الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

حلوة يا بلدي.. مسرح الحضارة يجمع AFcent وسعيد الأرتيست

AFcent Band والفنان
AFcent Band والفنان سعيد الأرتيست على متحف مسرح الحضارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان مساء الاثنين 17 يوليو باعثا للحماس في عروق المحتفلين بالعيد الـ 247 لاستقلال الولايات المتحدة، والواقفين في حديقة سفارتها بالقاهرة مستمتعين بالأغنية الشهيرة I Will Survive للمغنية السمراء Gloria Gaynor. 

كانت الأغنية، التي انبعثت من حنجرة شابة هي "جيسي" -تحمل ملامحها أصول الأمريكيين الأصليين- مثيرة لحماس دفع الجمهور إلى المطالبة بإعادتها مرة أخرى، بينما انهمك أعضاء الفرقة -الذين يرتدون الزي الرسمي للقوات الجوية الأمريكية- في المزيد من العزف.

القائم بالأعمال الأمريكي بالقاهرة خلال كلمته في احتفالية عيد الاستقلال الـ 247

بعد يومين، لم يظن كثيرون أن تلك الشقراء "ميلسا" التي وقفت في حفل عيد الاستقلال تنشد بصوت قوي النشيد الوطني للولايات المتحدة، سوف تقف بنفس بزتها العسكرية لتؤدي أغنية "حلوة يا بلدي" الشهيرة -بأقرب ما يكون إلى النطق المصري الصحيح- على ذلك المزيج المتناغم بين الآلات الشرقية والغربية؛ حيث شاركت الفرقة الأمريكية عازف الإيقاع المصري الأشهر "سعيد الأرتيست" وفرقته، في حفل استضافه مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مساء الأربعاء.

قد يكون صوت المغنية الأمريكية ميلسا الرقيق، والذكرى التي شاركها العازف الكبير مع الجمهور قائلا إنه كلما يعزف هذه الأغنية يتذكر المرة الأولى التي عزفها إلى جوار مغنيتها الأصلية الراحلة "داليدا"، هو ما ضاعف من تصفيق الجمهور عقب انتهاء الأغنية؛ وكان ما تلي هذه الأغنية من أخريات تنوعت بين مشاركة فناين مصريين وعرب الغناء، والألحان المشتركة التي مزجتها الفرقتين، قد استبقت الجميع تقريبا إلى نهاية الحفل.

دبلوماسية الفن

تأتي زيارة فرقة AFcent Band، وهي الفرقة الموسيقية للقوات الجوية الأمريكية، التي اعتادت العزف أمام المسؤولين الرسميين، والقيادات العسكرية، والدبلوماسيين، في الحفلات الموسيقية المجتمعية والمناسبات والاحتفالات العسكرية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية. إلى القاهرة، كواحد من برامج التبادل والزيارات الفنية بين مصر والولايات المتحدة.

ويبدو أعضاء الفريق، الذين يحرصون على التواجد بأزيائهم الرسمية وأحذيتهم العسكرية اللامعة، أنهم يوفرون وجهًا وصوتًا ودودين للجيش الأمريكي في المناسبات العامة، ويعتبرون أحد الأذرع الناعمة للدبلوماسية الأمريكية، وعبر الحفلات التي يلتزمون بالعزف فيها وهم يرتدون الزي الرسمي.

فريق  AFcent Band التابع للقوات الجوية الأمريكية

"هنا، في متحف الحضارة في القاهرة، يجتمع مغنيين أمريكيين من AFcent Band، يشاركون مع واحدة من الفرق التراثية المصرية في غناء عددا من الأغاني الشعبية والمعروفة في مصر.

 هذا يوّضح كم التقدير والاحترام، والاستمتاع كذلك، تجاه التراث والفن الشعبي المصري".

وقالت "أيرين تارويت"، الملحقة الثقافية الأمريكية بالقاهرة، في تصريحات خلال استراحة الحفل المثير للحماس.

تضيف ضاحكة: أعضاء الفرقة يستمتعون كثيرا بالعزف هنا. ربما عليَّ أن أوقفهم عن العزف بعد أن استمروا بأكثر من عدد الأغنيات المتفق عليه.

وتابعت: هذا يُبرز أهمية وفعالية الموسيقى كلغة عالمية تتخطى الحواجز وتبقى جسر مشترك بين الثقافات. إذا كنت تتحدث العربية فقط وأنا أتحدث الإنجليزية فقط فقد لا يُمكننا التواصل أبدا. لكن، أنظر لهؤلاء العازفين، يستطيعون التواصل بسهولة ولغة مشتركة.

