الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

عظم شهيدك.. الرائد محمد خالد السحيلي .. قبض على الإرهابي حبارة ونال الشهادة بعد صراع مع قوى الشر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستعرض البوابة نيوز سلسة حلقات تنشر فيها قضايا أحداث الدم واستعراض جماعة الإخوان الإرهابية للقوة ونشر الفوضي وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة من قبل قيادات الجماعة الإرهابية .

وسنستعرض أهم شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن من قوات الجيش والشرطة والذين طالتهم يد الغدر والخسة من الجماعة الإرهابية، في مشهد لا يدع مجالا للشك في تلوث يد هؤلاء المجرمين بدماء أبطالنا الشهداء الذكية.

حلقة اليوم هي للبطل الشهيد الرائد محمد خالد السحيلي

من هو الشهيد الرائد محمد خالد السحيلي؟

محمد خالد السحيلي مواليد 1982، دفعة 2003 من كلية الشرطة، وبدأ عمله بمديرية بورسعيد، وفى عام 2005 تم اختيار محمد ضمن 3 من أكفأ الضباط على مستوى المديرية للمشاركة فى مأمورية جبل الحلال فى سيناء، بعد إحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ

وتزوج فى عام 2006،  وانتقل نقله للعمل فى محافظة سوهاج، وبعدها تقدم بطلب لنقله لسيناء، تمت الموافقة له فى أغسطس عام 2010 ، قضى أول عام فى منطقة بالوظة وبعدها انتقل إلى العريش وتنقل ما بين مديرية أمن شمال سيناء، ثم قسم ثانى العريش وبعدها وكيل مكتب مكافحة المخدرات ثم معاونا ورئيس مباحث لقسم ثالث العريش وكان فى سن صغير، وذلك بسبب كفاءته فى العمل.


لحظة استشهادة

فى يوم الثانى عشر من ابريل عام 2015 م ذهب البطل مبكرا الى مكتبه وكان يوم عمل مشحون والقسم ممتلئ بالمواطنين وبعد منتصف نهار ذلك اليوم أتصل بزوجته بعتذر لها عن تأخره فى الاتصال للأطمنان على بناته وأخبرها أنه سيحضر معه وهو قادم رنجة للأحتفال مع بناته بشم النسيم فى اليوم التالى .

وماهى الا لحظات وكان هناك تعامل بالذخيرة الحية من أعلى القسم ومن المدرعة على جانب باب القسم ضد سيارة إرهابية مفخخة تحمل 2 طن من المتفجرات يقودها انتحارى أقتحمت حرم القسم ويطلق من بها الرصاص على قسم الشرطة ليصل الى أقرب مكان لمركز القسم ومالبثت أن انفجرت السيارة المفخخة فأحدثت دمارا شديد

وأحدثت العديد من الإصابات والوفيات العديدة فأصيب البطل أثناء خروجه للتعامل مع السيارة أصابات جسيمة أستدعت نقله هو ومن أصيب من زملائه والمتواجدين بالقسم الى مستشفى العريش .

فى حين استشهد على الفور البطل شريف مناع والبطل عمرو شكرى الذى كان على المدرعة .. ونقل البطل محمد السحيلى بعد ذلك الى المركز الطبى الدولى .. كانت إصابته خطيرة فى الوجه والرئة ولكنه ابدى مقاومة وتمسك بالحياة شديدين حتى أن أطباء المركز اطلقوا عليه لقب الفايتر أى المقاتل لما أبداه من قوة تحمل تفوق قدرة البشر .. وكان عندما يفيق يكون فى منتهى العصبية لمشهد الانفجار الشديد الذى كان آخر ماشاهده

ظل البطل تحت العلاج لمدة عشرة أيام كاملة قبل أن تفيض روحه الى بارئها راضية مرضية ليلحق بموكب الشهداء وهو فى الثالثة والثلاثون من العمر سن أهل الجنة

جنازة شعبية

أقيمت للبطل جنازة شعبية عسكرية حاشدة بمحافظة الشرقية تاركا ذكرى طيبة لكل من عرفه أو تعامل معه حتى أن كثيرا من أهالى العريش قد علقوا صورته على جدران منازلهم مثمنين ماقام به طوال فترة خدمته ذاكرين لزملائه أن هذا الرجل لم يروا منه الا كل خير


بطل شعبي ومهام وطنية

بعد أحداث 25 يناير 2011 شارك فى حملات لأعادة النظام والانضباط للشارع السيناوى بالقضاء على التجمهر الذى ادى الى تعطيل مصالح الجمهور ومنع اشاعة الفوضى وأدى عمله بكل شجاعة رغم ترصد رجال الشرطة .

