"الوجود فى شركة كبيرة زى تسلا دا حلم سهل توصله".. كلمات عبر بها المهندس المصرى جلال سلامة، والذى يعتبر أول مهندس مصرى يعمل بفريق المشروعات فى شركة تسلا، عن فخره بالتواجد ضمن واحدة من أكبر الشركات العالمية فى مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
ويروى "جلال" كواليس التحاقه بالشركة وقصة نجاحه، قائلا: أنا مهندس مصرى خريج الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فرع الإسكندرية، من قسم هندسة الميكانيكا تخصص ميكاترونيكس، وتخرجت بعد ذلك من جامعة ماديسون الأمريكية التى درست فيها أنظمة التحكم التكنولوجى لمدة عامين وحصلت على شهادة من الجامعة.
وأضاف: "أنا كنت أعيش فى مدينة الإسكندرية وتخرجت فى الأكاديمية بتقدير مقبول ولكننى كنت أشترك فى مسابقات تكنولوجية ومسابقات للروبوتات ومسابقات لتنظيم الأفكار وكيفية إيجاد بدائل فى أى مجال أعمل فيه وكنت أرى أن المسابقات العملية أهم من تقدير تخرجى"، موضحا: "أن الدراسة لا غنى عنها ولكنها تعطى الأساسيات فقط، وأنا مكنتش بحفظ الكتاب ولكننى كنت أحب التطبيق بأيدى والخبرات التى اكتسبتها فى المسابقات التى اشتركت فيها أهلتنى خلال 5 سنوات لتجميع خبرتى وأن أكون ضمن فريق المشروعات بشركة تسلا".
كواليس التحاقه بشركة تسلا
وعن كواليس التحاقه بشركة تسلا، يقول "جلال": "أنا مقدمتش فى شركة تسلا، ولكنهم تواصلوا معى، من خلال كشافين للمواهب، وعرضوا على العمل فى الشركة، نظرا لأنهم كانوا يبحثون عن خبرات فى مجال هندسة التحكم، كما أن المجالات التى كنت أعمل بها جعلتنى مؤهلا لأن أجمع خبرات كبيرة ومطلوبة فى سوق العمل ومتطلبات شركة تسلا".
وأضاف: "رفضت العمل فى شركة تسلا عام 2015، لأننى كنت أرى أننى لا أمتلك الخبرة الكافية للعمل فى الشركة، وكانت خطوة مش مستعد لها فى هذه الفترة وأجلت قبول العرض فى هذا التوقيت".
وأوضح: "شركة تسلا تواصلت معى مرة أخرى فى عام 2018، وعرض عليا العمل فى الشركة من جديد، ولكن أيضا مهاراتى وخبرات لم تكن قوية بشكل كافى، فى ظل أن شركة تسلا كانت بدأت تكبر، ولم يكن فى مخيلتى أن أغير من عملى فى هذا الوقت، لأننى كنت أركز على بناء خبرتى واعتذرت عن العمل معهم مرة أخرى".
وأكمل: "فى عام 2020، كانت المرة الثالثة لعرض شركة تسلا العمل معهم، وكنت وقتذاك فى الإسكندرية مع عدد من أقاربى، وأوضحت لهم عرض الشركة، وهم من شجعونى لقبول العرض، وبالفعل قمت بالتقديم فى شركة تسلا"، مؤكدا: "بعد التقديم فى تسلا دخلت مرحلة المقابلات الشخصية، بواقع مقابلة كل أسبوعين أو 3 أسابيع، وذلك بمقابلات مع المديرين باختلاف تدرجهم الوظيفى، وصولا إلى أننى قمت بكتابة نصف صفحة تم عرضها على إيلون ماسك الملياردير والرئيس التنفيذى لشركة تسلا، وكانت حول أسباب العمل في فريق المشروعات الخاص بالدهانات فى شركة تسلا.
وعن أسباب رفضه للعمل فى شركة تسلا مرتين وقبوله العرض فى المرة الثالثة، رد قائلا: "كنت عايز أعد نفسى بشكل كافى للمكان لأنى عايز أنجح ومش عايز أروح لفترة قليلة وأمشى، لأن فى مقومات للنجاح لازم تكون عندى ولازم أكون عارف المكان اللى هدخل فيه عامل إزاى، ومقومات نجاحه والمهارات التى لا بد من توافرها عندى عشان أدخل فى هذا المكان".
وأوضح: "فى عرض شركة تسلا الأول فى عام 2015 عرضوا عليا لتعيين كمهندس شاب مبتدئ، وفى المرة الثالثة بعد قبولى العرض والمقابلات الشخصية عرضوا عليا التعيين كمهندس كبير".
مهامه في شركة تسلا
وأشار "جلال" إلى أنه يعمل ضمن فريق المشروعات الخاص بالدهانات في شركة تسلا، كما أننى مسئول عن تدريب المتدربين الجدد في فريقي ومسئول عن المنصة الجديدة لتصنيع السيارات والتي أعلن عنها إيلون ماسك في خطته الكبيرة في الجزء الخاص بهندسة الأجهزة، كما أنني كنت مسئول عن خطوط السير الخاصة بالسيارات بداية من المرحلة الأولى وحتى المرحلة الثالثة "وهي الـ 1000 عربية ساعة و5000 عربية في الأسبوع و10000 عربية في الأسبوع".
