تواصل الصين الهيمنة على سوق الذهب وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك المركزي الصيني الذي قام بشراء 21 طنا من الذهب خلال شهر يونيو الماضي، وهو الشهر الثامن على التوالي ليصل إجمالي عمليات الشراء إلى 165 طنا، بينما يبلغ إجمالي احتياطي الصين من الذهب 2113 طنا.
و قالت جولد بيليون في تقرير اليوم ، يعد الطلب المستمر من الصين على زيادة احتياطيها من الذهب جزء من توجه لجلب المزيد من المصداقية الدولية لعملتها اليوان، حيث أبرمت الصين العديد من الصفقات التجارية الدولية مع موردي ومستوردي السلع حول العالم باستخدام عملتها اليوان، الأمر الذي يدل على عدم رغبة الصين حالياً في الاحتفاظ بالدولار من أجل التجارة والتداول بحسب جولد بيليون.
الصين لديها خامس أكبر احتياطي من الذهب في العالم، وتشير العديد من التقارير أن الصين عليها أن تزيد في احتياطيها من الذهب ليصبح لديها ثاني أكبر احتياطي في العالم بعد الولايات المتحدة التي تملك 8133 طنا من الذهب إذا كانت تريد ان يصبح اليوان عملة احتياطية عالمية تنافس الدولار.
البنوك المركزية حول العالم مستمرة في تنويع احتياطاتها بعيداً عن الدولار الأمريكي، وذلك في ظل نمو ديون الولايات المتحدة بالإضافة إلى أزمة سقف الدين التي هددت الاقتصاد الأمريكي والعالمي وتسببت في تراجع الثقة والمصداقية العالمية للولايات المتحدة.
الدين المحلي الأمريكي ارتفع بمقدار تريليون دولار منذ أن أصدرت الحكومة تشريعًا لرفع سقف الديون مطلع الشهر الماضي. وهو ما يدل على أن إنفاق الحكومة الأمريكية خارج عن السيطرة وليس هناك شك في أن هذا هو الحافز الأساسي لشراء الذهب من البنوك المركزية الأجنبية.
الذهب بالنسبة للبنوك المركزية هو أفضل بديل للدولار حالياً وأقلهم مخاطرة، وقد اتضح هذا من عمليات الشراء القياسية المستمرة من قبل البنوك المركزية حول العالم للذهب منذ العام الماضي.
الصين قادت الدول في عمليات شراء الذهب في يونيو الماضي، فقد قامت أوزبكستان بشراء 8 أطنان من الذهب في أول عمليات شراء لها منذ فبراير الماضي، واشترت التشيك 3 طن في يونيو وهي عملية الشراء للشهر الرابع على التوالي، بالإضافة إلى بولندا التي قامت بشراء 13 طنا من الذهب الشهر الماضي.
عمليات شراء الذهب من البنوك المركزية كان وسيظل أفضل داعم لأسعار الذهب التي استطاعت التماسك فوق المستوى 1900 دولار للأونصة على الرغم من الضغوط السلبية القوية خلال الفترة الماضية المتمثلة في سياسة التشديد النقدي للفيدرالي الأمريكي وتوقعات رفع الفائدة التي تعد أكبر عامل سلبي يواجه الذهب.
ولكن الذهب وجد أرض صلبة من استمرار البنوك المركزية في شراء الذهب ما دفعه إلى تجميع الزخم الكافي للارتفاع من جديد.