الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«صوم الخدمة».. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بعيد الرسل.. البابا تواضروس: لهم مكانة كبيرة جدا بالكنيسة نظرا لدورهم فى نشر التعاليم

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس الثلاثاء، بصوم الرسل، حيث استمر لمدة 37 يوما؛ فبدأ بعد عيد العنصرة فى 5 يونيو الماضى، ويعتبر هذا الصوم من الأصوام الأربعة الكبرى بالكنيسة (الصوم الكبير، صوم عيد الميلاد، صوم السيدة العذراء مريم، صوم عيد الرسل).

ويرجع هذا الصوم إلى صوم الآباء الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم بعد قيامة السيد المسيح بـ50 يوما، ويعد صوم الرسل أول صوم فى تاريخ المسيحية، وذلك بحسب ما جاء فى إنجيل متى فى الإصحاح التاسع، وهوالصوم الذى أوصى به السيد المسيح بقوله «ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون»، وصام الآباء الرسل، كبداية لخدمتهم، حيث بدأوا بعد ذلك رحلة التبشير بالمسيحية فى كل العالم.

ويصوم الأقباط الأرثوذكس خلال هذه الأيام أحياء لهذا الحدث التاريخى وفى هذا الصوم يمتنع الأقباط عن اللحوم الحمراء و‌الدواجن ومنتجات اللحوم ومنتجات الألبان، ويسمح بالأسماك فى جميع الأيام ما عدا يومى الأربعاء والجمعة.

تاريخ صوم عيد الرسل

حددت الدسقولية أسبوعا لصوم الرسل، حيث كتب بها “أنه بعد عيد الخمسين، عيدوا أيضا أسبوعا آخر، وكان يسمى أسبوع العنصرة، وأما عن صوم الرسل فى وضعه الحالى حدده البابا خريستوذولوس، البابا الـ 66 من بابوات الكرازة المرقسية، ومعه المجمع المقدس، فى القرن الحادى عشر، حيث قرروا أن يبدأ الصوم فى اليوم الذى يلى عيد العنصرة، وينتهى فى عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس، وهو الصوم الوحيد غير محدد المدة، والسبب يرجع إلى أن نهايته محددة ومعروفة، وهى فى 5 آبيب، وهو تقويم شمسى لأن الشهور القبطية ثابتة، بينما بدايته مرتبطة بعيد العنصرة.

وعيد العنصرة مرتبط بعيد القيامة، وعيد القيامة يجب أن يكون فى اليوم الذى يلى الفصح اليهودى وهو 14 نيسان، وهو تقويم قمرى غير ثابت، لذلك تختلف فترة صوم الرسل، ولكن يجب ألا تقل عن 15 يوما ولا تزيد علي 49 يوما، ويجب أن تكون (الفترة ما بين عيد الميلاد وبداية الصوم الكبير) بجانب صوم الرسل يساوى 81 يوما.

تأمل البابا تواضروس

وننقل لكم نصا لعظة سابقة لقداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية متأملا هذا الصوم حيث قال: «يعتبر صوم الرسل من الأصوام الأربعة الكبرى بالكنيسة على مدار العام، ويطلق عليه صوم الخدمة وهو صوم من أجل خدمة الكنيسة وجميع الآباء الكهنة والخدام من الشباب والشابات والرهبان والمكرسات أى الذين وهبوا حياتهم لخدمة الرب».

ولفت إلى أن بذرة الكنيسة الأولى تكونت فى أورشليم، وأن الرسل لهم مكانة كبيرة جدا فى الكنيسة نظرا لدورهم فى نشر التعاليم وهم بمثابة أعمدة قامت عليها الكنيسة، وأن السيد المسيح عند اختياره للتلاميذ اختارهم من البسطاء وأصحاب القلوب النقية.

وأضاف البابا، أنه يجب على الإنسان أن يكون مصدرًا لسعادة وفرح الآخرين وأن هذه الصفة تأتى من خلال العلاقة القوية مع الله فيرى الجميع أنك مصدر للسلام والمحبة بين الناس، وأن الإنسان عليه أن يتحلى بروح الوداعة والتعفف والصلاح وأن يكون محبا للجميع.

وتابع قداسته بالقول: «ونحتفل بعيد القديسين بطرس وبولس اللى استشهدوا فى نفس اليوم وإن كان استشهادهم بطريقة مختلفة لكل منهم، ونعتبر بطرس الرسول من أوائل الرسل الذين اختارهم المسيح، وعندما اختار المسيح تلاميذه اختارهم على 3 دفعات الدفعة الأولى 12 تلميذ وكانوا كلهم يهود ثم الـ70 رسول، وكان يوجد بينهم غير اليهود، والدفعة الأخيرة هو القديس بولس الرسول علشان كده بنسميه عيد الرسل لأننا بناخد واحد من الأوائل وواحد من الآخر وكدة نشمل جميع الرسل».

وأضاف: «ولكن عندما الكنيسة تقرأ فى سفر أعمال الرسل نقرأ عن القديسين بطرس وبولس باستفاضة لكن وجودهم مع بعض واستشهادهم فى نفس اليوم وارتباط أسمائهم فى عيد الرسل يقدم رسالة مهمة جدا" وهى، "بطرس الرسول كان إنسان بسيط يعمل صياد والصياد يعمل اليوم بيومه واختاره المسيح لكى ما يكون تلميذا له بعد ليلة صيد فاشلة فضل طوال الليل يحاول، ولكن لم يصطاد شيء لغاية ماجه المسيح، وقالو له يا معلم تعبنا طوال الليل ولم نصطاد شيء فقال لهم ارموا الشبكة».

وتابع: «ورد بطرس على كلمتك أرمى الشبكة وبالفعل خرج سمك كثير لدرجة أنهم كانوا مش قادرين يشدوها من السمك وفى نهاية المعجزة سأله المسيح "بتشتغل ايه؟"، قال له صياد سمك يارب، قاله اشطب على المهنة دى وعايزك تكون صياد الناس وقال جملته الشهيرة قد تركنا كل شيء وتبعناك».

ولفت البابا: «بطرس كان يهودى خالص، وفى آخر مسيرته مع المسيح غلط غلطة صعبة عندما أنكر المسيح أمام جارية ولكن سرعان ما انتبه لنفسه، وسرعان ما المسيح أقامه، وسأله أتحبنى يا بطرس؟ قاله طبعا بحبك يارب والمسيح أجاب ارعى غنمى ثم أرعى خرافى، وفى الآخر قال، نعم يارب أنت تعلم أنى أحبك والمسيح رده وعاد تلميذ له تانى، يبشر ويكرز ويصير بطرس الرسول إلى أن يأتى آخر يوم فى حياته وهو تاريخ النهاردة».

وأضاف: «بطرس يهودى وليس رومانى ولما قالو له أنت تتصلب مع المسيح، قال لهم اجعلوا صليبى منكس الرأس وصلب على صليب منكس الرأس سنة76 ميلاديا، وبطرس أثناء خدمته كتب رسالتين فى العهد الجديد».

واختتم البابا قائلا: «من الممكن أن يكون أى إنسان مثل بطرس وممكن يكون المسيح دعاه لكى يخدم بأى صورة من الصور وممكن يكون الإنسان معتمد على ذراعه ولكن اعتماده على الوصية هو الذى بيأتى بثمار كثيرة».