أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن المحاذير التي أبدتها كل من الولايات المتحدة وألمانيا بشأن قبول عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في الوقت الحالي تحول دون قبول طلب أوكرانيا للانضمام للحلف.
وقال كاتب المقال دان صباغ، إنه بات من الواضح أن قادة الدول الأعضاء في الحلف لن يفرضوا شروطا مسبقة من أجل قبول انضمام أوكرانيا للناتو في ظل استمرار الحرب بين القوات الأوكرانية والروسية في الوقت الراهن على الرغم من المحاذير التي أبدتها كل من واشنطن وبرلين بشأن قبول عضوية كييف.
وأوضح الكاتب أن أوكرانيا تسعى للحصول على ضمانات واضحة حول موعد وكيفية قبول انضمامها لعضوية الناتو بعد انتهاء الصراع مع القوات الروسية مدفوعة بالاعتقاد أن الحماية العسكرية الغربية هي الضامن الوحيد لأمنها وحمايتها من أي تهديد في المستقبل.
وفي هذا السياق، سلط الكاتب الضوء على الفقرة الخامسة من ميثاق حلف الناتو التي تنص على أن أي تهديد عسكري ضد أي دولة من الدول الأعضاء في الحلف يعد تهديدا لجميع الدول الأعضاء وهو ما يستلزم قيام جميع دول الناتو بالدفاع الجماعي عن تلك الدولة التي تتعرض للتهديد.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن دول الناتو سوف تمنح أوكرانيا نوعا من التكامل في العلاقات بين الطرفين، فضلا عن تعاون سياسي أكبر بدلا من الانضمام في الوقت الحالي للحلف.
وأشار الكاتب، في هذا الصدد، إلى تصريحات أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج التي أكد فيها أن الدول الأعضاء ستتوصل لما يشبه الإجماع خلال القمة المزمع عقدها اليوم في ليتوانيا بشأن انضمام أوكرانيا للحلف، موضحا أن جميع الدول الأعضاء تؤيد قبول عضوية أوكرانيا من حيث المبدأ.
وأعرب ستولتنبرج عن اعتقاده بأن قمة اليوم سوف يتمخض عنها قرارات قوية وإيجابية لصالح أوكرانيا، على الرغم من فشل كل من فرنسا وبريطانيا ودول أخرى من شرق أوروبا في التخفيف من محاذير البيت الأبيض بشأن انضمام أوكرانيا للحلف في الوقت الحالي.
وذكر الكاتب تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن أول أمس الأحد التي قال فيها إن أوكرانيا ليست مهيئة في الوقت الراهن للانضمام للناتو، وأن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت من أجل الوفاء بجميع المعايير المؤهلة للانضمام لحلف الناتو.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب أنه من المتوقع أن تقوم دول الناتو بتوفير المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، موضحا أن بريطانيا أعلنت أمس الاثنين التوصل لاتفاق تصل قيمته إلى 190 مليون جنيه استرليني مع شركة نظم هندسة الفضاء والجو البريطانية من أجل إنتاج ذخائر من عيار 155 مم سوف تقوم بإرسال معظمها لأوكرانيا.
واختتم الكاتب مقاله قائلا إنه على الرغم من عزوف بعض الدول الأعضاء في الناتو عن قبول انضمام أوكرانيا في الوقت الحالي للناتو إلا أن الحلف ما زال يمثل قوة داعمة لكييف، مسلطا الضوء في هذا السياق على تصريحات رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك التي أكد فيها أن هناك شبه إجماع داخل حلف الناتو لتقديم كل أشكال الدعم لأوكرانيا مع التصميم التام على أن روسيا لن يكون لها الغلبة في حرب أوكرانيا.