سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون التي ينتقد فيها "مراوغة" حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في قبول عضوية أوكرانيا ويتهم الحلف بالمماطلة على الرغم من احتياج كييف الشديد للحصول على عضوية الحلف.
وأشار كاتب المقال أوبري أليجريتي، إلى أن جونسون طالب، في مقال له بصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، بتحديد إطار زمني واضح لانضمام أوكرانيا للحلف بعد رفض قمة الناتو، التي عقدت الأسبوع الماضي في ليتوانيا، الالتزام بضم أوكرانيا للحلف في الوقت الحالي.
ويشير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق في هذا السياق إلى أنه ليس من المستغرب والحال هكذا ألا يتمكن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي من إخفاء شعوره بالإحباط ولاسيما بعد أن فشل الإعلان النهائي للقمة في تحديد خارطة طريق لعضوية أوكرانيا.
ويوضح المقال أن قادة دول الناتو البالغ عددها 31 دولة رفضوا تحديد شروط صريحة لانضمام أوكرانيا للحلف في ظل إعراب ألمانيا والولايات المتحدة عن مخاوفهما من أن أي التزام صريح في هذا الخصوص قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع روسيا.
ويضيف المقال أن جونسون أبدى تعاطفا كبيرا مع الرئيس الأوكراني كما أنه أظهر تفهما لوصفه موقف الناتو من عضوية بلاده بأنه "غير مسبوق وعبثي".
ويلفت المقال إلى رفض بعض أعضاء الناتو قبول عضوية أوكرانيا في الوقت الحالي استنادا إلى الفقرة الخامسة من ميثاق الناتو التي تنص على التزام الدول الأعضاء بالدفاع عن أي عضو يتعرض لتهديد وهو ما يستلزم مواجهة روسيا عسكريا، موضحا أن جونسون عبر عن مخاوفه من مواقف بعض الدول الأعضاء الأخرى التي تستبعد عضوية أوكرانيا في الوقت الحالي حتى تستخدم "ذلك الكارت" أثناء أية مفاوضات في المستقبل مع روسيا للتوصل إلى حل لحرب أوكرانيا.
ويصف جونسون هذه المماطلات من جانب الناتو بأنها "جنون"، معبرا عن رأيه "أنه منذ بداية الحرب بين أوكرانيا وروسيا طالما ارتكبت الدول الغربية نفس الخطأ مرارا وتكرارا وهو إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكبر من حجمه والتقليل من شأن أوكرانيا".
ويوضح جونسون أنه لا توجد دولة من دول العالم في الوقت الحالي أشد احتياجا للانضمام لحلف الناتو أكثر من أوكرانيا، مشيرا إلى أن ما يجب على الحلف القيام به فقط هو تحديد إطار زمني لانضمام كييف للحلف ليس في الوقت الحالي بطبيعة الحال في ظل احتدام الصراع بين القوات الأوكرانية والروسية ولكن لتنفيذ ذلك الإطار بعد انتهاء الحرب.
ويوضح رئيس وزراء بريطانيا الأسبق أن كل ما تحتاجه أوكرانيا في الوقت الحالي هو مجرد وعود مؤكدة وليس معسول الكلام بما مفاده أن قبول عضويتها في الناتو سوف يبدأ فور انتهاء الحرب على أمل أن تضع الحرب أوزارها قبل نهاية العام القادم.
ويشير الكاتب في الختام إلى ما ذكره جونسون في مقاله أن أوكرانيا تحتاج فقط إلى رسالة تطمين من جانب حلف الناتو فيما يخص قبول عضويتها لتكون بمثابة بر الأمان الذي تنشده كييف.
العالم
الجارديان: بوريس جونسون ينتقد "مراوغة" الناتو في قبول عضوية أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق