اختتم منتدى شباب صناع السلام، أعمال النسخة الثانية منه، بالاحتفاء بـ٥٠ شابًّا وشابةً، من ٢٤ دولة حول العالم، في مدينة جنيف بسويسرا.
وأعلن مجلس حكماء المسلمين، أن النسخة الثانية من المنتدى، والتي عقدت بالشَّراكة مع مجلس الكنائس العالمي، مؤسسة "روز كاسل" ، استهدفت تأهيل جيلٍ من الشباب قادرٍ على المساهمة بشكل فاعل في صناعة السلام، وبناء الأوطان ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
وحذر مجلس حكماء المسلمين من الأشخاص والمؤسسات والهيئات والكيانات التي توظِّف الدين لخدمة أهدافٍ بعينها سياسيَّة أو اقتصاديَّة أو دينيَّة وغيرها، مشيرًا إلى أننا نعتمد على شباب صنَّاع السلام لينيروا الطَّريق لأطفالنا، فهم قادة المستقبل.
وطالب المجلس شباب الخريجين بضرورة مواصلة السير في طريق صناعة السلام، قائلًا: "يحقُّ لكم أن تفخروا وتثقُوا بأنفسكم وقدرتكم على صناعة السَّلام"، وأشار إلى أن مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والحكماء أعضاء المجلس، لديهم حرصٌ كبيرٌ على تفعيل شراكةٍ حقيقيَّةٍ من أجل نشر السلام في جميع أنحاء العالم.
وأكَّد الدكتور جاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور ريتشارد سودوورث، أمين الشئون الدينية المشتركة لرئيس أساقفة كانتربري ومستشار الشئون الدينية لكنيسة إنجلترا، أنَّنا نعيش اليوم في ظلِّ عالمٍ متغيرٍ يواجه العديد من التحديات، ونتطلَّع إلى جهود الشباب لمواجهة هذه التحديات.
وأضاف: "أتمنى أن تكونوا صنعتم أصدقاء طوال تلك الأيام الماضية، أصدقاء عبر الحدود والقارات تستطيعون من خلالهم التعرف على الاختلافات واحترامها والتعايش معها".
وقال فيليبو جراندي، المفوِّض السَّامي للأمم المتحدة لشئون اللَّاجئين، إن صنَّاع السلام عليهم دور كبير في طرح حلول إبداعيَّة، بعيدًا عن المثالية، قادرة على إيجاد حلول فاعلة لما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات في الأزمات، وهنأ المشاركين بتخرجهم، واصفًا إياهم بأبطال المستقبل.
ورحب جيري بلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، بجميع الحضور والخريجين، مشيرًا إلى ضرورة العمل للوصول إلى أرضيَّة مشتركة للحوار والنقاش والعدالة، واكتساب الخبرات اللَّازمة لمواجهة التَّحديات المحيطة بصناعة السلام.
من جانبهم أعرب الخريجون عن سعادتهم البالغة في المشاركة في هذا المنتدى الهادف، معربين عن تقديرهم لجهود مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم السلام والتَّسامح والتعايش الإنساني وتعزيزها، مؤكِّدين أن مشاركتهم في هذا المنتدى تمثِّل نقطة تحول في حياتكم نحو المساهمة بشكل فاعل في نشر وتعزيز السلام .
أما الدكتور علي بن راشد النعيمي، عضو المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، فأكد أنَّ الشباب هم مَن يصنعون المستقبل، داعيًا الشباب المشاركين في منتدى شباب صنَّاع السلام إلى التسلح بالعلم والمعرفة والعمل على نشر قيم السلام والتعايش والحوار وقبول الآخر واحترامه.
وقال "النعيمي"، إنَّ دولة الإمارات العربية المتحدة تمثلُ نموذجًا رائدًا للتنوع والتعايش والتسامح وقبول الآخر؛ حيث يعيش على أرضها أكثر من ٢٠٠ جنسية من أديانٍ وثقافاتٍ وجنسياتٍ متنوعةٍ في اندماجٍ وتكاملٍ مجتمعيٍّ.
