الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اغتيال زهرات صغيرة.. المرأة وثقافة المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

   على فترات زمنية متقاربة قُتِلَ الكثير من النساء فى مراحل عمرية مختلفة، وتعددت أسباب القتل والموت واحد.. زهرة صغيرة فى ريعان شبابها لأنها أفصحت لشاب عن مشاعرها، وآخرى تُقْتَل لأنها تراسل أحد الشباب على مواقع التواصل الإجتماعى، وعلى مدى سنين عدة رأينا العجب العجاب فى ظهور جرائم ما تنم إلا عن مستنقع المجتمعات المريضة التى تنظر للمرأة على أنها عورة فى كل شئ وأُرتكبت العديد من الجرائم تحت مسمى الشرف، بينما الشرف برئ من معتقداتهم العفنة لأن التسمية الأصح لهذه المعتقدات أمراض تعفنت فيها صورة المرأة، مجتمعات تزرع الشوك فى زوايا منازلهم أكثر مما تزرع الحب والأمل، وأخرى تتقن فن التبرير لرسم صورة نمطية للمرأة حتى بين ما يعرف بالطبقة المتعلمة، نتوهم كثيرًا عندما نعتقد أن أبناءنا الذين ولدوا فى مجتمعات ناضلت من أجل نصرة المرأة سيكبرون ويصبحون رجالًا أكثر تقديرًا للمرأة فى حياتهم، فالمرأة فى حياتهم ما هى إلا خادمة فى معبد ذكوريتهم، فهم أسوأ من الذين تربوا فى أزقة معتمة ليس لندرة الكهرباء بل من كثرة الجهل المغلف بالدين من أشباه المتعلمين، خاصةً وأن كثيرًا من مدارسنا موبوءة بالجهلة المختبئين فى لباس دينى يخلطون العلم بالدين فأصبحنا لا نعرف لا عادات ولا تقاليد، فجميع الأديان السماوية تحترم المرأة، وفضحت هذه الجرائم ثقافاتهم وعرتهم هم بدلًا من أن تعرى النساء كما يقولون، رغم أن دراسات عديدة أثبتت أن الإعتداءات الجسدية على النساء ليست نتاج ما تلبسه المرأة أو ما يسمونه التبرج بل إن كثيرًا من المحجبات والمنتقبات أكثر عرضة للتحرش فى الشوارع وعلى الشواطئ وكل الفضاءات المفتوحة للجميع إلا المرأة لكن من يعى ذلك فى مجتمعات اخترقها الجهل فالمرأة دائما هى المخطئة ولذلك تتحمل جميع النتائج التى تفرضها ثقافة المجتمع. 

هل للمجتمع أن ينسى نيرة أشرف تلك الفتاة التى كانت تطير بين أحلامها كفراشة على أغصان مستقبلها؟.. ماذا جنت نيرة أشرف لتُذبَح وتسيل دماؤها بين جدران الجامعة؟.. هل من المعقول أن طالبًا يعيش بينه وبين وجدانه المريض قصة حب زائفة وعندما ترفضة الضحية يقتلها ذبحًا أمام زملائها؟.. أى شيطانٍ هذا وأى ثقافة هذه صورت له أنها ملك له لا لغيره فيصدر حكمه بالإعدام عليها؟..  وما حدث فى محافظة الشرقية من مقتل فتاة على يد زميلها أيضًا فى مدخل عقار حيث فتاة جامعية تُطعن ٣٣ طعنة نافذة لرفض أهلها ارتباطها به.

ما يحدث ليس حادثًا أو جريمة فقط بل شرخ مجتمعى ستدفع الأجيال القادمة ثمنه الباهظ خاصةً النساء ما لم تتغير النظرة المجتمعية لهن.. فلنعد إلى مراجعة حقيقية للأنظمة التعليمية بل لما يعيد للمرأة كرامتها وحقها فى الحياة السليمة الكريمة، فالحلول واضحة لو أراد صناع القرار كى لا تذبح المرأة مرات ومرات كالقطيع دون شفقة أو رحمة من أحد.