صدر حديثا للكاتب والناقد أحمد الشريف، رواية جديدة بعنوان "حندوق وشبورة إسكندرية"، عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، والتي تقع في 114 صفحة من القطع المتوسط.
ويقول الراوي ندنو من الطوار والسور القصير الحاجب للبحر، يتكاثف الضباب نحدق إلى الأفق الضبابي الشبيه بحياتنا: فهل ياترى في يوما ما، فجر غير هذا، سوف تشق الشمس هذا الأفق الضبابي الجلثم على سماء المدينة وناسها، لتأتي محملة بالأمل والخلاص رغم عتمة الطرق وانسدادها.
وتقع أحداث الرواية في الإسكندرية؛ لكن إسكندرية مختلفة وغير معروفة لدى الكثيرين، فأنها ببساطة مدينة المهمشين، لذلك اتخذ المؤلف منطقة الدخيلة مكانا جديدا لأحداثها، فقد جل من كتبوا عن الإسكندرية كما ذكر الشاعر والكاتب أحمد فضل شبلول، فمن بينها: محطة الرمل، والمنشية، والأنفوشي، والعطارين، لكن تتمتع هذه الرواية برؤية مختلفة.
والمكان إذن بكر بالنسبة للكاتب، والقارئ أيضا، لقد وجدنا روايات سكندرية تدور أحداثها في حي بحري والأنفوشي مثل "رباعية بحري"، و"زمان الوصل"، و"الشاطئ الآخر" وغيرها لمحمد جبريل، و"يا بنات إسكندرية" وغيرها لإدوار الخراط، ورأينا "العطارين" عند محمد عبدالله عيسى، والقباري وكرموز وغيط العنب عند إبراهيم عبدالمجيد، و"زيزنيا" و"المكس" و"بحري" وغيرها في أعمال أسامة أنور عكاشة الدرامية.
وأيضا محطة الرمل، والأنفوشي، والمنشية، وباكوس، والبياصة، لدى عدد آخر من الكتاب السكندريين من أمثال عبدالفتاح مرسي، ومجدي عبدالنبي، ومحمد الصاوي، وأحمد حميدة، وسعيد بكر، والشربيني المهندس، إلى جانب غير السكندريين، بل والأجانب الذين عاشوا في الإسكندرية مثل لورانس داريل الذي كتب رباعيته الشهيرة "رباعية الإسكندرية".
أما أعمال نجيب محفوظ عن الإسكندرية مثل "ميرامار" و"السمان والخريف" وسيناريو وحوار "ريّا وسكينة" فقد انحصرت أيضا في الأماكن الشهيرة في الإسكندرية مثل محطة الرمل، والإبراهيمية، واللبّان.
أما منطقة الدخيلة التي يطرحها المؤلف في روايته لم نعثر عليها كثيرا في الروايات السكندرية.
ويقول الروائي والناقد عبد النبى فرج عن الرواية: إن الكاتب أحمد الشريف لا يدعى شيئا، بل يكتب ذاته فقط مستفيدا من السيرة الذاتية في بناء عالم روائي أثر ومعقد رغم بساطته الظاهرة.
وقد صدر للكاتب أحمد الشريف في السنوات الأخيرة: "متاهة اللذة" عن دار خطوط وظلال، بعمان، المملكة الأردنية الهاشمية عام 2021، و"حكايات الجدة الأيروتيكية" عن دار أبجد، بابل، العراق عام 2023.