الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى ميلاده.. كيف ضحى "سراج منير" بحياته كطبيب من أجل الفن؟

الفنان سراج منير
الفنان سراج منير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم 15 يوليو 1904م وُلد الطبيب الفنان سراج منيرعبد الوهاب فى منطقة باب الخلق بالقاهرة لوالد هو عبد الوهاب بك حسن يعمل مديرًا بوزارة المعارف في ذلك الوقت، وهو شقيق المخرجين حسن وفطين عبد الوهاب. 

أتم دراسته الثانوية في المدرسة الخديوية وإلتحق بعدها بكلية الطب لدراسة علوم الطب بألمانيا، إلا أن حبه للفن غلبه وأثناء وجوده بألمانيا ظهر فى بعض الأفلام الألمانية "الصامتة"، وتنقل بين استوديوهات برلين، كان نتيجة ذلك أن انصرف إلى السينما وترك دراسة الطب تماما، ودرس الإخراج السينمائى مع الفنان محمد كريم الذي إلتقاه صدفة هناك.

أمضى ببرلين عام واحد انتقل بعده إلى ميونخ حيث يوجد أكبر مسرح في ألمانيا. 
بدأت بوادر الحرب العالمية الثانية تطفو على سطح الساحة السياسية وبالفعل اندلعت الحرب فعاد سراج منير إلى مصر ليفاجئ أبيه بتركه للطب نهائياً مما يصيب والده وعائلته بالإحباط والحزن، إلا أنه إستمر فيما رسمه لنفسه من طريق وانضم لفرقة رمسيس مع يوسف بك وهبى ثم تنقل فى عدة فرق حتى إستقر به الحال في فرقة نجيب الريحاني والتي كان له دور كبير في سد بعضاً من الفراغ الذي تركه الريحاني بوفاته. 

تزوج الفنان سراج منير من الفنانة ميمي شكيب بعد قصة حب كانت حديث الوسط الفني في ذلك الوقت ، تم زفافهما عام ١٩٤٢م، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عن الحياة عام ١٩٥٧م.

واعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين وأهم هذه الصعاب ماتردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان الكبير سراج منير لفترة طويلة محاولا اقناع أسرة ميمى شكيب التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشده وإن كنا لاندرى السبب وراء ذلك حتى الآن.

ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة ميمى شكيب بعد وفاة الفنان الكبير سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالى عشرين سنة عام 1982. ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، نذكر "الحل الاخير" عام ١٩٣٧ و"بيومى افندى" عام ١٩٤٩و"نشالة هانم" عام ١٩٥٣ و"ابن ذوات" و"كلمة الحق" عام ١٩٥٣م. 

قدم منير ما يقارب من المائة فيلم سينمائى، أولها فيلم صامت بعنوان "زينب" عام ١٩٣٠م ، وأشهرها فيلم "عنتر ولبلب" والذي حقق نجحاً جماهيرياً كبيراً في ذلك الوقت. و إشتهر منير بتقديم دور الأب و الزوج خفيف الظل أحياناً والمغلوب على أمره أحياناً أخرى.

لكن للأسف ظل سراج منير يلاحقه الندم على تركه مجال الطب و خاصة أنه كان من عائلة أرستقراطية يعتلي أبناؤها أعلى المناصب ، فحاول جاهداً إثبات نفسه في طريق الفن ، الطريق الذي اختاره لنفسه إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن. 

تدهورت أحوال السينما المصرية في بداية الخمسينات وخاصة بعد حركة ٥٢، حاول دخول مضمار الإنتاج السينمائي فأنتج فيلم "حكم قراقوش" عام ٥٣ إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً ولم يحقق منه أي نجاح يذكر.

حاول منير تعويض خسارته بأن رهن الفيلا التي عاش فيها مع زوجته قرابة الـ ١٧ سنة، بسبب كل هذه الضغوطات تعرض لصدمة عنيفة أصيب على أثرها بذبحة صدرية اودت بحياته فجأة أثناء محادثة زوجته بالهاتف وكان ذلك في ١٣ سبتمبر عام ١٩٥٧م، وخسرت بذلك السينما المصرية وخسر المسرح المصري عملاق الفن الفنان سراج منير.