نالت قمة مؤتمر دول الجوار للسودان والتي عقدت في مصر يوم أمس الخميس باهتمام الصحافة العالمية والعربية، حيث وصفت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية قمة مؤتمر دول الجوار للسودان التي عقدت في القاهرة يوم أمس الخميس، بـ"الأكثر أهمية" منذ اندلاع القتال في جميع أنحاء السودان في منتصف أبريل الماضي.
فيما قال عالم الاجتماع السياسي سعيد صادق في تصريحات نشرتها إذاعة "صوت أمريكا"، أن السودان "خاض أطول حرب أهلية من أي دولة أفريقية اخري، استمرت من تاريخ استقلال البلاد في عام 1956 حتى عام 2011، مما أثار مخاوف من أنه من غير المرجح أن ينتهي الصراع الحالي في أي وقت قريب."
وأضاف صادق أن أحد أسباب صعوبة تنفيذ وقف إطلاق النار هو أنه "لا توجد دولة إقليمية لديها علاقات جيدة مع كل من القادة المتحاربين في السودان."
وأكد صادق أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للوصول إلي حل سلمي للنزاع السوداني تمت "لأن مصر كانت تأمل أنه عندما يجلس جيران السودان الإقليميون السبعة معا ويتفقوا جميعا على أن الصراع يجب أن ينتهي لأنه قد يمتد إلى أراضيهم، يمكن أن يساعد ذلك في قطع تدفق الذخيرة والأسلحة إلى الأطراف المتحاربة."
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية، أن الرؤية المصرية للوصول لحل سلمي للأزمة السودانية تهدف إلي العمل على حل الصراع بوسائل تحافظ على استقرار السودان ومحاصرة النزاع القائم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحيث لا يمتد إلى دول أخرى.
وأوضحت الصحيفة إن البحث عن سبل لحل الصراع سلميا لن يكون إلا بأيدي السودانيين أنفسهم، لكن عليهم أن يدركوا أنه من دون الالتفات إلى مصالح بلادهم، فإن النزاع سيمتد ليطال حاضر ومستقبل أجيال قادمة، داعية طرفي القتال إلى الإنصات لصوت العقل والتجاوب مع المبادرات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى إنهاء القتال والعودة إلى مسار يستطيع من خلاله الشعب السوداني المشاركة في صنع مستقبلهم وحدهم.
وثمنت الصحيفة مبادرة الجيش وقوات الدعم السريع والقوى المدنية في السودان بالترحيب بنتائج مؤتمر قمة دول جوار للسودان، مشيرة إلى أن الأمر ينبغي ألا يقتصر على الترحيب فقط، بل يجب التحرك الجاد لإسكات أصوات المدافع وأزيز الطائرات ومنح الشعب السوداني الذي تشرد العديد منهم إلى كل بقاع الأرض الأمل للهروب من جحيم الحرب وويلاتها.
في سياق متصل، علقت السفارة الروسية في القاهرة على تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل النزاع السوداني، وانعقاد قمة دول جوار السودان أمس الخميس.
وقالت السفارة الروسية في بيان: "نرحب بجهود أصدقائنا المصريين الرامية إلى حل النزاع السوداني، ونأمل في أن تتيح صيغة الوساطة التي أطلقتها الدول المجاورة للسودان مع الدور القيادي للقاهرة بالإضافة إلى الخطوات الأخرى على مسارات حفظ السلام الإفريقي، وفرصة لتحقيق وقف القتال بشكل نهائي وبدء العملية السياسية وضمان إرسال المساعدات الإنسانية إلى السودان".
وأضافت السفارة: "تدعم موسكو، مثل القاهرة، تقليديا ضمان الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقضاء على أي تناقضات عبر الحوار الشامل المباشر".
