فى مثل هذا اليوم 11 يوليو 1920م، توفت الإمبراطورة أوجيني التى كانت لا ترتدي حذاء أكثر من مره واحده .. مهما غلا ثمنه .. حيث ولدت فى غرناطة بأسبانيا سنة 1826 ، وتلقت علومها في فرنسا فأجادت الإسبانية والإنجليزية والفرنسية.
أعجب الإمبراطور نابليون الثالث بجمالها وذكائها فتزوجها في شهر يناير عام 1853م وأقامت في قصر التويلري الذى كان يقع مكان حدائق التوليرى المقابلة لمتحف اللوفر حاليا فى باريس.
لم تكن أوجيني مجرد امرأة بالغة الجمال، بل كانت صاحبة شخصية آسرة جذابة، وآثرت أن تدخل التاريخ وأن يكون لها أدوار سياسية، واستطاعت أن تقرب المسافة السياسية بين إنجلترا وفرنسا بعد أن زارت إنجلترا مع زوجها وكانت موضع الحفاوة من الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبيرت. وكان من الطبيعي أن ترد ملكة إنجلترا وزوجها الزيارة إلي باريس.
أحس الشعب الفرنسي بالدور السياسي التي تلعبه الإمبراطورة. وحظيت بشعبية كبيرة، حتي أطلقوا علي ابنها الذي وضعته “ابن فرنسا”.
فى يناير عام 1858م تعرضت هى والإمبراطور لحادث إغتيال بثلاث قنابل حارقة ألقيت علي العربة التي يستقلانها، ولكن القنابل انفجرت تحت عجلات المركبة، وقتل عدد من الحرس وإفراد من الحاشية.
بمرور الأيام ازداد نفوذ الإمبراطورة على حساب نفوذ الإمبراطور، فقد تمرست في أمور الحكم والسياسة، وزادت في نفوذها وسطوتها، وآثرت أن تستمتع بهذا النفوذ وتلك السطوة.
جاءت إلى مصر تلبية لدعوة الخديوي إسماعيل بمناسبة افتتاح قناة السويس “16 نوفمبر 1869” ولم يتمكن زوجها الإمبراطور من المجىء لإنشغاله بالظروف السياسية التي كانت تمر بها فرنسا.
أمر الخديوى إسماعيل ببناء قصر الجزيرة على النيل وخصصه لإقامة أوجينى، واستدعى خبراء المعمارين من أوروبا لبنائه وعلى بقايا هذا القصر يقف حاليا فندق ماريوت عمر الخيام بجزيرة الزمالك.
بعد أن عادت الإمبراطورة أوجيني إلي فرنسا، قامت الحرب بين روسيا وفرنسا، فهربت إلي إنجلترا، ولحق بها زوجها وأبنها لويس نابليون بعد ذلك، توالت عليها الكوارث، فقد لقي ابنها لويس حتفه بعد سنوات وهو في ريعان الشباب.
وفي عام 1905م، وأتت الإمبراطورة العجوز إلي مصر متنكرة، ونزلت لعدة أيام في فندق "سافوي" في بورسعيد.
في عام 1920م فكرت أن ننهي حياتها بزيارة إسبانيا .. مسقط رأسها، وكانت تربطها بملكتها أواصر صداقة قديمة، وما أن وصلت إلي مدريد حتي اشتد عليها المرض، فقضت نحبها في 11 يوليو من نفس العام بسبب الضعف والشيخوخة.