يؤكد كلام تارويت ما رواه العريف "برايان" عازف الدرامز بالفرقة، والذي أشار إلى أنه في أولى تجارب العزف مع فرقة الفنان سعيد الأرتيست، بدأ تفاهم بينه وبين عازفي الطبلة المصريين دون لغة منطوقة. مُشيرا إلى انبهاره بآلة "الرّق" الشرقية. مؤكدا أنه قد يستعين بها مستقبلا.

ميلسا تُغني “حلوة يا بلدي” على مسرح المتحف القومي للحضارة المصرية

يقول ضاحكا: في البداية حاولت دراسة "الرّق" منفردا، ثم وجدت الأمر ليس كما أراه لدى العازفين الشرقيين. لم يكن كأي شيء درسته أو عزفت عليه من قبل. كان شيئا خاصا جدا. وأنا أتطلع للمزيد.

كان مما أثار حماس جمهور متحف الحضارة، أيضا، عندما قدّم الفنان سعيد الأرتيست مطربة سورية من فرقته لتشدو بأغنية "أحسن ناس"؛ بدا على ملامح العازفين الأمريكيين استمتاعهم الكبير بتفاعل الجمهور مع العزف والغناء.

تقول تارويت: هناك الكثير من الأشياء التي تجمعنا معا، والتي يجب الاحتفاء بها، نحن الأمريكيين والمصريين. وهذا الحفل هو تجسيد لهذا.

8 أيام في مصر

بين حفلي عيد الاستقلال ومتحف الحضارة، نظّمت السفارة الأمريكية لقاء لأعضاء الفريق، الذي يقضي في القاهرة ثمانية أيام -يقوم خلالها بالعزف عدة مرات- مع عدد من الصحفيين، بينهم محرر "البوابة نيوز"، للحديث حول الفرقة والفن والدبلوماسية والموسيقى.

يُشير العريف برايان إلى أن النظام المتبع في الفرق الموسيقية بالقوات الجوية الأمريكية أن يتنقل العازفين كل 3 أشهر "لكن هذه الفرقة معا منذ عام كامل، ونحن هنا في المنطقة منذ أربعة أشهر وسوف نعود بعدها إلى الولايات المتحدة".

أعضاء فريق  AFcent Band يتحدثون إلى محرر “البوابة نيوز”

ولفت أعضاء الفريق إلى أنهم يمثلون واحد من تسع فرق موسيقية منتشرة في جميع أنحاء العالم تتبع القوات الجوية الأمريكية. يقول عازف آلة الساكس، العريف "مايك": نحن في تنقل دائم؛ بينما لا أكون في الوطن، يكون بيتي هو القاعدة الجوية في ألمانيا، وأقضي وقتا في قاعدة القيادة المركزية في الدوحة، وبين هذان اتنقل واتعرف على موسيقى جديدة وثقافات جديدة".

يضيف الضابط برايان: نعم، هناك الكثير من الحروب في العالم مما لا نستطيع إيقافها، لكننا نتجول محاولين إشاعة الأمل والبهجة بين جماهير وثقافات مختلفة. الموسيقى تقوم بهذا الدور، تجعلنا نبحث عن الشيء المشترك بيننا. يُمكنك أن تقرأ الصحيفة وتتابع أخبار الصراع في العالم، أو يمكنك أن تستمع إلينا ونحن نحاول أن نبني محادثة هنا عن طريق الموسيقى بعيدا عن الدماء.

وتضيف المغنية ميلسا: الأمر يتعلق بأن كل فرد في هذا الفريق يستطيع استغلال إمكانياته وإمكانيات الآخرين لتحقيق الهدف.

ويؤكد العريف برايان، أنه كعازف درامز أتيحت له فرصة عظيمة بالعمل مع عازف إيقاع شرقي كبير هو الأرتيست "هذا يؤكد كون الموسيقى شيئا عالميا عابرا للحدود. نحن نجلس معا ونعزف ونُخرج لحنا مشتركا يمزج بين ثقافتينا".

العزف أمام الهرم

كان من حظ الفرقة الحسن، كما يقول الضابط "برايان" -وهو الضابط المسؤول عن تنظيم وإدارة الفرقة- أنهم وصلوا إلى القاهرة قبل الموعد المقرر لجدولهم بيومين ونصف تقريبا. ولم يكن سوى اثنين من أعضاؤهما فقط هما من زارا القاهرة من قبل "هكذا وجدنا أن لدينا وقتا لنشاهد المعالم الأقرب في القاهرة وما حولها؛ ذهبنا إلى الأهرامات ومنطقة آثار سقارة، وزرنا القاهرة الإسلامية والقبطية، والمتحف المصري، ومنطقة خان الخليلي. 

