تشهد السماء بدءا من غد الأربعاء 3 اقترانات بديعة للقمر والكواكب والنجوم تحدث على مدى الـ 4 أيام المقبلة، يمكن للمتخصصين وهواة الفلك رصدها ومتابعتها بالعين المجردة السليمة، بشرط صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وأوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس -في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم /الثلاثاء/- أن مصطلح الاقتران يعني اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقية بينهما فهي كبيرة جدا تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
وقال إن أولى تلك الظواهر الفلكية تبدأ، غدًا /الأربعاء/، حيث يشرق القمر مقترنًا مع كوكب المشتري "أكبر كواكب المجموعة الشمسية" في ذلك اليوم، ونراهما بالعين المجردة السليمة في السماء باتجاه الشرق في الـساعة 1:45 صباحا تقريبا، ويتراءى هذا المشهد إلى أن يختفي من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأضاف أن القمر سيقترن كذلك بعد غد الخميس مع الحشد النجمي (الثريا)، وهو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه هي 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليه الأخوات السبع.
وأوضح أنه يمكن رؤية هذا الاقتران في الساعة 2:45 صباحا باتجاه الشرق إلى أن يختفي المشهد من شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ونوه بأنه على مدى يومي الجمعة والسبت المقبلين سيقترن كوكب عطارد "أقرب الكواكب إلى الشمس" مع الحشد النجمي خلية النحل (Beehive) في برج السرطان، وهو حشد نجمي مفتوح يقع على بعد 580 سنة ضوئية من الأرض، ويبلغ عمره 600 مليون سنة.
وأضاف أنه يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل في تلك الفترة باستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 9:50 مساءً تقريبًا.
وكشف أستاذ الفلك عن أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية والتي تكون في الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والبراري والجبال، مؤكدا أن الظواهر الليلية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، أما الظواهر النهارية المتعلقة بالشمس فقد تكون خطيرة على عين الإنسان؛ لأن النظر إلى الشمس بالعين المجردة عامة يضر العين كثيرا.