أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف "COP28" الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، أن هدف بلاده يركز على حشد الجهود العالمية من أجل التصدي لتداعيات تغير المناخ وضمان أمن الغذاء والصحة والمرافق الصحية للجميع، وتحقيق انتقال منطقي وتدريجي وعملي وعادل في قطاع الطاقة، وتوفير التمويل المناخي بشكل ميسر وبتكلفة معقولة للجميع وخاصةً دول الجنوب العالمي.
جاء ذلك خلال مشاركته في اجتماع لوزراء الطاقة والبيئة لدول الاتحاد الأوروبي، الذي تستضيفه إسبانيا التي تتولى رئاسة المجلس حاليًا، حيث ناقش خلاله خطط وأهداف مؤتمر الأطراف "COP28"، كما تم بحث مجموعة من الموضوعات المهمة بما في ذلك الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، والتمويل المناخي، وتطوير مؤسسات التمويل الدولية، وزيادة إنتاج مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام).
وأشار الجابر إلى أهمية الإعداد لاستجابة فعالة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، وضرورة إجراء تصحيح جذري لمسار العمل من أجل خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43% بحلول عام 2030، وتسريع إنجاز انتقال منطقي وعملي وعادل في قطاع الطاقة، داعيًا الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة مثل تسريع الترخيص لمشروعات الطاقة النظيفة وبنيتها التحتية اللازمة، وتوسيع توصيل شبكات الكهرباء، وتعزيز الاستثمار في تقنيات مثل أنظمة التخزين الطاقة باستخدام البطاريات، وزيادة كفاءة الطاقة.
وأكد الجابر أهمية مؤتمر "كوب 28" بوصفه الفرصة الأخيرة أمام العالم للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، موضحًا أن العالم سيشهد في الوقت نفسه زيادة كبيرة في الطلب على الطاقة مع ارتفاع عدد سكانه، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لتحقيق تنمية فعالة ومستدامة بالتزامن مع الحد من الانبعاثات بشكل كبير والتي تعد من التحديات الحاسمة بالنسبة للعصر الحالي وتتطلب إجراء تغيير جذري وتحقيق نقلة نوعية وتقدم جوهري على نطاق المنظومة للاقتصادات بأكملها.
وشدد الرئيس المعيَّن لمؤتمر "كوب28" على ضرورة زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات على المستويين المحلي والدولي من أجل تحقيق انتقال منطقي وتدريجي وعملي وعادل في قطاع الطاقة، داعيا كافة الأطراف المعنية إلى الاتحاد والتكاتف لدعم أول "تعهد عالمي لمصادر الطاقة المتجددة"، مضيفًا أنه لا أحد يمتلك كافة الإجابات ولا يوجد حل واحد يناسب الجميع في العمل المناخي لكن من خلال التكاتف وتضافر الجهود يمكن الإنجاز وتحقيق التقدم، منوها بحرص مؤتمر على احتواء الجميع لتحقيق تطور جوهري والنقلة النوعية التي يحتاج إليها العالم.
وحول تعهدات التمويل المناخي، أعرب الجابر عن تطلع بلاده إلى قيام المانحين بالوفاء بتعهداتهم وتوفير مبلغ الـ 100 مليار دولار خلال العام الجاري، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار في الوقت نفسه.