أكدت منظمة الإيجاد، على ضرورة تغليب الحل السلمي للنزاع في السودان، معربة عن قلقها العميق من تأثير الحرب على الشعب السوداني، وضرورة اجتماع طرفي النزاع للتوصل إلى حل ينهي الأزمة المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي، ورحبت بانعقاد قمة دول الجوار في القاهرة الخميس المقبل لبحث الأزمة السودانية.
وأعربت منظمة "الإيجاد" عن قلقها العميق إزاء تأثير الحرب الدائرة في السودان التي أودت بحياة الآلاف حتى الآن وتشريد ما يقرب من 3 ملايين شخص، بما في ذلك 2.2 مليون نازح وحوالي 615 ألف لاجئ عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة، وتقديرها لفتح حدودها لتوفير الحماية لإخواننا وأخواتنا السودانيين.
وعقدت اليوم الاثنين 10 يوليو 2023 قمة في أديس أبابا دعت إليها لجنة رباعية منبثقة عن منظمة الإيجاد، لبحث الأزمة السودانية وتضم اللجنة دول إثيوبيا وجنوب السودان وجيبوتي وكينيا.
وأعربت "الإيجاد"، عن أسفها لغياب وفد الجيش السوداني عن حضور القمة التي عقدت اليوم الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وكانت وزارة الخارجية السوادنية، أعلنت بعد انطلاق القمة أن وفد الجيش السوداني، يتواجد في أديس أبابا، انتظارا لتنفيذ مطلبه بتخلي كينيا عن رئاسة المجموعة الرباعية ليشارك في القمة، بسبب اعتراض الخرطوم على عدم حيادية الرئيس الكيني وليام روتو وانحيازه لصالح قادة الدعم السريع.
وأبدت المنظمة الإقليمية أسفها بسبب تصاعد النزاع والانتهاكات المتكررة لاتفاقيات وقف إطلاق النار المختلفة وانتشار العنف خارج الخرطوم إلى أجزاء أخرى من السودان خاصة في دارفور وكردفان حيث يتخذ أبعادا عرقية ودينية مما يهدد بتعميق الصراع، المدفوع بالتدخل الخارجي الذي يطيل الصراع ويؤدي إلى تفاقمه.
وأكدت على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في السودان، ويقرر في هذا الصدد حشد وتركيز جهود جميع أصحاب المصلحة من أجل عقد لقاء وجها لوجه بين قادة الأطراف المتحاربة؛ يحث الأطراف بشدة على وقف العنف على الفور والتوقيع على وقف غير مشروط وغير محدد لإطلاق النار من خلال اتفاق لوقف الأعمال العدائية تدعمه آلية إنفاذ ومراقبة فعالة.
وأبدت الإيجاد قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني في السودان، معلنا عن اتخاذ خطوات ملموسة لتسهيل المساعدة الإنسانية الفورية لجميع السودانيين المتضررين من النزاع مع التركيز على الفئات الضعيفة من السكان على وجه الخصوص، النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، حيث طلب من قمة القوة الاحتياطية لشرق إفريقيا (EASF) الانعقاد من أجل النظر في إمكانية نشر القوة الاحتياطية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
ودعت الدول المجاورة لجمهورية السودان إلى تكثيف الجهود من أجل إيصال المساعدات الإنسانية واتخاذ التدابير اللازمة لتسهيل ورفع أي حواجز لوجستية أمام تسليم المساعدات الإنسانية بما في ذلك متطلبات التأشيرات والجمارك.
وأعربت الإيجاد عن استيائها من التقارير التي تتحدث عن انتهاكات خطيرة واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي الذي يستهدف الفتيات والنساء، وتدين الانتهاكات المستمرة، وتلتزم في هذا الصدد بالعمل عن كثب مع المجتمع الدولي لوضع آلية قوية للرصد والمساءلة ستكون مفيدة في تقديم الجناة إلى العدالة.
وحثت "الإيجاد" جميع الجهات الفاعلة السودانية على الانخراط في حوار شامل للجميع يملكه ويقوده السودانيون من أجل تحقيق سلام مستدام؛ وفي هذا الصدد، ستبدأ الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي على الفور في عملية مشاركة مدنية تحقق هذه الأهداف.
وتابعت "يلاحظ الجهود الدبلوماسية المختلفة للتوسط في النزاع في السودان، ويؤكد على مركزية الإيجاد في تنسيق المسارات الدبلوماسية المختلفة إلى جانب الاتحاد الأفريقي لمواءمة جميع الجهود في إطار منسق وتعاوني يوضح وحدة الهدف لتحقيق حقيقي واتفاق سلام دائم لشعب جمهورية السودان".
واختتم البيان بإدانة الانتهاكات المتكررة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) كما تجلى في هجمات ونهب البعثات والمباني الدبلوماسية في الخرطوم، ويطالب بحماية هذه المباني في المناطق الخاضعة لسيطرة الأطراف المتحاربة.
وأبدت القمة التي عقدت في أديس أبابا، ترحيبها بقمة دول جوار السودان، التي ستعقد في القاهرة الخميس المقبل 13 يوليو 2023، مشيدة بالدور التكميلي الذي الذي ستلعبه هذه المبادرة في دعم الأهداف المشتركة للجنة الرباعية الدولية المعنية بالتنمية "الإيجاد" من أجل السلام والاستقرار في السودان.
وأعربت "الإيجاد" في بيانها عن تقديرها لجهود الولايات المتحدة والسعودية اللتين ظهر اهتمامهما والتزامهما بالسلام في السودان من خلال محادثات جدة.
وترأس القمة الرئيس الكيني وليام روتو، بمشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي، وبنجامين بول مل، المبعوث الخاص لجنوب السودان، وبانكول أديوي مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، بالإضافة إلى ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والاتحاد الأوروبي وجمهورية مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما حضر الاجتماع السيد يوسف عزت ممثلًا عن قوات الدعم السريع.
و "ايجاد" هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم أيضا كلا من: إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال، وإريتريا، والسودان وجنوب السودان.