تعد الخطوة التى اتخذها الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان بخصوص انضمام السويد للناتو، بمثابة تمهيد لتحقيق مكاسب اقتصادية ودفاعية لأنقرة خلال الفترة المقبلة.
وذكر موقع المونيتور الأمريكى، فى تحليل له للكاتب التركى، بارين كاياوجلو، أمس الأول السبت أن تركيا فى السابق كانت تتباطأ فى هذه الخطوة، بسبب رد الفعل السلبى للحكومة السويدية تجاه أنشطة حزب العمال الكردستانى.
وقال «المونيتور»، إن «أردوغان» أصر على أن الحكومات السويدية المتعاقبة يجب أن تعمل على تضييق الخناق على الكوادر المؤيدة لحزب العمال الكردستانى وأنصار حركة فتح الله جولن، وحدث تحول مفاجئ خلال الفترة الماضية، وتحديدا بعد جولتين من الاجتماعات الثلاثية مع رئيس الناتو، ينس ستولتنبرج، ورئيس الوزراء السويدى أولف كريسترسون.
وبعد هذا الاجتماع أعلن أردوغان يوم الأربعاء الماضى 12 يوليو 2023، أنه سيحيل الطلب السويدى إلى البرلمان التركى للتصديق عليه، ودعا البيان الصحفى الصادر عن الاجتماع إلى إزالة القيود المفروضة على التجارة الدفاعية بين الدول الأعضاء، بالإضافة إلى إنشاء منسق جديد لحلف شمال الأطلسى لمكافحة الإرهاب.
ومن المرجح أن ينتج عن قرار أردوغان زيادة نفوذه داخل الحلف العسكرى، فيما قال البيان أيضًا، إن ستوكهولم ستساعد تركيا على تحديث اتحادها الجمركى مع الاتحاد الأوروبى، وتوفير تحرير التأشيرات للمواطنين الأتراك المسافرين إلى أوروبا.
وأشار «المونيتور»، إلى أنه بالإضافة إلى التعهدات السويدية، فهناك ثلاثة اعتبارات رئيسية لعبت دورا مهما فى تغيير رأى تركيا، ويبدو أن الدافع الرئيسى هو الإشارات الإيجابية التى تلقاها «أردوغان» من واشنطن بشأن الضوء الأخضر من الكونجرس لتسلم طائرات من طراز «F-16».
الحافز الآخر هو مطالبة تركيا منذ فترة طويلة لحلفائها فى الناتو برفع جميع عمليات حظر المبيعات الدفاعية ضد أنقرة، ورفعت كل من السويد وفنلندا الحظر عن الأسلحة التركية، كما ذكرت «رويترز» هذا الأسبوع أن كندا وافقت أيضًا على استئناف المحادثات بشأن رفع قيود التصدير على أجزاء الطائرات بدون طيار.
وأثبتت طائرات بايراكتار التركية بدون طيار أنها غيرت قواعد اللعبة فى الحرب بين أرمينيا وأذربيجان حول منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها.
وأوضح «كاياوجلو» فى تحليله، أن العلاقات بين تركيا وروسيا توترت خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب تأييد «أردوغان» القوى لعضوية أوكرانيا فى الناتو، لكن لدى الأتراك والروس الكثير من الأمور التى يجب عليهم مواصلة التعاون بشأنها، وأبرزها صفقة الحبوب مع أوكرانيا، والصادرات التركية إلى روسيا، والسائحون الروس الذين ينفقون مليارات الدولارات فى تركيا، وواردات الطاقة التركية من روسيا، وإنهاء الحرب فى سوريا.
وأنهى الكاتب التركى تحليله، حيث قال، إنه على أى حال، وعلى الرغم مما تقوله وسائل الإعلام الموالية لأردوغان فى الداخل، فمن غير المرجح أن يجدد الرئيس التركى محاولة بلاده الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
وفقد كل من الاتحاد الأوروبى وتركيا الرغبة المتبادلة بالعضوية فى منتصف عام 2010، حيث بدأ التزام أنقرة بالديمقراطية وسيادة القانون يضعف بينما أزعجت الهجرة الجماعية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الناخبين الأوروبيين.