«الجارديان»: الحكومات المُتعاقبة فشلت فى الاستثمار بشكل كافٍ فى صيانة وإصلاح البنية التحتية
ضربت موجة جفاف أوروجواى وهى الأشد منذ 74 عامًا، وأصبحت لا تظهر تداعياتها في الإنتاج الزراعي فحسب بل في الحياة اليومية أيضًا، وخاصةً في مياه الشرب التي أصبحت تهدد صحة المواطنين.
تعتبر الأوروجواي أول دولة في العالم تدرج في دستورها أن الحصول على مياه الشرب، حق أساسي من حقوق الإنسان، وتجد الآن صعوبة في الامتثال لما يفرضه دستورها، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مشكلة الحرمان من المياه الصالحة للشرب.
وأدت ثلاث سنوات متتالية من الجفاف إلى إفراغ الخزان من المياه العذبة تقريبًا ولتجنب النقص قام مورد المياه الذي تديره الدولة «OSE» منذ بداية العام بإضافة المياه قليلة الملوحة تدريجيًا من مصب نهر ريو دي لا بلاتا.
بحلول أوائل مايو الماضي وصل المزيج إلى الحد الأقصى من مستويات الصوديوم والكلوريدات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية «WHO» والآن لديه ضعف هذه المستويات مما يمنح الماء طعمًا مثيرًا للاشمئزاز ويثير تساؤلات حول الآثار المحتملة على الصحة، وتؤكد السلطات أن المواد الكيميائية تؤثر فقط على طعم ورائحة الماء ولا تشكل بالضرورة خطرًا على صحة معظم الناس.
وتعمقت أزمة المياه التي تعاني منها أوروجواى بعد أن توقف مئات الآلاف من المواطنين عن شرب مياه الصنبور بسبب احتوائها على كميات من الصوديوم والكلوريد، كما لجأ العديد إلى تسخين وغلى الماء للتخلص من تلك المواد وإعادتها نقية مرة أخرى.
كما أن جودة المياه الجارية تدهورت في أوروجواى على مدار العام بسبب الجفاف وعدم وجود احتياطات في الخزانات التي تزود البلاد بالمياه بسبب قلة الأمطار وبسبب احتياطي المياه العذبة، خاصة في الخزان الرئيسى في منطقة باسو الواقع على بعد 80 كيلومترا شمال مونتيفيديو، الذى أصبح مستنفذا تقريبا.
ومن جانبها نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن خبراء قولهم، إن التغييرات الدستورية لعام 2004 أدت إلى تحسينات كبيرة في نظام إدارة المياه الهرمي والمجزئ، لكن التكامل في التخطيط لم يقابله في التنفيذ، فشلت الحكومات المتعاقبة في الاستثمار بشكل كافٍ في صيانة وإصلاح البنية التحتية.
وحدد ائتلاف من المجتمع المدني والجماعات السياسية، اللجنة الوطنية للدفاع عن المياه والحياة، في مواجهة إدارة المياه التي يحركها الربح والجشع كتهديد أساسي للحقوق الأساسية للمواطنين، حيث نجحت هذه المبادرة الشعبية في مواجهة اللامبالاة من القادة السياسيين ووسائل الإعلام - ومعارضة صريحة من المصالح التجارية.
إن أزمة أوروجواي اليوم هي مستقبل المزيد والمزيد من الدول، في بلد تم تصنيفه على أنه الأكثر ديمقراطية في الأمريكتين، ولكن يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا أساسيًا في إيجاد الحلول مرة أخرى، وتعد أهمية الحصول على المياه النظيفة أولوية قصوى للجمهور مرة أخرى، ويمكنهم تعلم الكثير من خلال النظر إلى ماضيها.
حذر خبراء الأمم المتحدة من أن الزيادة الكبيرة في مستويات الملوحة التي تؤثر على جودة مياه الشرب في أوروجواي تؤثر على أكثر من 60% من سكانها.
وأوصت الحكومة بتقليل استهلاك المياه المنزلية، فإن هذه القيود لا تنطبق على المستهلكين على نطاق واسع بما في ذلك الصناعات التي تستخدم المياه للإنتاج.