وأكمل: "وجدت في شركة تسلا أشياء مميزة كثيرة ليس فقط الأمر الخاص بالعمل، وخبراتي التي حصلت عليها ساعدتني للوصول إلى هناك"، مشيرًا إلى أن طريقة عرض خبراته والسيرة الذاتية لها هي من سمحت للكشافين من شركة تسلا باختياره للعمل في الشركة.
الداعمون له في رحلة وصوله إلى شركة تسلا
وأضاف "جلال" أن هناك عددا من الشخصيات التي ساعدته للوصول للعمل في شركة تسلا، قائلًا: "والدي ووالدتي كانوا أكبر الداعين لي لدخول مجال الهندسة وخاصة والدتي، بجانب أسرتي ككل، لأن هوايتي كانت السيارات من صغري، وكنت أحب تشغيل دماغي وكان والدي ينمي في هذه النقطة، لدرجة أني كنت أقوم بتفكيك كافة الأجهزة الإلكترونية في المنزل في حالة تلفها، فكانت هوايتي الهندسة والإصلاح، وعند معرفتي بالخوارزميات أصبح لدى المجال لدخول الهندسة".
وأوضح، أن أبرز الشخصيات اللي ساعدتني في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، كان الدكتور أسامة إسماعيل والدكتور كريم يسري والمهندس محمد فؤاد، بقسم المعلوماتية بالأكاديمية، بجانب دكاترة كليتي.
وأشار إلى أن قسم المعلوماتية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري يحتضن كل المهندسين الذين يريدون الدخول في أي مسابقة لتحقيق مستويات علمية وفكرية عالية، قائلًا: "كانوا بيفتحوا الباب قدامنا لدخول كافة المسابقات التكنولوجية والربوتات بجانب الداعمين المادي والمعنوي، لدرجة إنني كنت ببات في الكلية وكانوا موفرين لنا أماكن في المكتبة للمبيت والتغطية لكافة الأمور الدراسية".
وأردف: "الدكاترة بقسم المعلوماتية كانوا بيساعدوني في إنجاز الموافقات الخاصة بتأجيل بعض الامتحانات ومتابعة المسابقات، ودا كان كنز لأنهم كانوا بيدونا دعم مادي ومعنوي وبيفتحوا لينا مجالات المسابقات ودي الحاجة اللي تنقص أي مهندس، لأن التطبيق العملي جزء لا يتجزأ من فهم الشخص للمواد التي يقوم بدراستها".
وعن التطوير الحالي في مصر، أكد جلال سلامة، أول مهندس مصري يعمل في شركة تسلا، أن مصر بدأت أن تكون على الطريق الصحيح، قائلًا: "مصر بدأ يكون فيها فكر التصنيع والاستغناء عن الاستيراد، مصر على أول الطريق ولكن هناك عقبات كثيرة تواجه القائمين على ذلك، بداية من التفكير داخل العمل وكيفية إخراج مشروع متكامل، ولكن التحسن الحالي في مصر أمر جيد جدًا، وما ألاحظه حاليًا أن كافة الأمور بدأت تتحسن ولكنها تأخذ خطواتها".
مفارقة شركة تسلا ومصنع النصر للسيارات
ويروي "جلال سلامة" مفارقة حدثت بين عمله في شركة تسلا ومصنع النصر للسيارات، قائلًا: "أول ما ابتديت اشتغل في شركة تسلا في 2021 كان وقتها مصنع النصر للسيارات بيعلن عن العربية الكهربائية الخاصة بهم، ودي كانت حاجة من الحاجات اللي شدتني في الأخبار إني أتابعها".
وأضاف: "وقتها شركة النصر للسيارات كانت قد فتحت باب التقديم للمهندسين بأقسام كتيرة ومن ضمن المفارقات أنني قدمت على طلب للعمل في مصنع النصر للسيارات لأني كنت عايز أي حد يستفيد من خبرتي ولحد النهارده مجاليش أي رد على طلب العمل بالمصنع".
وأكد: "التكنولوجيا التي أعمل عليها في الوقت الحالي بينها وبين التكنولوجيا الموجودة في مصر مسافة كبيرة جدًا، أو قد يكون ليس لدي معلومات عن التكنولوجيا التي تعمل بها المصانع في مصر، ولكن في الوضع الحالي هناك جاب كبير بين التكنولوجيا في مصر وأمريكا، لأن ما أعمل عليه حاليًا هي تكنولوجيا عالية التكلفة جدًا، وهو يجعل هذه التكنولوجيا حكرًا على مصانع معينة في مصر في حالة تطبيقها".
وأردف: "لو جاتلي الفرصة إني أرجع مصر أكيد هوافق ولكن لابد أن تكون الظروف مؤهلة وبها عوامل النجاح"، موضحًا: "في جزء مخاطرة باخده دائمًا في أي عمل ولكن لابد من توافر عوامل أخرى تساعد على النجاح، وفي حالة توافرها هكون من أول الناس اللي هوافق إني أرجع عشان أطور بلدي".