انتهت بالأمس قمة منظمة الإيجاد التي استضافتها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث التوصل إلى حلول للأزمة في السودان، وتسبب في غضب بين الأوساط السودانية بسبب الدعوة إلى نشر القوات الاحتياطية لشرق أفريقيا، إلى جانب التصريحات التي أدلى بها كل من الرئيس الكيني وليام روتو، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، المطالبة بفرض حظر طيران ونزع الأسلحة الثقيلة.
التدخل العسكري في السودان
وأصدرت إيجاد بيانا دعت فيه قمة القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا (EASF) الانعقاد من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وتسبب هذا البند في البيان الصادر عن القمة، في لغط كبير بشأن إمكانية التدخل العسكري من القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا (EASF) في السودان.
وحسما للجدل الدائر في هذا الشأن أعلن العميد ركن عثمان محمد عباس، رئيس أركان القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا (EASF) أنه بالفعل تلقى أوامر بالاستعداد للانتشار في السودان، إلا أن هذا الأمر لا يمكن تنفيذه إلا بموافقة الحكومة السودانية.
وقال "عباس" عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "بالفعل صدرت التوجيهات لقواتنا بالشروع في عملية التخطيط لانتشار متوقع في السودان وهذا إجراء روتيني يحدث عند حدوث أي أزمة في أي من دول الايساف العشرة".
وأضاف "لكن القرار النهائي بخصوص نشر القوات لا يتم الا بموافقة السودان".
وأوضح العميد أن اللإجراءات المتبعة لاتخاذ القرار بنشر القوات تمر بأربع مراحل هي:
١. عقد اجتماعات للخبراء من الدول الأعضاء للخروج بتوصيات من الناحية الفنية.
٢. اجتماع رؤساء الأركان لمناقشة تقرير الخبراء والخروج بتوصيات.
٣. اجتماع وزراء الدفاع للخروج بتوصيات.
٤. اجتماع رؤساء الدول لاتخاذ القرار النهائي.
والقوة الاحتياطية لشرق أفريقيا هي قوة إقليمية متعددة الأبعاد، تتكون من عناصر عسكرية وشرطية ومدنية، مهمتها تعزيز السلام والأمن في المنطقة.
غضب سوداني من تصريحات آبي أحمد والرئيس الكيني
وفي نفس السياق، أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الكيني وليام روتو، في ختام قمة إيجاد غضب الشعب السوداني، حيث طالب بضرورة فرض حظر طيران ونزع الأسلحة الثقيلة في السودان، وكان الرئيس الكيني قال في كلمة له خلال الجلسة الختامية لاجتماع إيجاد إن الوضع في السودان يتطلب ما وصفها بقيادة عاجلة، تكون قادرة على إخراج السودان من الكارثة الإنسانية التي يتجه نحوها، مضيفا أن الوضع في دارفور يخرج عن السيطرة ويكتسب بُعدا عرقيا.
وأبدى عدد من الخبراء بالشأن السوداني ونشطاء التواصل الإجتماعي، استغرابهم من تصريحات آبي أحمد، حيث رفض الأخير من قبل مبادرة منظمة الإيجاد لوقف حربه ضد إقليم تيجراي التي استمرت عامين، وكان السودان يترأس المنظمة آنذاك.
وقال مبارك أردول رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية في السودان، إن "الحديث الذي أدلى به رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والرئيس الكيني وليم روتو هو مدخل لتقدم القوات المسلحة الإثيوبية شمالا لاحتلال حتى الخرطوم وبمشاركة من القوات الكينية باسم التدخل الإنساني".
وأضاف "أردول" عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "وسيكون بطلب من حكومة ستشكل من المجلس المركزي في المنفى، وللدولتين تاريخ مخذي في التدخلات الاستعمارية في المنطقة".
وتابع "ليست صدفة مطلقا تدخلهما العسكري في الصومال من قبل 2006-2011 على التوالي واحتلالهما لجزء من أراضيها (اوجادين وجوبالاند) والتأثير لاحقا في سياداتها وقرارها السياسي، فالسودان ليس الصومال ولم يتفكك والجيش والشعب أكثر وحدة وتماسكا من أي وقت مضى".
واجتمعت أمس اللجنة الرباعية المكونة من كينيا وجيبوتي وجنوب السودان وإثيوبيا، المنبثقة عن مجموعة "إيجاد" لبحث عن حل للأزمة السودانية.
وترأس القمة الرئيس الكيني وليام روتو، بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ومحمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي، وبنجامين بول مل، المبعوث الخاص لجنوب السودان، وبانكول أديوي مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، بالإضافة إلى ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما حضر الاجتماع السيد يوسف عزت ممثلًا عن قوات الدعم السريع.
و"إيجاد" هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم أيضا كلا من: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.