كشف تقرير نشرته صحيفة "باردافاس" الأوروبية أن الاستثمار والدعم الذي تقدمه الصين إلى الدول الأفريقية، يكشف في طياته بذور شكل من أشكال الاستعمار الجديد، مشيرة إلى أن الصين تسعى للسيطرة على موارد هذه الدول وتوفير وظائف وأعمال لمقاوليها وشركاتها، الأمر الذي يزيد من المحنة الاقتصادية لهذه الدول.
ولفت التقرير إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك إنمائي للدول الأفريقية، إذ زاد الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني من أقل من مليار في عام 2003 إلى 5 مليارات في عام 2021.
لكن القضية الأكبر بالنسبة للبلدان الإفريقية هي لماذا تظل البلدان الأفريقية فقيرة، رغم إعلانها تسجيل أكبر معدلات نمو خلال السنوات القليلة الماضية.
يبين التقرير أن الدراسات الحديثة تكشف وجود صلة بين أعمال بعض الدول ولا سيما الصين واستثماراتها مع إفريقيا ومحنة هذه الدول الاقتصادية، إذ تحذر الدراسات من شكل من أشكال الاستعمار الجديد، وما يتبعه من استغلال الصين للدول الأفريقية.
توضح الصحيفة مستندة على الدراسات أن الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني يسعى للحصول على موارد الدول الأفريقية، وبالتالي يشكل خطر ما يسمى بـ "لعنة الموارد في البلدان الأفريقية".
كما يستهدف الاستثمار الصيني في هذهالدول أيضا إقامة مشاريع توفر وظائف للمقاولين الصينيين، بمشاركة محدودة من الشركات المحلية والقوى العاملة.
وبحسب الصحيفة، فإن الاستثمار الصيني في دول مثل كينيا وإلى حد ما في جنوب إفريقيا، مخصص لمبادرات جيوستراتيجية، لتطوير البنية التحتية، لتسهيل نقل وتدفق الموارد الطبيعية من إفريقيا إلى الصين.
وتبين الدراسات أنه رغم أن النمو في إفريقيا يستجيب بشكل إيجابي للقروض الصينية، ولكن فقط على المدى القصير، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار المالي وحتى وقوع هذه الدول في مصائد للديون على المدى الطويل، لعدم قدرتها على سداد الديون.
كما تصبح هذه الدول تحت طائلة العلاقات التجارية مع الصين، مع ميزان تجاري تميل كفته إلى بكين، وفقا للصحيفة، مشيرة إلى أن الدول الأفريقية أصبحت أرضية خصبة للاستغلال من قبل المستثمرين الصينيين.
تلفت الصحيفة إلى أن هذا بمثابة علامة من علامات الاستعمار الصيني الجديد الذي يستنزف الثروة من إفريقيا، فعلى سبيل المثال، يعاني 46 مليون شخص في إفريقيا من الجوع منذ أزمة كورونا، وهي أعلى نسبة في أي قارة في العالم.
واختتمت الصحيفة بالقول إن البلدان الأفريقية بحاجة إلى التصنيع بمعدل سريع وخلق المرونة لتحسين إنتاجيتها وقاعدتها الصناعية والزراعة والتقنيات الزراعية.