معبد الدير البحرى أو كما عرف عند المصرى القديم باسم «جسر جسرو» وهو بيت ملايين السنين للملكة حتشبسوت، ويقع فى حضن الجبل فى منطقة الدير البحرى بمحافظة الأقصر طيبة القديمة.
وقد وقع اختيار حتشبسوت على المهندس العبقرى الحالم “سننموت” ليشيد لها هذا الصرح المهيب بجوار مقبرتها الملكية فى أقرب الآراء للصحة، حيث إنه هناك بعض الآراء تفيد بشروع الملك تحتمس الثانى فى بناء المعبد ثم أتمته حتشبسوت فيما بعد وعدلت فى تخطيطه.
يقول أحمد فتحى الباحث الأثرى، إن معبد الدير البحرى شيده سننموت على ثلاثة مسطحات كبيرة بعضها خلف بعض تتداخل فى قلب الجبل مع إضافة بعض المقاصير لعبادة آمون ورع حور آختى وأنوبيس وحتحور وكلها من المعبودات الرئيسية فى طيبة.
وتابع الباحث فى الشئون الأثرية، بأن المعبد كان يحوى العديد من النقوش والمناظر التى وللأسف دمر العديد منها فى عهد تحتمس الثالث وبعضها دمر نتيجة التخريب الذى تعرض له المعبد”.
واختتم فتحى، أنه لا يزال يحتفظ معبد الدير البحرى بنقوش ومناظر أسهمت بشكل كبير فى معرفتنا عن تلك الفترة المهمة فى عصر الدولة الحديثة علاوة على ما يحويه المعبد من تماثيل ضخمة للملكة حتشبسوت بواجهة مسطحات المعبد،وغيرها مما عثر عليه فى عدة هيئات تمثل الملكة مثل تماثيلها فى هيئة أبى الهول، وغيرها والمعبد هو مثال غاية فى الروعة والدقة والإبداع الذى يعكس مدى تفوق المصرى القديم، فى علوم الهندسة والعمارة علاوة على التفوق الفنى الذى لا يضاهيه فن.
ويقع الدير البحرى فى منطقة جبلية، وخلفه يوجد وادى الملوك حيث توجد أشهر فراعنة مصر القديمة، ويأتى إليها السياح من جميع أنحاء الأرض، ويقومون بزيارتها بعد أو قبل زيارتهم لمعبد أمون “الكرنك” بالأقصر.
كما تتيح السياحة المصرية للزوار إمكانية الصعود بالمناطيد فوق تلك البقعة والاستمتاع بمشاهدة ما فيها من عصور سبقتنا بنحو 3500 ألف سنة.