رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بدأت فى يناير 2011 وانتهت بكورونا.. معاناة المسترزقين من التراث المنسى بمهنة «الأركت»

أبو عمار  يصنع منتجات
أبو عمار يصنع منتجات الاركت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى زقاق صغير غلب على ملامحه سنوات الشقاء والعمل المستمر، لا تسمع فيه سوى مطارق المهنيين وأصوات آلاتهم، وبعض من أصوات المدح فى سيد شباب الجنة الحسين بن على فى منطقة الدراسة، وفى ورشة صغيرة من بين عشرات الورش التى يحتضنها الشارع؛ يجلس أبو عمار الذى يبلغ من العمر ٤٠ ربيعا.
يبدع هذا الرجل فى تصنيع منتجات مهنة الأركت، والتى يعمل بها منذ أكثر من ٣٠ عاما، حيث بدأ مشواره معها بتصنيع الذهب وكل حين يصنع قطعة من الألماظ على حسب الطلب، ومن أن ضاقت الأمور وارتفعت الأسعار فاستقر به الحال فى صناعة النحاس والفضة وغيرهما من المعادن التى يستطيع من خلالها إنتاج هذه الأشكال الفريدة من الإكسسوارات.
بمنشاره الصغير للغاية، وبنظارته السميكة التى يحدق من خلالها فى المعدن الذى رسمت عليه رسمة شديدة الدقة بواسطة الخطاط، يواصل «أبو عمار» إنتاج العديد من الأشكال التى يجنى منها قوت يومه على مدار سنوات من الشقاء والعمل، والتى بدورها تجذب السياح والرواد إلى زيارة منطقة خان الخليلى ومنطقة الحسين فى وسط البلد.
بعدة مراحل تمر بها مهنة «أبو عمار» ولعل أبرزها هى المرحلة الأولى التى يصمم من خلالها شكل المنتج، من حيث الحجم والكلمة والشكل النهائى، حيث ينتج العديد من الأشياء التى يقبل الشباب على شرائها فى الأسواق، والتى تتمثل فى السلاسل والخواتم التى ينقش عليها كلمات الحب التى يتهادى بها الشباب، ولكن من بعد ثورة يناير قلبت الأجواء رأسا على عقب، بسبب اعتماد هذه المهنة على السياحة الخارجية، والتى صارت اليوم مقتصرة على السياحة الداخلية التى تنشط ما بين الحين والآخر. 
تتمثل المنتجات التى ينتجها الرجل الأربعينى فى مهنته فى السلاسل الفضية، والسلاسل النحاس التى تحمل نقوشا فرعونية، والخواتم التى تنقش عليها الأسماء، وأيضا الدروع والميداليات التى تقدم فى الاحتفالات، حيث يستطيع الرجل التفنن فى مثل هذه الأشياء، واستخراجها بشكل مثالى كما يجب أن تكون. 
لم تكتف هذه المهنة الفريدة بالتدهور الذى شهدته إبان ٢٥ يناير ٢٠١١، ولكن فى الأشهر الماضية شهدت العديد من الانتكاسات التى تجعلها تمضى إلى الوراء دون تقدم، يقول أبوعمار، إن الأشهر الماضية شهدت العديد من الارتفاعات فهناك أشياء ارتفعت بنسبة عالية للغاية، فى الخامات التى ن لم تكتف هذه المهنة الفريدة بالتدهور الذى شهدته إبان ٢٥ يناير ٢٠١١، ولكن فى الأشهر الماضية شهدت العديد من الانتكاسات التى تجعلها تمضى إلى الوراء دون تقدم، يقول أبوعمار، إن الأشهر الماضية شهدت العديد من الارتفاعات فهناك أشياء ارتفعت بنسبة عالية للغاية، فى الخامات التى نعمل بها، وبالتحديد النحاس الذى نعتمد عليه بشكل كلى، وهذا الأمر لا يتحمله الظروف، وبالتالى بات العمل بهذه المهنة غير مجازٍ ماديا، الأمر الذى جعل الشباب يصرفون النظر عن العمل بهذه المهنة أو حتى مجرد التفكير فى التعليم بها للحفاظ على هذا التراث الذى تحمله بين ثناياها.