موجة غير مسبوقة من الارتفاع في درجات الحرارة تتعرض لها مصر على مدار الأيام الماضية، وسط تحذيرات من خطورة التعرض المباشر للشمس الأمر الذي قد يعود على المواطنين بأضرار لا حصر لها، وهو ما حذرت منه الهيئة العامة للأرصاد الجوية، إلا أن هناك أضرار لا نستطيع تفاديها مثل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وتأثيره على الزراعات في شتى بقاع مصر.
ووصلت درجات الحرارة في مصر إلى معدلات قياسية، حيث تجاوزت الـ 45 درجة مئوية في بعض المناطق، وهو نادرا ما يحدث، وعن الارتفاعات المتزايدة في درجات الحرارة، أكدت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن محافظات مصر تواجه موجة حرارة منذ نهاية الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، حيث سجلت درجات الحرارة في محافظات القاهرة الكبرى حوالي 38 درجة مئوية في اليومين الأخيرين في مناطق الظل.
وأضافت "غانم" في تصريحات تلفزيونية، يوم الثلاثاء، أن أعلى نقطة للارتفاع في درجات الحرارة في القاهرة الكبرى بلغت حوالي 38 درجة في الأماكن المظللة، إلا أن المواطنين قد يشعرون بزيادة حوالي 3 درجات في درجة حرارة الجو المحسوسة، نتيجة لانخفاض سرعة الرياح يؤدي إلى زيادة الشعور بالحرارة وزيادة الرطوبة.
القبة الحرارية سر الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة
وكانت هيئة الأرصاد الجوية، قد أشارت في بيان لها أن الشعور بالحرارة الشديدة جاء نتيجة لظاهرة "القبة الحرارية"، وهي عبارة عن تكوين جوي يشبه رتبة عالية في الطبقات العليا من الهواء، يحتجز الهواء الحار في الطبقات الأرضية القريبة، مع زيادة فترة سطوع الشمس.
وترتفع القبة الحرارية على مسافة 5 - 6 كيلومترات فوق سطح الأرض، وتكوّن شكل قبة تحجز كمية كبيرة من الرطوبة قرب سطح الأرض، وكانت آخر مرة يتعرض فيها الوطن العربي لهذه الظاهرة قبل 120 عامًا.
مخاطر الحرارة على الزراعات
من ناحيته، أصدر مستشار وزير الزراعة لشؤون المناخ، محمد علي فهيم، تحذيرًا عاجلًا للمواطنين بشأن زيادة حرارة الطقس وتعرض البلاد لتأثير المنخفضات الهندية والسودانية، مشيرا إلى أن درجة الحرارة تصل في القاهرة والدلتا إلى 41 درجة، وفي المنيا وبني سويف والفيوم وأسيوط تصل إلى 42 درجة، وفي سوهاج وقنا والأقصر وأسوان تصل إلى 44 درجة.
وحذر مستشار وزير الزراعة المواطنين من التعرض المُباشر لأشعة الشمس، وأكد على ضرورة تقليل خروج الأطفال وكبار السن من المنازل وعدم الذهاب إلى الشوارع في فترات النهار، وأيضا على شرب كميات وافرة من الماء.
أضرار كبيرة على القطاع الزراعي
من جهته، قال حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين ان ما يعرف بظاهرة "النينو " والتي تؤدي الي إرتفاع كبير في درجات الحرارة بدرجة اعلي من المعدلات الطبيعية، وتؤدي الي اضرار كبيرة للقطاع الزراعي، لافتا ان إرتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعيه قد يؤدي احيانا الي هلاك المحاصيل ونفوق المواشي.
واضاف "عبدالرحمن" في تصريحاته لـ"البوابة" أن إرتفاع درجات الحرارة مع زيادة نسبة الرطوبه يؤدي الي زيادة معدل تكاثر الحشرات والافات الضاره ويزيد من فرص انتشار الامراض مما يساهم في زيادة التكلفه وقلة الانتاج كما تساهم إرتفاع درجات الحرارة الي بطيء نمو النباتات وتشوء الثمار وقد يتعرض النبات للذبول وتقل جودة الثمار ولا تمتلى الحبوب كما يجب فتضمر ويقل وزنها مما يقلل الانتاج في محاصيل الحبوب كالذرة وقد تؤدي إرتفاع الحراره الي ظاهرة التفاف الاوارق مما يضعف الانتاج وتودي الحرارة المرتفعة إلى سقوط الأزهار وعدم اكتمال نمو الثمار مما يساعد في انخفاض الإنتاج.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة تجهد الحيونات، وتقلل من فرص تناولها كمية الغذاء مما يقال إنتاج اللحم واللبن والبيض وتزيد فرص اشتعال الحرائق وقد يؤدي الارتفاع الكبير في درجات الحراره الي نفوق الحيونات، لذا علي مربي الحيونات بتوفير مياه نظيفه باستمرار للحيونات عند إرتفاع درجات الحرارة وعدم تعرض للحيونات لاشعة الشمس المباشره وعمل نظام رش بالمياه لترطيب الحظيره وخفض درجات الحرارة مع الاهتمام بالتهويه ونظام غذائي صحي.
ودعا "أبوصدام" الفلاحين بعدم التعرض بشكل مباشر لأشعة الشمس، وبخاصة خلال فترة الظهيرة، ونصح المزارعين بعدم تعطيش النباتات وتقريب فترات الري على أن يكون الري في الصباح الباكر أو في وقت الغروب مع التسميد المناسب والاهتمام بالصرف الجيد في محاصيل الأرز، كما يمكننا الاتجاه بقدر الامكان زراعة الخضروات داخل الصوب لتفادي التاثير السلبي للتغيرات المناخيه مع ضرورة زراعة الاصناف التي تتحمل التغيرات المناخيه غير الملائمة وينصح أصحاب مزارع الفاكهة في حالة الإثمار باستخدام عواكس الشمس للحد من تأثير الشمس على الثمار.