجدت له وظيفة بالإدارة التعليمية، وقبلت بالزواج منه رغم ظروفه السيئة من البداية وانفصال والده عن والدته ونشأته في ظروف صعبة، إلا أنها تحملت معه الكثير وكانت تساعده في مصاريف المنزل؛ لكنه قرر في نهاية المطاف تمزيق جسدها وقتلها بطريقة بشعة أمام أطفالها.

رغم كل هذا ورغم الانفصال الرسمي بين الطرفين، إلا أنه لم ينس رفض طليقته تسجيل عقد المنزلين باسمه وهو الأمر الذي أثار غضبه مرة ثانية حتى بعد الطلاق، ليوسوس له الشيطان ويحيك له فكرة التخلص من زوجته.

وفي يوم الجريمة قرر بشكل مفاجئ إنهاء حياة طليقته، فاختار الوقت الذي يعرف تماما أنها نائمة فيه، حيث إنها لم تعتد السهر كونها ترجع من عملها متعبة وتريد أن تريح جسدها وتنام لتستيقظ مبكرا للذهاب إلى المستشفى، فتسلل لمنزلها ليلا، ودلف إلى غرفتها ووجه إلى جسدها سلسلة من الطعنات القاتلة، شاهد تفاصيل كل طعنة منها أطفالهما، الذين قتلهم الأب رعبا، بينما كان يفتك بجسد أمهم طعنا، وبعدها فر الجاني هاربا من مكان الجريمة، تاركا أطفاله وحدهم في مسرح جريمته.

واستمعت جهات التحقيق إلي أقوال والدة المجني عليها في الجريمة، والتي كانت في حالة يرثي لها، موضحة أن زوجها قد توفي منذ سنوات، وتحملت هي تربية أطفالها بمفردها، موضحة أن آخر كلمات ابنتها شيماء لها كانت قبل ساعات من وقوع الجريمة، عندما قالت لها "خايفة يا ماما أروح بيتي... خدي بالك من العيال"، مؤكدة أن ابنتها كانت خائفة ليلة الواقعة، قائلة "كأن قلبها كان حاسس أنه هيغدر بيها"، وطلبت مني أن تنام معي في تلك الليلة ولكني رفضت، مشيرة إلى أنها تركت منزل الزوجية أكثر من مرة ولكني رفضت أن تترك أطفالها، قائلة "لأن معندناش حد يغضب".

وأضافت والدة المجني عليها، أن الخلافات كانت قائمة على عقد تمليك منزل ورغبة ابنتي تسجيل عقد منزل جديد اشترته بعد عمل عدة قروض بنكية لشرائه، حيث كانت تعمل "ممرضة" وكانت تريد أن تتملك منزلا باسمها والآخر باسمه ولكنه رفض ومن هنا بدأ الخلاف.

تقول والدة المجني عليها، تفاجأت بحفيدي الصغير يستنجد بي والدموع تملأ عينيه الساعة الثانية فجرا ويقول لي "ألحقيني يا تيتا عبد الحليم موت ماما"، حيث أخبرها أن والدهم قتل أمهم أمام أعينهم، وحاول أن يمنع والده وقاله له كفاية ضربة واحدة يا بابا ولكنه لم يبال وسدد لها عدة طعنات وفر هاربا.

وأضافت الأم، أسرعنا نحو المنزل ووجدنا ابنتي غارقة في دمائها وملقاة على الأرض بجوار السرير داخل غرفة النوم، وكانت لسه عايشة وقالت لي: "ألحقيني يا ماما... شكلي هموت" وأسرعنا بها إلى المستشفى بمدينة بنها ولكن أمر الله قد وقع ولم نتمكن من إنقاذها. ونطالب بتنفيذ القصاص العادل وإعدام المتهم.

كان اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارا من اللواء محمد السيد مدير المباحث الجنائية، والعميد تامر موسى مأمور مركز شرطة طوخ، يفيد ورود بلاغ بوفاة سيدة على يد زوجها، إثر خلافات زوجية نشبت بينهما، بعد اعتدائه عليها بسلاح أبيض.

وانتقل على الفور المقدم محمد فتحي رئيس مباحث مركز طوخ إلى محل الواقعة وعثر على جثمان سيدة وبها عدة طعنات بأماكن متفرقة، وتوصلت التحريات الأمنية إلى أن زوج المجني عليها "عامل" بالإدارة التعليمية، وراء ارتكاب الواقعة.

كما أوضحت التحقيقات الأولية أن المتهم على خلاف مع زوجته وتعيش بمفردها، إثر خلافات زوجية نشبت بينهما، فجر اليوم ما دفعه لاستلال سلاح أبيض وطعنها حتى فارقت الحياة، وتم نقلها إلى المشرحة، وأمرت جهات التحقيق انتداب فريق من الطب الشرعي، لإجراء الصفة التشريحية، ومعرفة سبب الوفاة، وكيفية ارتكاب الواقعة، والسلاح المستخدم في الجريمة.

فيما تكثف الأجهزة الأمنية من جهودها لضبط المتهم، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.