جاء خالد من محافظة الفيوم قاصدًا قاهرة المعز، باحثًا عن لقمة العيش التي يجني منها قوت يومه ويسد حاجته، ولم يجد أمامه سوى التجول في شوارع القاهرة حاملا على كتفيه قفص ممتلئ بعلب الكشري التي يبتاعها بين الشوارع والأزقة لأصحاب المحال التجارية.
بدأ الشاب العشريني مهنته الثانية منذ عامين، حيث يعمل صياد في الأساس ولكن عندما يتوقف العمل قليلا في البحر، يتجه صوب القاهرة التي لا ترد أحدًا على الإطلاق، تحدث قائلا: "أنا جيت هنا من سنتين وكنت شغال بلف بقفص ودلوقتي ربنا أكرمني واشتريت عجلة بشتغل عليها".
يمر خالد يوميا بمنطقة العتبة والموسكي ومن ثم يتجه صوب الحسين والأزهر مرورًا بالخيامية والدرب الأحمر وصول إلى رمسيس، تعد هذه الرحلة الشاقة هي اليوم الطبيعي للشاب العشريني الذي تركت الشمس الحارقة علامة على بشرته.