الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"فورين بوليسي": قمة الناتو لم تقدم "الشيء الوحيد الأكثر أهمية لأوكرانيا"

الناتو
الناتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عاصمة ليتوانيا (فيلنيوس) يومي 11 و12 يوليو الجاري، انتابت أوكرانيا حالة من القلق الشديد بشأن أشباح قمم الناتو الماضية التي قد تكون ساعدت في تمهيد الطريق للحرب التي تواجهها اليوم.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه خلال اجتماع لقادة الناتو عام 2008 في بوخارست برومانيا، عرض قادة الحلف طريقا - على الورق - لانضمام أوكرانيا وجورجيا يوما ما إلى التحالف العسكري الغربي القوي، حيث اتفق قادة التحالف – وفقا للبيان المشترك حينها - على أن كلا البلدين "سيصبحان أعضاء في الناتو"، لكنهم فشلوا في التوصل إلى إجماع حول متى وكيف سيتم ذلك.
ومنذ ذلك الحين، لا تزال موسكو تنتقد طموحات الناتو بالتوسع وتعتبرها "تهديدا مباشرا"، وهو ما دفع بشكل كبير إلى تأجيل ضم أوكرانيا برفقة جورجيا، فيما قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتنفيذ هجمات عسكرية في جورجيا في وقت لاحق من عام 2008، تلاها عمليات عسكرية في أوكرانيا (شبه جزيرة القرم) عام 2014، وأتبعها حرب شاملة على أوكرانيا عام 2022.
وعلى الرغم من أن شبح قمة بوخارست كان حاضرا بقوة في أذهان الأوكرانيين الذين أكدوا أنهم بحاجة إلى مسار واضح لعضوية الحلف، إلا أنه خلال اجتماع قادة الناتو الأخير في العاصمة الليتوانية (فيلنيوس)، لم يتم توضيح الخطوط الرئيسية لانضمام أوكرانيا، إذ تم الإعلان أن الناتو "سيكون في وضع يسمح بتوجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام للتحالف عندما يتفق الحلفاء ويتم استيفاء الشروط".
ووصفت "فورين بوليسي" بيان الناتو الذي يمثل 31 دولة بأنه "مشوش" بشأن الرسائل ذات القاسم المشترك حول المسألة المثيرة للجدل المتمثلة في ضم أوكرانيا إلى الناتو، مشيرة إلى أن هذا البيان أثار حفيظة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأقوى مؤيديه الذين كانوا يأملون في الحصول على المزيد من إشارات الدعم الملموسة وجدول زمني واضح لانضمام أوكرانيا إلى الناتو. 
وقد تجلَّى موقف زيلينسكي، الغاضب عبر تويتر مع تعليقه على تسريب مقتطفات من مسودة بيان القمة قائلا: "إن عدم تحديد أي جدول زمني للدعوة أو لانضمام أوكرانيا إلى الحلف أمر غير مسبوق وسخيف.. كما أنه تمت إضافة صياغة غامضة (في البيان) حول "الشروط" بالنسبة لدعوة أوكرانيا".
وذكرت المجلة الأمريكية أن العديد من مسؤولي الناتو المطلعين أكدوا أن "الولايات المتحدة عززت كبح خطط تقديم دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الناتو في الوقت الراهن".. فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي على هامش القمة: "إن قبول أوكرانيا في الناتو الآن كان سيعني أن الحلف في حالة حرب مع روسيا".. ويبدو أن بعض أعضاء الناتو أيدوا هذا الطرح، مدفوعين بتخوفات من تصعيد الصراع أو تقديم وعود مبالغ فيها لأوكرانيا بشأن جدول زمني واضح للعضوية ربما لا يمكن تقديمها لها في النهاية. 
وترى كاثرين سينداك، الباحثة في مركز تحليل السياسة الأوروبية والمسؤولة السابقة في البنتاجون: "أن لغة البيان (الختامي للقمة) هي لغة عامة بعض الشيء.. والطريقة التي تم صياغته بها لم تكن ملهمة للغاية، حيث كررت صياغة قمة بوخارست 2008، وهو بالضبط ما لم يرغب الكثيرون في حدوثه"، معتبرة أن الشرط العام المنصوص عليه -الاعتراف بأوكرانيا بعد انتهاء الحرب- يمنح روسيا حافزا لإبقاء الصراع مستمرا لوقف توسع الناتو.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن الرئيس الأوكراني ورغم تطلعاته، إلا أنه خفف من إحباطه في نهاية اجتماع قمة الناتو في فيلنيوس، حيث قال أمام مجموعة من كبار المسؤولين الأمريكيين من بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "أعتقد أنه لدينا حالة من الوحدة الكبيرة بين قادتنا وضمانات أمنية.. هذا نجاح لهذه القمة".
وتؤكد المجلة أنه حتى بدون الجدول الزمني لعضوية الناتو، بذلت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون جهودا لطمأنة أوكرانيا بشأن مضاعفة دعمها في معركتها ضد روسيا من خلال سلسلة من الترتيبات الأمنية الملموسة وصفقات الدفاع الجديدة.
ونوهت "فورين بوليسي" في هذا الصدد إلى البيان المشترك لقادة مجموعة السبع بقيادة الولايات المتحدة –على هامش قمة الناتو- والذي تعهد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فيه بتقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا، لمساعدتها على التصدي للعمليات العسكرية الروسية وردع روسيا عن شن أي هجوم في المستقبل. 
كما كشف مسؤولون يشاركون في قمة الناتو في ليتوانيا، بأن تحالفا يضم 11 دولة سيبدأ تدريب طيارين أوكرانيين على قيادة طائرات "إف-16" المقاتلة، ما يشير إلى أن دول الناتو يمكنها قريبا تسليم الطائرات الغربية المتقدمة إلى أوكرانيا بعد شهور من الضغط.. هذا، بخلاف تعهد فرنسا بنقل صواريخ سكالب الفرنسية SCALP-EG بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وصياغة الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز التدفق "المستمر" للأسلحة إلى أوكرانيا على المدى الطويل. 
وشددت المجلة الأمريكية على أنه رغم ذلك، لا يمكن لأي من هذه الاتفاقيات أن تعوض عضوية الناتو ومظلة الأمن الخاصة به، ما يترك للمسئولين والمشرعين في كييف إحساسا بأن أوكرانيا، مرة أخرى، وكما حدث في بوخارست، تغادر قمة الناتو دون ضمانات بشأن القضية الأكثر أهمية لها، وهي عضوية الحلف.