الأكمام قطعة من الملابس الكهنوتية القبطية كان الأباء يرتدونها كجزء من ملابسهم الكهنوتية فوق أكمام التونية المتسعة لكي لا تعطلهم أثناء خدمة المذبح، بل تكون محبوكة على يديى الكاهن فتسهل حركته.
ووثق المؤرخ البريطانى "ألفريد جشوا بتلر" فى كتابه "الكنائس القبطية القديمة فى مصر" بالرسم والوصف شكل كمان قبطيان من الحرير القرمزى المطرز بخيوط ذهبية، على احدهما صورة السيدة العذراء وعلى الآخر صورة ملاك، وهما يعودان الى القرن السادس عشر الميلادى . وقد عثر عليهما فى كنيسة القديسين أباكير ويوحنا بمصر القديمة بالقاهرة. وفى الغالب كانا اكمام اسقف بابليون. وقد وصفهما بأنهما شديدى الدقة والفخامة ورجح أن هذه الاكمام كانت ترصع بالاحجار الكريمة قديماً.
وإستنتج "بتلر" فى بحثه ان الأقباط هم مبتكرى هذه القطعة من الملابس الكهنوتية ، وانهم اوصلولها حتى بلاد الغال (فرنسا) وايرلندا عن طريق البعثات الرهبانية القبطية فى العصور المسيحية الأولى بحيث صارت جزء من الملابس الكهنوتية فى العديد من الكنائس الأخرى مثل اليونانية والأرمينية والسريانية.. إلخ ، وغالبا ما يلبسها الأساقفة فقط.
وتكون هذه الأكمام مصنوعة عادة من القطيفة القرمزية ومشغولة بالخيوط الذهبية أو الفضية، وتزخرف بتصميمات الصلبان والأزهار أو السيرافيم ذوى الستة اجنحة. وغالبا ما كان يطرز على الكم الأيمن: "يمين الرب رفعتني يمين الرب صنعت قوة" (مز 118) وعلى الكم الأيسر: "يداك صنعتاني وجبلتاني أفهمني فأتعلم وصاياك".
وبالرغم من أن هذان الكمان مقفولان كأسطونات بالخياطة الا أنه كان هناك بعض النماذج المفتوحة المزودة بعراوي وأزرار للإغلاق.
وقد إعتدنا فى أيامنا هذه رؤية نيافة "الأنبا زوسيما" أسقف أطفيح والصف وتوابعها، وهو يرتدى مثل هذه الأكمام مع البطرشيل والمنطقة، فى إحياء جميل لهذا الطقس القبطى الأصيل.