هو واحد من أعظم الجراحين في العالم إن لم يكن هو العظيم بذاته، فهو واحد من العلماء البارزين في جراحة القلب على مر التاريخ البشري أجمع، ولا يمكننا أن نبدأ الحديث عنه كما نعرّف أي شخصيّة أخرى، ولا يمكننا أن نكتب عنه تعريفًا دون أن نضع في الكلمات الرّوح، كيف وهو الإنسان الذي أعاد النّبض لقلوب كانت على وشك أن تفارق الحياة، إنّه ملك القلوب وسيّدها جرّاح القلب المصري الدكتور مجدي يعقوب، البروفيسور العربي الحاصل على الجنسية البريطانيّة.
لربّما أراد الدكتور مجدي يعقوب أن يوصل رسالة في قصّة اختياره لجراحة القلب هي أنّ الألم هو الذي خلق كلّ هذا الإبداع، الألم العبقري الذي تحدّث عنه وعيونه تلمع بالإصرار.
ويبقى السؤال ماذا لو لم تمُت العمّة بمرض قلبها، هل كنّا سنشهد أسطورة تضيف لتاريخ جراحة القلب سطورًا من الذهب
«الزيات»: من أعظم جراحى العالم
تحدث الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، عن السير مجدي يعقوب، وقال: هو واحد من أعظم الجراحين في العالم إن لم يكن هو العظيم بذاته، فهو واحد من العلماء البارزين في جراحة القلب على مر التاريخ البشري أجمع، والحقيقة أن الدكتور مجدي يعقوب بعد العلم والاجتهاد، والتاريخ الطويل في جراحة القلب والوصول إلى لقب "سير" في إنجلترا، قرر البقاء في مصر وذهب إلى أقصى الصعيد "أسوان" وأنشأ مركز جراحة القلب، وهذا يسمى تطبيقا عمليا لحبه لبلده، ومثلا يحتذى به لحبه للمصريين.
وأوضح "الزيات" في تصريح خاص لـ"البوابة"، أنه بعد النجاح الكبير الذي نفذه مجدي يعقوب في أسوان، يجرى الآن عمل مركز لجراحة القلب في مدينة ٦ أكتوبر وسيكون الأبرز في القاهرة على نفس نمط مركز جراحة القلب بأسوان.
وأضاف عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، أن إنجازات الدكتور مجدي يعقوب يصعب ذكرها في سطور، فهو الرّجل الذي تنفّس جراحة القلب وعاش عليها، لذلك كانت كل دقيقة في رحلة حياته حافلة بالإنجازات، كيف لا وكلّ ثانية ينبض بها قلب مريض تحسب له إنجازًا، وكل دقيقة يعيش فيها طفل بعد جراحة قلبه تحسب له إنجازًا.
«سالم»: رحلة عطاء خالدة
ومن جانبه قال الدكتور أيمن سالم، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، إن مسيرة الجراح المصري العالمي الدكتور مجدي يعقوب حافلة بالكثير من النجاحات، ولا يسعنا ذكرها جميعًا لكن يمكننا الإشارة إلى بعضها بإيجاز شديد، فهو من أسس أكبر برنامج خاص بزراعة القلب والرئة في العالم، طور إجراء خاص بتبديل الأوعية القلبية للأطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب، والكثير من الإنجازات الأخرى التي جعلته واحدًا من رواد جراحات زراعة القلب على مستوى العالم، أحد أشهر ستة جراحين للقلب في العالم، بل سجلت أعماله بحروف من نور في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث أجرى ١٠٠ عملية جراحية للقلب خلال عام واحد فقط.
وأوضح "سالم" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أن الدكتور مجدي يعقوب واحد من ضمن ٤ عظماء ضمتهم دفعة واحدة من دفعات قصر العيني، كانوا معًا، "السير مجدي يعقوب، والدكتور عاطف السلام، والدكتور أحمد شفيق، والدكتور حسن العوضي"، كانوا دفعة واحدة، وكل واحد فيهم له قصة نجاح عظيمة.
وأضاف عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، لم تنته رحلة عطاء مجدي يعقوب بعد بل ستظل خالدة دومًا، لأنه أراد لها البقاء من خلال أعماله الخيرية، التي تؤكد على فطرته النقية ومكارم أخلاقه وإنسانيته الشديدة، حيث مد يد العون لكل مرضى القلب في مصر وخارجها لإنقاذهم من شبح الموت الذي يطاردهم بسبب هذا المرض اللعين، فأسس جمعية سلاسل الأمل الخيرية، التي توفر لأطفال الدول النامية المصابين بأمراض مهددة للحياة الجراحات والعلاجات اللازمة بشكل مجاني.