يقول: تخيل أنك تقرأ عن بلد ما وتشاهد العديد من الصور أو مقاطع الفيديو حول معالمه وآثاره؛ وفجأة تجد نفسك وجها لوجه أمام تلك الأثار.

عازف الساكس مايك يعزف خلال الحفل الصباحي بالمركز الثقافي الأمريكي بجاردن سيتي

أمّا العريف ميلسا فتضيف: إنه شعور لا يُصدق.

وأشار الضابط برايان إلى أنه خلال جولات أفراد الفريق في القاهرة وجدوا محال عدة للآلات الموسيقية في مكان واحد -في إشارة إلى شارع محمد علي الشهير- معربا عن انبهاره بتنوع الآلات التي شاهدها بين شرقية وغربية.

لم يستمتع أعضاء الفرقة بالأماكن فحسب، بل كذلك استمتعوا بردود أفعال الجمهور المصري. تقول ميلسا: نحن نتجول في المنطقة منذ ثلاثة أشهر ونصف. دعني أؤكد أن حفل عيد الاستقلال في السفارة بالقاهرة شهد أحد أروع أوقاتنا مع الجمهور تفاعلا. 

وأكدت القول نفسه عقب انتهاء حفل متحف الحضارة. حيث كانت تشعر بالترقب الشديد لرؤية رد فعل الجمهور في المسرح؛ لكنه فاجئها مرة أخرى بكم كبير من البهجة.

وقال عازف الساكس مايك: من المثير أن يمتلئ الجمهور بالحماس من أداء الفرقة، ويطلب إعادة أغنية بعينها مرة أخرى. كان هذا أكثر ما أثر حماسي في حفل عيد الاستقلال.

وأضاف الضابط برايان: الأمر نفسه وجدناه من تفاعل الجمهور خلال حفلنا الصباحي يوم الثلاثاء في المركز الثقافي الأمريكي. هذا أكد ما يكنه المصريون من حب واحترام للفن بصفة عامة والموسيقى بأنواعها بشكل خاص. الحماس هو أمر مُعّدِي بالفعل، وقد انتقل إلينا جميعا.

أما عن أداؤها لأغنية "حلوة يا بلدي" في متحف الحضارة، تقول ميلسا: كان هذا تحد، أنا لا أجيد العربية فما بالك بالعامية المصرية. كانت اللغة صعبة للغاية، وكان هناك البعض يحاولون مساعدتي في إيجاد التناغم والموسيقى مع اللغة. في الواقع، لم يواجه العازفين هذه الصعوبة لأن لغة الموسيقى واحدة.

وأضاف برايان: عندما استمع الفنان المصري سعيد إلى أغنياتنا الغربية، قام بالحديث إلى عازفيه ووضع شكلا من التناغم بين الآلات حتى يمكن أن نعزف جميعا معا.

وبينما أتيحت الفرصة أن يأتي العرض الأخير للفرقة على سطح مبنى سياحي يطل على الأهرامات فإن هذا تحقيق لحلم آخر بالنسبة لعدد من هؤلاء العازفين، كما يقول العريف وعازف الدرامز برايان. 

يضيف: "العزف أمام الهرم، هذا حلم قديم لدى كثير من العازفين. ربما يُمكننا التقاط صورة تُحاكي تلك الأسطورية التي التقطت للعازف الأشهر لويس أرمسترونج هناك".  

وأكدت ميلسا: سيكون رائعا أن نقوم بالعزف بينما الهرم في الخلفية.

53056638441_a5f86819b2_k
53056638441_a5f86819b2_k
53056638496_6ef3422664_k (1)
53056638496_6ef3422664_k (1)
53056638856_7509b9861a_k
53056638856_7509b9861a_k
53056817949_1a294311ff_k
53056817949_1a294311ff_k
53057015455_a322ff006e_k
53057015455_a322ff006e_k
53057015845_9299b08912_k
53057015845_9299b08912_k
53057114963_733069081b_k
53057114963_733069081b_k
53057114983_02a0f59bac_k
53057114983_02a0f59bac_k
53057115408_53dd704873_k
53057115408_53dd704873_k
ae7075d6-f611-4600-9d0d-b641322aece4
ae7075d6-f611-4600-9d0d-b641322aece4
b7bfd995-1efa-4890-8b80-cc0f7698cab3
b7bfd995-1efa-4890-8b80-cc0f7698cab3
cc7046b5-2ce5-4b35-9538-9425de8cd278
cc7046b5-2ce5-4b35-9538-9425de8cd278
f4fd706b-88fc-419f-97f8-045b4f4061c4
f4fd706b-88fc-419f-97f8-045b4f4061c4