كانت البطل الشهيد من أشد اللحظات إيلاما لنفسه يوم مذبحة شهداء رفح للجنود الصائمين لحظة الافطار قبل ان يتناولوا طعامهم حتى لأن أحدهم كان يمسك بيده بملقعة الطعام قالهم المجرمون بكل الغدر والخسة والنذالة وكان بطلنا ضمن مأمورية نقل جثامين الشهداء الى المطار ليعود كل منهم الى أسرته بالمحافظات المختلفة التى جاءوا منها للدفاع عن مصر .

أما مذبحة رفح الثانية ضد مجندينا العزل العائدين من أجازاتهم والتى قادها الارهابى المجرم عادل حبارة فقد أقسم بطلنا على أن يثأر لشهدائنا وان يكون المجرم عادل حبارة هو شاغله الشاغل حتى يقبض عليه .. وبالفعل وفقه الله وكان وقتها رئيس مباحث قسم ثالث العريش أن تصله معلومة منطقة تواجد حبارة من أكثر من مصدر من مصادره وأبلغها لقيادته الذين كانوا يصفونه بضابط المباحث المعلم .

وبالفعل أعدت مأمورية من أكفأ ضباط البحث الجنائى بالمديرية ومعهم الشهيد البطل كأصغرهم سنا وأكثرهم حماسا للقيض على المجرم حبارة وبالفعل عندما وثلوا لمكتم الهدف كان البطل أول من انقض على المجرم واشتبك معه حتى طوقهما باقى زملائه وأوقعوا به .. وعندما وصلوا به الى الى مقر القسم صاح البطل الشهيد مبتهحا مع دموع النصر قائلا : أخذنا بثأر الجنود الغلابة .

وفى مجال قضايا مكافحة المخدرات شارك البطل قائده العميد أحمد السيد وكيل ادارة البحث الجنائى بتدمير العديد من مزارع المخدرات بوسط سيناء كما قام أثناء ترأسه لمكتب مكافحة المخدرات بادارة أمن شمال سيناء بالقبض على عتاة تجار واباطرة المخدرات بشمال سيناء ببراعة الرصد والمباغتة والتخفى وكثيرا كا كانت تحدث له الاصابات التى يخفيها عن عمله وأهله ويطلب من زوجته عدم التحدث عنها .

تأثر كثيرا باستشهاد صديقه ودفعته البطل محمد أبو شقرة وكان ضمن فريق البحث المكلف بكشف ملابسات حادث الاستشهاد وتتبع الجناة والقبض عليهم .

قام الشهيد البطل بمأموريات عديدة لملاحقة والقبض على قيادات الجماعة الارهابية المنحلة بالعريش وخارح العريش بالقاهرة والاسماعيلية .

ولنشاطه وحماسه الشدديد وما كبده للآرهبيين والمجرمين من خسائر جسيمة وضع إسم البطل الشهيد على رأس قائمة أغتيالات الجماعات التكقيرية وعندما علم بذلك قال: اللى عاوز يغتالنى يتفضل أنا بأقوم بواجبى ولا أخاف الا من ربنا .. كانت تأتى البطل مكالمات تهديد بالقتل فكان يقول لمحدثه : تعال قوام وما تتأخرش.

وعندما يلاحظ قلق زوجنه الشديد ومطالبتها له بترك سيناء كان يقول لها: لو أنا مشيت وغيرى مشى من اللى يفضل يحمى البلد دى؟ على جثتى أسيبها .. أنا روحى فى البلد دى .

