بعد أكثر من ٥٠٠ يوم من شن روسيا عمليتها العسكرية فى أوكرانيا فى فبراير ٢٠٢٢، لا تزال الحرب فى أوكرانيا على رأس أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، بحسب ما ذكرت صحيفة «يو اس ايه توداى».
وسلطت الصحيفة الضوء على مواقف عدد من أبرز المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠٢٤ بشأن الحرب فى أوكرانيا.
دونالد ترامب
أشار الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى الأوفر حظا، مرارا وتكرارا إلى أن الولايات المتحدة ربما تقدم لأوكرانيا الكثير من الدعم.
وانتقد ترامب حلفاء الولايات المتحدة لعدم إنفاقهم الكثير لدعم أوكرانيا، وقال الرئيس الأمريكى السابق أيضا إن الولايات المتحدة تستنفد مخزوناتها العسكرية من خلال إرسال حزم مساعدات إلى كييف.
وأضاف ترامب: “لقد قدمنا الكثير من المعدات، ليس لدينا ذخيرة لأنفسنا”.
كما رفض ترامب مرارا الإجابة عن أسئلة تتعلق بما إذا كان يريد أن تكسب روسيا أو أوكرانيا الحرب. وفى مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، رفض ترامب أيضا الإفصاح عما إذا كان سيفكر فى السماح لروسيا بالاحتفاظ بالأرض الأوكرانية التى استولت عليها كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب.
وبدلا من ذلك، ادعى ترامب مرارا أنه سينهى الحرب فى غضون ٢٤ ساعة إذا أعيد انتخابه رئيسا. كما زعم ترامب أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لم يكن ليشن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا إذا كان قد فاز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام ٢٠٢٠.
رون ديسانتيس
إلى جانب ترامب، برز حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية رون ديسانتيس باعتباره المتشكك الرئيسى الآخر فيما يتعلق بالدعم الأمريكى لأوكرانيا.
كما قال ديسانتيس فى تصريحات نشرتها "فوكس نيوز"، إن الحرب فى أوكرانيا هى "نزاع إقليمى بين أوكرانيا وروسيا" وليست واحدة من "المصالح الوطنية الحيوية" للولايات المتحدة.
وأضاف: "لا يمكننا إعطاء الأولوية للتدخل فى حرب خارجية متصاعدة على حساب الدفاع عن وطننا، خاصة وأن عشرات الآلاف من الأمريكيين يموتون كل عام بسبب المخدرات المهربة عبر حدودنا المفتوحة، فى ظل استنفاد ترسانات أسلحتنا التى تعد حيوية لأمننا."
كما وصف بوتين بأنه "مجرم حرب". وقال أيضا إنه من "الخطأ" أن تشن روسيا عملية عسكرية فى أوكرانيا فى عام ٢٠٢٢ وتستولى على شبه جزيرة القرم فى عام ٢٠١٤، لكنه أكد أنه لا ينبغى للولايات المتحدة أن تصبح أكثر انخراطا فى الحرب فى أوكرانيا.
نيكى هايلى: حرب للحرية وعلينا الفوز
وكشفت الصحيفة موقف حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية السابقة نيكى هايلى، التى شغلت سابقا منصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة خلال فترة رئاسة ترامب، والتى روجت لتجربتها السابقة فى السياسة الخارجية منذ دخولها سباق الرئاسة لعام ٢٠٢٤، والتى أيضا ناقشت بشكل متكرر دعمها لأوكرانيا.
وقالت هايلى إن الحرب فى أوكرانيا “أكبر من أوكرانيا نفسها”.
وتابعت: "هذه حرب تخص الحرية وعلينا الفوز بها. عندما تفوز أوكرانيا فإن ذلك يرسل رسالة إلى الصين فيما يتعلق بقضية تايوان، وإلى إيران التى تريد صنع قنبلة، وإلى كوريا الشمالية فيما يتعلق باختبار الصواريخ الباليستية، وإلى روسيا مفادها أن الأمر انتهى."
ومع ذلك، قالت هايلى إن الدعم الأمريكى لا ينبغى أن يأتى فى شكل إعطاء أموال لأوكرانيا أو وضع قوات على الأرض، بل من خلال التعاون مع الحلفاء لضمان أن أوكرانيا لديها "المعدات والذخيرة للفوز بالحرب."
مايك بنس: دعم من أجل مصالحنا
ونأى نائب الرئيس الأمريكى السابق مايك بنس، بنفسه عن ترامب بشأن الحرب فى أوكرانيا، وقال بنس إنه يؤيد تزويد أوكرانيا بالدعم العسكرى لمحاربة روسيا، ورحب مؤخرا بقرار إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا.
وزار بنس كييف أواخر الشهر الماضى والتقى بالرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، فى أول زيارة لأوكرانيا من قبل مرشح من الحزب الجمهورى للرئاسة لعام ٢٠٢٤.
وقال بنس أيضا إنه يعتقد أنه من المهم دعم أوكرانيا الآن لأنها إذا خسرت الحرب، فقد تهاجم روسيا حليفا فى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، مما سيستدعى ردا عسكريا من القوات الأمريكية.
وفى أوكرانيا، قال بنس فى تصريحات نشرتها شبكة "إن بى سى نيوز" الأمريكية، إن دعم أوكرانيا "يعزز مصلحتنا الوطنية."
روبرت كينيدى جونيور: حان وقت السلام
ونأى أيضا روبرت كينيدى جونيور، الذى يتحدى بايدن فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى لعام ٢٠٢٤، بنفسه عن معظم زملائه الديمقراطيين بسبب استعداده لانتقاد تورط الولايات المتحدة فى الحرب فى أوكرانيا.
ووصف أوكرانيا بأنها "بيدق فى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا"، وهاجم إدارة بايدن لعدم إنهاء الحرب من خلال حل سلمى. كما انتقد قرار بايدن المثير للجدل بإرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا.
وأشار عبر حسابه على "تويتر"، "أنه فى العام الماضى، وصفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكى، استخدام القنابل العنقودية بأنه جريمة حرب،" مضيفا أنه "الآن يخطط الرئيس بايدن لإرسالها إلى أوكرانيا "، وقال: "أوقفوا التصعيد المستمر، لقد حان وقت السلام".
العالم
حرب أوكرانيا.. مواقف ومزايدات
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق