كغيره من الشباب في نفس عمره، طار قلب «محسن» الشاب العشريني من السعادة، حينما أخبره مديره في العمل بالموافقة على إجازة عيد الأضحى المبارك؛ حيث الاستمتاع بأجواء العيد وسط أسرته هناك في منطقة الزواية الحمراء، والحصول على قسط من الراحة تنسيه مرارة العمل الشاق، لكنه لم يتوقع أن الفصل الأخير من حياته سيكتب على يد جاره بطريقة بشعة لوجود خلافات مالية بينهما، كانت قد انتهت بالتصالح، قرر على إثرها المتهم الانتقام من الضحية خلال الاحتفال بأجواء العيد وطلخ جلباب العيد الأبيض بالدماء.
«كان سند أمي وإخواته البنات».. بكلمات الحزن التى فاضت بدموع الفراق، بدأ «محمود» شقيق المجنى عليه يروى تفاصيل جريمة قتل أخيه على يد جاره قائلًا: «إحنا ناس غلابة صحيح لكن نعرف الأصول، وأخويا محسن الله يرحمه كان شاب عنده ٢٠ سنة لكنه كان بـ١٠٠ راجل بيقدر الجميع، فمنذ فترة وقع خلاف بين المتهم «محمد» جارنا يعمل سائق توك توك مع شقيقي بسبب خلافات مالية، وعقب تدخل عقلاء المنطقة تم إنهاء الأمر وعقد جلسة صلح وتعهد الطرفين كلاهما بعدم التعرض للآخر: «أخويا مش بتاع مشاكل وعايش في حاله».
الضحية
وأضاف شقيق الضحية: «مع اقتراب العيد حصل شقيقي على إجازة من مصنع حلويات يعمل به، لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك وسط الأسرة وأصدقائه من نفس عمره، حيث التقيت به خلال صلاة العيد وتوجهت مع نحو الأسرة حيث إنني متزوج ومقيم في منطقة أخرى، وبعد قضاء سعيد توجهت نحو منزلي، بينما راح شقيقي يلهو من الشباب في المنطقة: «كان قلبه حاسس وودع كل الناس قبل ما يمشي».
وتابع: «أخي كان يعيش رفقة والدته وإخوته البنات يعتني بهم ويعمل ليساعد الأم في تدبير احتياجات المنزل، وفي ظهر ثاني أيام العيد خرج أخي لشراء بعض المستلزمات من السوبر ماركت، وفي ذلك الوقت كان المتهم يقف في الشارع يترصد لحظة خروج شقيقي من المنزل وما أن شاهده أطلق عليه «كلب» شرس قطع جسد أخي وسط الشارع ولم يكتفِ بذلك، فخلال محاولة أخي إنقاذ نفسه من أنياب الكلب الشرس سدد له المتهم طعنة نافذة في الرقبة أودت بحياته قبل وصوله المستشفى».
وأوضح: بعد الحادث ورد لي اتصال هاتفي مع أحد قاطني الحي الشعبي هنا وقال لي: «أخوك بيموت يا محمود تعال بسرعة»؛ لكنني عندما وصلت إلى المستشفى كانت روحه صعدت إلى بارئها، مستطردا: «مش هسيب حق أخويا بالقانون لأنه قتل غدرا، حيث تم الصلح بينهما في وقت سابق ولم يكن هناك خلافات جديدة طرأت على الوضع الحالي، وعشان إحنا في دولة قانون ونيابة عاملة نثق جميعا بها، فلن يريح قلوبنا سوى إعدام المتهم الذي تم ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة وأنه عقد العزم وبيت النية على قتل أخي».