مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي واحدة من المجالات التي تستخدم هذه التقنية بشكل واسع، فهي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة والتفاعلات بين المستخدمين، وتوفير تجربة استخدام فريدة ومخصصة لكل مستخدم، ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين خوارزميات التصفية والتوصية والبحث، وتحليل البيانات؛ لفهم سلوك المستخدمين وتوفير المحتوى الملائم لهم.
ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي شركات التواصل الاجتماعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات بشكل ذاتي ودقيق، بما يشبه الذكاء البشري وقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، حيث يستخدم في العديد من المجالات مثل الطب، والأعمال التجارية، والصناعة، والترفيه.
وقد ذكرت صحيفة The Financial Times البريطانية أن شركة ميتا ومالكها إيلون ماسك تستعد لإطلاق نسختها الخاصة من برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، جاءت تلك الأخبار في الوقت الذي ظهر فيه أخبار أخرى تفيد أن الملياردير الكندي الأمريكية إيلون ماسك يسعى لصنع شركة أخرى للذكاء الاصطناعي، بعد إنشائه لشركة openAi مطورة برنامج الذكاء الاصطناعي الشهير ChatGpt.
وفقًا لتقرير الصحيفة، قامت شركة "ميتا" بإطلاق نموذجها للذكاء الاصطناعي المعروف باسم "لاما" هذا العام، للباحثين والأكاديميين. ومع ذلك، أكدت ثلاثة مصادر مطلعة على خطط الشركة أن النسخة الجديدة ستكون متاحة على نطاق أوسع وقابلة للاستخدام المخصص من قبل الشركات، ومن المتوقع إطلاق النسخة الجديدة في وقت قريب.
ووفقًا لـ"ميتا"، فإن نماذجها اللغوية الكبيرة "مفتوحة المصدر"، مما يعني أنها ستنشر تفاصيل النموذج الجديد علنًا، وهذا يتناقض مع نهج المنافسين، مثل شركة "أوبن إيه أي" التي توصف "جي بي تي ٤" GPT٤ -أحدث طراز من نموذجها- بأنه كالصندوق الأسود، حيث لا تتيح البيانات والرموز المستخدمة لبناء النموذج لأطراف ثالثة.
وفي مؤتمر عُقد يوم السبت ٨ يوليو، قال يان ليكون، نائب قسم الذكاء الاصطناعي في "ميتا" وكبير خبرائه، إن "ساحة المنافسة في الذكاء الاصطناعي ستتغير تغيرًا تامًا خلال الأشهر المقبلة، وربما في الأسابيع المقبلة، حيث ستكون المنصات المفتوحة المصدر جيدة بقدر المنصات التي ليست كذلك".
ويأتي إصدار ميتا لنموذجها الجديد في وقت احتدم فيه السباق بين كبرى شركات "وادي السيليكون" التكنولوجية، لإثبات جدارتها بالحصول على حصة مهيمنة في سباق الذكاء الاصطناعي.
وتواصلت "البوابة" مع أحمد عماد الدين السيد، مسئول وإخصائي المشروعات بأحد البنوك المصرية، وسبق له العمل في أحد مشروعات أمان البنوك، قال إن تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الفترة الأخيرة جاء بسبب تنافس الشركات التقنية، بينما دخول الشركات الكبيرة مثل ميتا والشركة التي ينوي إنشاءها إيلون ماسك بجانب مايكروسوفت سيجعل الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل أكبر في الفترة المقبلة.
وفقًا لمصدر مطلع على الخطط الاستراتيجية العالية في "ميتا"، فإن الهدف من طرح نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد هو تقليل الهيمنة الحالية لشركة "أوبن إيه آي". وفي مقال كتبه نيك كليج، رئيس الشؤون العالمية في "ميتا" في صحيفة "فايننشيال تايمز" هذا الأسبوع، أشار إلى فضل المصادر المفتوحة قائلاً: "الانفتاح هو أفضل ترياق للمخاوف المحيطة بالذكاء الاصطناعي".
وعلى الرغم من أن تقنية "ميتا" مفتوحة المصدر ومجانية حاليًا، إلا أن مصادر مطلعة ذكرت أن الشركة كانت تفكر في فرض رسوم على عملاء المؤسسات مقابل القدرة على ضبط النموذج وفقًا لاحتياجاتهم باستخدام بيانات الملكية. ورغم ذلك، فإن المصادر أكدت أن الشركة لا تخطط حاليًا لفرض رسوم، ولن تفعل ذلك في الإصدار المقبل.
وعلى الرغم من رفض جويل بينو، نائبة رئيس ميتا لأبحاث الذكاء الاصطناعي، التعليق على تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد وكيف ستحقق الشركة أرباحًا منه، إلا أنها أكدت أن إطلاق نموذجٍ مفتوح المصدر لا يعني تخلي الشركة تمامًا عن الملكية الفكرية لهذا العمل، وأنهم يرغبون في استخدام هذه النماذج في منتجاتهم.
إيلون ماسك يحذر
في تحذيره من قدرة الذكاء الاصطناعي على "تدمير الحضارات"، دعا ماسك إلى إيقاف التسابق الذي يقوده شركات مثل "جوجل" و"مايكروسوفت" لتطوير التقنية، وذلك لتمكين وضع لوائح تنظيمية ملائمة للقطاع. وأعلن ماسك عن إطلاق "إكس إيه آي" لفهم الطبيعة الحقيقية للكون، وشارك في تأسيس شركة "أوين إيه آي" قبل أن يتركها فيما بعد. وفي مقابلة مع مضيف قناة فوكس نيوز، كشف ماسك عن خططه لمشروعه الجديد الذي يسعى للبحث عن "الحقيقة المطلقة" باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يستمر وجود مخاطر واضحة مع الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر، حيث يمكن لأطراف سيئة التلاعب به واستغلاله بطرق غير مشروعة. ومن بين الأمثلة على ذلك، فإن مجموعات معنية بسلامة الأطفال أفادت بأنه قد شهد ارتفاعًا في صور الاعتداء الجنسي على الأطفال بسبب انتشار نماذج الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت.