استقرت أسعار الذهب اليوم بالقرب من أعلى مستوياتها في شهر ونصف الذي تم تسجيله أمس وذلك بعد بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي أظهرت تراجع إنفاق المستهلكين مما زاد التوقعات أن الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى إنهاء دورة رفع أسعار الفائدة.
تتداول أسعار الذهب الفوري اليوم الأربعاء وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1978 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع يوم أمس بنسبة 1.2% ليربح قرابة 25 دولارا ويسجل أعلى مستوى منذ شهر ونصف عند 1984 دولارا للأونصة.
ارتفاع أسعار الذهب يوم أمس ساعده على اختراق منطقة المقاومة حول المستوى 1965 دولارا للأونصة ليصل إلى منطقة المقاومة التالية عند 1975 – 1980 دولارا للأونصة لتستقر تداولات اليوم تحت المستوى 1980 دولارا للأونصة.
السبب الرئيسي وراء الارتفاع الكبير في أسعار الذهب يوم أمس كانت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر يونيو، والتي أظهرت ارتفاع بنسبة 0.2% بأقل من التوقعات والقراءة السابقة عند 0.5%، الأمر الذي يدل على تراجع إنفاق المستهلكين وبداية ظهور التأثير السلبي لعمليات رفع الفائدة الأمريكية على مستويات الإنفاق، وفق جولد بيليون.
تقرير الوظائف لشهر يونيو بالإضافة لبيانات مبيعات التجزئة وبيانات التضخم خلال الأسبوع الماضي زادت من التوقعات في الأسواق بشكل كبير أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى وقف دورة رفع الفائدة بعد اجتماعه القادم.
وترى الأسواق احتمال يتخطى 96% أن البنك الفيدرالي سيرفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأسبوع القادم، على أن يتوقف عن رفع الفائدة لفترة طويلة قد تصل لبداية الربع الثاني من العام القادم قبل أن يقوم ببداية خفض معدلات الفائدة.
أسواق الذهب تحركت وفقاً لهذا السيناريو الذي يعد إيجابي بشكل كبير بالنسبة للذهب كونه يشمل توقف رفع الفائدة التي تعد أكبر عامل سلبي يواجه أسواق الذهب، من جهة أخرى نجد أن البيانات الاقتصادية الأخيرة تظهر تباطؤ في معدلات الإنفاق والنمو.
بيانات النمو الأخيرة التي صدرت عن الاقتصاد الصيني أظهرت تراجع في النمو والآن الولايات المتحدة تتبعها، بالإضافة إلى تراجع في أداء القطاعات الاقتصادية في كل من منطقة اليورو وبريطانيا، وهو الأمر الذي يهيئ الأسواق لركود اقتصادي قادم كنتيجة طبيعية لعمليات رفع الفائدة المستمرة من قبل البنوك المركزية العالمية لمواجهة التضخم.
الذهب ينتعش في أوقات الركود الاقتصادي بشكل كبير كونه يمثل الملاذ الآمن الأول في الأسواق، خاصة أننا شاهدنا تراجع في عوائد السندات الحكومية الأمريكية منذ بداية الأسبوع والتي تعد المنافس الأول للذهب.
العائد على السندات لأجل 10 سنوات انخفاض منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.2% ليسجل أدنى مستوى في 3 أسابيع عند 3.729%، بينما انخفض العائد لأجل سنتين الأكثر تأثراً بتوقعات الفائدة خلال هذا الأسبوع بنسبة 1.1%، بحسب تحليل جولد بيليون.
عوائد السندات الأمريكية مستمرة في الانخفاض خلال آخر أسبوعين في انعكاس واضح لتغير توقعات الأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي، وهو ما يعد أخبار إيجابية لأسواق الذهب لأن تراجع الإقبال على السندات يزيد من جاذبية الذهب للاستثمار كونه لا يقدم عائد لحائزيه بل يعد ملاذ آمن.