بصراحة هي حاجة تكسف ان الواحد يكتب عنها.. لكن الظاهرة أصبحت غريبة وشاذة ولا تحتمل.. حيث اشتعلت في الآونة الأخيرة أسعار السجاير، وجميع منتجات الدخان المحلية والمستوردة، بصورة جنونية وتعبر عن فوضى في احكام الرقابة على التجار الجشعين.
فمن يصدق أن سعر علبة السجاير المحلية "كليوباترا بوكس"، والتي كانت تلقب في وقت من الأوقات بـ "الكوكو الضعيف" لأنها الأرخص سعرًا بين باقي الأنواع المستوردة، وصل إلى 50 جنيها وذلك رغم أن الشركة المنتجة لها أقسمت برأس أبيها وبنور عينيها أن السعر الرسمي لها لم يتحرك عن 25 جنيها وفق أعلى التقديرات أي بما يعادل 100% زيادة في السوق السوداء.
الملاحظ أن الحكومة وفي ظل جهودها لكبح جماح أسعار السلع الأساسية حافظت على سعر الدولار، "الأشكيف المخيف"، وحاصرته عند حدود أدنى من 31 جنيها، وفي أحلك الأحوال يباع في السوق الموازية بسعر 37 جنيها أي بزيادة لا تتخطى 20% عن السعر الرسمي، وهنا لنا أن نتصور مدى الارتباك والعشوائية.. حتى أن البعض يرى التجارة في السجائر أصبح أكثر ربحية من المضاربة في أسعار العملات الأجنبية.
وعلى الرغم من أن السجائر لا أحد يختلف على أضرارها الخطيرة على الصحة العامة وأنها سلعة غير أساسية والدولة غير مطالبة بتأمين أسعارها عند حدود دنيا.. إلا أنها تعتبر وبكل أسف سلعة استراتيجية لا يجب أن يترك الحبل على الغارب للمضاربين في أسعارها على هذا النحو الذي أصبح حديث الصباح والمساء في مصر المحروسة.