وأشاد "النعيمي" بالجهود التي يقوم بها مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، موجهًا الشكر لفضيلته لإيمانه بالشباب وحرصِه على تشجيعهم ومنحهم الفرصة للإبداع وصناعة مستقبلهم بأنفسهم وقيادة المجتمعات نحو الأفضل.
ووجَّه رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة رسالة للشباب المشاركين في المنتدى، قائلًا: عليكم أن تعملوا بقوةٍ من أجل نشر قيم السلام والتعايش والتَّسامح وأن تؤمنوا بأنفسكم وقدرتكم على صناعة المستقبل.
وفي نفس السياق، شاركت وزارة التَّسامح والتَّعايش الإماراتية، بوفدٍ رسميٍّ في منتدى شباب صناع السلام، وألقت عفراء الصَّابري، مدير عام وزارة التَّسامح والتعايش، محاضرةً للشباب المشاركين في فعاليات المنتدى، نقلت خلالها تحيات الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودعمه وتشجيعه للشباب على المشاركة في نشر قيم التَّسامح والتعايش المشترك.
وقالت "الصابري"، إنَّ وزارة التسامح والتعايش، التي تُعدُّ الأولى من نوعها في العالم، تعمل بالشراكة مع مجلس حكماء المسلمين على كثير من البرامج والمبادرات التي تستهدف توعية الشباب بقيم التسامح والأخوة الإنسانية.
وأكَّدت مدير عام وزارة التسامح والتعايش أنَّ مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد كان حريصًا على نشر قيم التسامح والسلام والقبول، مشيرةً إلى أن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة تسير على النهج نفسه؛ حيث يعيش الإماراتيون وسط أكثر من ٢٠٠ جنسية بحبٍّ واحترامٍ متبادلٍ.
وأوضحت "الصابري" أن دولة الإمارات تمثل نموذجًا حضاريًّا للانفتاح الثقافي وتقدم الفكر الإنساني، مشيرةً إلى أن بيت العائلة الإبراهيميَّة يعكس التنوع واحترام الأديان، لافتةً إلى أن ظاهرة خطاب الكراهية نابعة من عدم احترام وقبول الآخر.
وأعربت مدير عام وزارة التسامح والتعايش، عن شكرِها لمجلس حكماء المسلمين، على الجهود المبذولة في تعزيز قيم الحوار والإخاء الإنساني، معربةً عن اعتزازها بالشراكة الإستراتيجية التي تجمع مجلس حكماء المسلمين ووزارة التسامح والتعايش.
بينما أكَّد الدكتور قطب سانو، عضو مجلس حكماء المسلمين، وزير الشئون الدينية ووزير التعاون الدولي والمستشار الدبلوماسي لرئيس غينيا سابقًا، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي بجدة، أنَّ الأديان جاءت لنشر السلام والتعايش، ولم تكن أبدًا دعوة للحروب والصِّراعات.
وقال "سانو"، في محاضرةٍ له ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب صنَّاع السَّلام، إننا نحتاج لتحقيق التواصل البناء فيما بيننا، مشيرًا إلى أنَّ الشباب قادرون على تغيير العالم يمثلونه من نسبةٍ كبيرةٍ وما يمتلكون من قدرةٍ وإرادةٍ لصناعة السَّلام.
وأوضح عضو مجلس حكماء المسلمين أننا علينا جميعًا أن نقبل اختلافنا وتنوعنا، فهذه سنة إلهية، وأن نوظِّف هذا الاختلاف والتنوع في خدمة الإنسانية وليس في بثِّ الكراهية والتعصب والتمييز، لافتًا إلى أنه لا يمكنُ بناء مجتمعات حقيقيَّة دون وجود تنوعٍ واختلافٍ بين أفرادها.
وختم "سانو" بتأكيد أن الشباب هم قادة المستقبل، وأننا في منتدى شباب صناع السلام، الذي يُعدُّ إحدي مبادرات مجلس حكماء المسلمين، نتوقَّع منكم أنكم ستصبحون بعد فترةٍ قادةً حقيقيين في مجتمعاتكم قادرين على قيادة العالم نحو الأفضل.