الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

«اللص والكلاب وشيء من الخوف وبداية ونهاية» أفلام عبّرت عن السوسيودراما.. السيكودراما أبرز طرق العلاج النفسي الحديث.. والتمثيل الدرامي يستخدم لمعاونة المريض لحل مشكلاته

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن السيكودراما أو الدراما النفسية شكل من أشكال العلاج النفسي والذى يستخدم التمثيل الدرامي لمعاونة المريض لحل مشكلاته ويكون عبارة عن دخول الشخص فى دور درامي يجعله يرى نفسه والموقف الذى يزعجه والأشخاص الذين يتعامل معهم فى إطار خارج محيطه، حتى يرى الصورة كاملة دون أن يحمل الغضب بداخله بل يفرغ الشحنات الداخلية.

يذكر أن "مورينو" هو مؤسس السيكودراما ومن أبرز علماء النفس بل ومن أخطرهم، وأضاف لعلم النفس ما لم يضيفه أحد فهو كان فيلسوف، عاش في فيينا ودرس فيها الفلسفة والرياضة بالإضافة الى دراسته للطب النفسى، وكان له فلسفة خاصة للعلاج النفسى ومناهضًا "لفرويد" الطبيب النمساوي الذي اختص بدراسة الطب العصبي ويعتبر مؤسس علم التحليل النفسي، وقد أوصى أن يضعوا على قبره عبارة "الرجل الذى أحضر الضحكة للطب النفسي".

وأسس الدراما النفسية وقال من خلالها إن المخرج أو المعالج النفسي يقوم باختيار ممثليين يتوافقون مع البطل وبعد ذلك يحدث التعبير بشكل صحيح عن المشاعر بدون أي قلق أو حرص ولكن المعالج لا يقوم أبدا باختيار الموضوع ويعطي حرية الاختيار للممثلين، ويحافظ المعالج أو المخرج على سرية الأحداث ويقوم بتوجية المجموعة بشكل غير مباشر ويستخدم في هذا التوجية أساليب العلاج النفسي لأن هذه المسرحية في النهاية هي عبارة عن علاج نفسي.

ترجع أصول استخدام السيكودراما منذ عام ١٩١١ فى فيينا عندما وجد أن الأطفال تستطيع أن تعبر عن بعض المواقف بصور تلقائية كبيرة، حقق ذلك نتائج جيدة عن طرق العلاج التقليدية وأصبحت مستخدمة فى معظم مستشفيات الصحة العقلية.

وتابع "هندي" فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»: تتبع هذا الطريقة العديد من الجلسات وتستخدم أيضًا مع الأصحاء فالكثير من الأدباء والمفكرين قد عبروا عن الكثير من الأحداث عن طريق السوسيو دراما، ورأينا أعمال ما أبدعها مثل المقامر، الجريمة والعقاب، الأبله والذى جسد فيها مريض الصرع، وفى السينما المصرية "الليلة الأخيرة "ليوسف السباعى والذى قامت بالتمثيل فيه الفنانة الكبيرة فاتن حمامة ومحمود مرسى وتحدث عن قهر الزوج الذى عزل الزوجة عن المجتمع وعن نفسها أيضا واستطاع أن يخلق منها شخصية أخرى.

أضاف "هندى": فيلم «اللص والكلاب، وشيء من الخوف، وبداية ونهاية، وقد عبرت السوسيودراما عن العديد من الأعمال، ومورينو استخدم تلك الطريقة مع الأطفال أولًا ثم الراشدين من رواية فى فصل واحد والطفل يبدأ فى تمثيلها فطريقتها تعتمد على الدور وطريقة أدائه لمحاولة خروج الشخص من عزلته النفسية وتجعله يستشعر المشكلة بصورة حقيقية.

وتابع: وهناك عدة مراحل بداية من الإعداد حتى الدروس المستفادة ولها العديد من الأساليب المتبعة ومن أهم أساليبها طريقة عكس الدور أو تبادل الأدوار فمثلًا زوج يضايق زوجته فأجعله يمثل دور زوجته وبالتالي يرى المشكلة من وجهة نظر أخرى فيعمل على علاجها وطريقة أخرى وهى طريقة المرآة وهى أن المريض يجلس أمام المرآة وشخص آخر لكى يمارس دوره مثل فاتن حمامة فى فيلم الليلة الأخيرة.

واختتم قائلا: وأسلوب ثالث وهو النموذج، والمريض هنا مشاهد ولكن من يقوم بدوره يمنحه علاج وحلول وهناك أسلوب رابع وهو دور الدوبلاج ويسمى ظل المريض وهو أن نأتى بشخص يمثل المشاكل النفسية الخاصة بالمريض، ويطرح المعالج السؤال على المريض هل المشكلة عرضت بشكل صحيح أم لا؟ ومن ثم نستنتج حلولا، فالسيكودراما من أبدع الأساليب النفسية التى تتبع في العصر الحديث.