كان البطل الشهيد يحظى بسمعة طيبة فى دائرة عمله من مشايخ سيناء ومن المواطنين البسطاء ولا يينسى البطل ذلك اليوم الذى حضر اليه مجموعة من كبائر مشايخ الفواخرية من كبار عائلات العريش بقسم ثالث العريش يشيدون بما يقوم به وييعطونه شهادة تقديرلما يبذله من جهد كانت مبعث سعادته وفخره .

وكان عندما يتم القبض على أحد الشباب كان بوجه له النصج كأخ أكبر حريص علىى مستقبله ويحاول أن يشرح له الأمور بصدق ورغبة فى عدم الايذاء .. وكان عندما يصدر اليه أمر بمهاجمة أحد المنازل ويحدث بها تحطم غير مقصود لبعض الأثاث أثناء ذلك كان يقوم بإصلاح ماتحطم على نفقته الخاصة ويعتذر لأصحاب المنزل .. هذا غير ماكان ينفقه دون أن يدرى أحد الا بعد استشهاده من نفقات ومعاونة للمحتاجين والمرضى.

أرملة الشهيد

قالت همت الجندي، إن زوجها الشهيد الرائد محمد من مواليد 1982، تخرج بدفعة 2003 في كلية الشرطة، وبدأ عمله بمديرية بورسعيد، وأثناء تواجده بمحافظة بورسعيد، وكانت هناك علاقة طيبة تربطه بشقيقها عمرو.

واستكملت أرملة الشهيد أنه في عام 2005 تم اختيار الرائد محمد ضمن ثلاثة من أكفأ الضباط على مستوى المديرية للمشاركة في مأمورية جبل الحلال في محافظة سيناء، بعد إحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ.

وأضافت أنها تزوجت الرائد محمد عام 2006، وكانت بالفرقة الثالثة بكلية التربية قسم إنجليزي، وقررت نقل أوراقها في الفرقة الرابعة كي تقيم مع زوجها بمحافظة بورسعيد، وما إن مر عامين حتى انتقلت خدمته إلى محافظة سوهاج بالصعيد وذهبت معه فكانت على استعداد للذهاب معه إلى أي مكان يتنقل إليه.

وأشارت أن الشهيد البطل محمد السحيلى كان دوما يقدم طلبا للانتقال إلى مديرية أمن شمال سيناء، حبا في الدفاع عن وطنه وخاصة مع ازدياد العمليات الإرهابية في ذلك الوقت، وتحديدا العريش، حرصا منه أيضا على أن تكون زوجته بجوار أسرتها، في حال تعرضه للخطر، وكان يسجل في الحركة شمال سيناء، ولكن دون جدوى إلى أن تمت الموافقة له في أغسطس عام 2010، وظل بالعريش إلى يوم استشهاده.

وذكرت أن زوجها الرائد الشهيد كان محبوبا من الجميع بالعريش، وكان يحب عمله وكان كثير التنكر حتى يتمكن من معرفة معلومات دون كشف شخصيته،  شارك في ضبط كميات كبيرة من المخدرات وكشف أخطر مروجي الكيف، وحرق عدد من المزارع الخاصة بزراعة البانجو.

وأشارت أنه تم اختياره ضمن المأمورية التي تمكنت من القبض على الإرهابي عادل حبارة، بعد ارتكابه مذبحة رفح الثانية، عقب ورود معلومات سرية بتردد "حبارة" على أحد المتاجر لشراء بعض الأغراض، وتمت محاصرته وتطويقه، وحاول تفجير قنبلة كانت بحوزته إلا أن القوات تصدت له، بعد محاولته الفرار والاشتباك مع القوات، وقام الشهيد محمد السحيلى بإطلاق عدة أعيرة نارية من سلاحه الشخصي، عقب القبض على حبارة، وظل يردد أمام الجميع "أشهدوا يا ناس رجعنا حق المجندين الغلابة".ولم يخش يوما من التهديدات التي كان يتلقاها يوميا على هاتفه من الجماعات الإرهابية بقتله وخطف بناتنه.