شهد مركز الإبداع في قصر الأمير طاز الأثري الصالون الثقافي الجديد لجروب نفرتيتي للوعي الأثري والثقافي،حيث استضاف عدد من خبراء ومسئولي الآثار للحديث عن قضية مهمة جاءت في عنوان الصالون وهي "استرداد الآثار.. معارك ضد جرائم السرقات والتهريب".
حظي الصالون بحضور من محبي الآثار والمتخصصين فيها، خاصة أن موضوعه هذه المرة يمس واقعة مهمة نجحت فيها مصر مؤخرًا في استعادة قطعة أثرية مهمة من الخارج.
الاسترداد يتم بتكاتف الجميع
في البداية تحدث شعبان عبد الجواد رئيس الإدارة المركزية للآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار، مؤكدا أنهم يتابعون صالات مزادات كثيرة جداً في دول العالم،مشيرا إلي أن هذه المتابعة لا تقتصر فقط علي الصالات المشهورة أو المعروفة في الدول الكبري،بل نتابع صالات مزادات في عدة دول،بحيث نكون علي دراية بأي قطع مصرية يتم عرضها للبيع،واتخاذ السبل اللازمة للتعامل معها.
وقال أنهم يتابعون أيضاً المتاحف في عدد من الدول لنفس الغرض،حيث أنه هناك متاحف قد تعرض آثارا مصرية بدعوي أنها حصلت عليها بطريقة شرعية،ويتضح لهذه المتاحف فيما بعد أنها تعرضت للاحتيال في ذلك،مشيرا إلي أن كل جهات الدولة تتعاون في عمليات الاسترداد،حيث أن ذلك لا يتم بمجهود جهة واحدة بل بتكاتف وتعاون الجميع.
وقال عبد الجواد أنهم لجأوا لعقد اتفاقيات ثنائية مع العديد من الدول،وذلك لتلافي أي عوار أو عقبات في الاتفاقيات الدولية المتعلقة باستراداد الآثار،وكنا أول دولة في افريقيا والشرق الأوسط توقع اتفاقية ثنائية مع أمريكا في هذا الشأن،كما وقعنا أيضا اتفاقيات مع دول عديدة أخري منها سويسرا التي تعد من الأسواق الكبري لتجارة الآثار،كذلك وقعنا مع ايطاليا واسبانيا والأردن وبيرو والاكوادور.
وشدد علي أن تسجيل وتوثيق الآثار مهم جدا لحمايتها من السرقة،كون ذلك يكون سند قانوني لي كدولة في المطالبة بها إذا ما سرقت هذه الآثار وخرجت لدول أخري،وعلي مدار السنوات الماضية حققت مصر عمليات عديدة ناجحة في استرداد الآثار من الخارج،وأصبحنا نمتلك خبرة وكفاءات بشرية في هذا المجال،مما جعل عدة دول تطلب منا التعاون ونقل خبراتنا إليهم،وكثير من السفراء الأجانب والعرب في القاهرة طلبوا ذلك بالفعل.
السرقة من أيام المصري القديم
وفي كلمته قال أ.د.ميسرة عبد الله أستاذ الآثار المصرية ونائب المدير التنفيذي لهيئة متحف الحضارة أنه شارك في كثير من القضايا الخاصة باستراداد الآثار من الخارج، وذلك عبر معاينتها وابداء الرأي العلمي والأثري فيها، حيث قال أن الآثار التي تسرق إنما هي جزء من هويتنا الثقافية والتاريخية.
وكشف أن التعدي علي الأثار وسرقتها موجود منذ أيام المصري القديم وليس في العصر الحديث فقط،حيث أن الآشوريين كانوا يأخذون الآثار والتماثيل المصرية من معبد الكرنك الي مملكة آشور كنوع من تأكيد السيطرة،وهو ما جعل المصريين يحترمون بطليموس الأول كثيراً،لأنه أعاد هذه التماثيل الي مصر مرة أخرى.
وقال أن مسلة المطرية من عهد تحتمس الثالث نقلت سنة 3 م الي الإسكندرية ونقلت منها سنة 11 م إلي روما،والتي توجد فيها بمفردها 18 مسلة مصرية،حيث أن الرومان نقلوا المسلات المصرية إلي روما،وذلك كنوع من الانتصار علي مصر،بسبب أن المصريين كانوا أكثر من اذل الرومان واذاقهم الهزيمة.
حماية التراث حلقات متصلة
من جانبه قال اللواء د.أحمد عبد الظاهر المدير السابق لإدارة مباحث شرطة السياحة والآثار أن القوانين الوطنية لها دور كبير في حماية الآثار،مشيرا إلي أن عملية حماية التراث عامة عبارة عن حلقات متصلة،تبدأ من إجراءات حماية الآثار داخل مصر، وتنتهي في خروجها الي دول أخري بطريقة غير شرعية وإستعادتها عبر إدارة الآثار المستردة.
وكشف أننا نستفيد من القضايا المختلفة في معرفة أوجه القصور في كيفية سرقة وخروج القطع،لتلافي ذلك والعمل علي عدم تكراره،موضحا أن تسجيل الآثار مهم جدا لمواجهة سرقتها سواء بالداخل أو الخارج،موضحا أن تجارة الآثار هي الأولي علي مستوي العالم،ومصر من أقدم الدول في حماية آثارها والحفاظ عليها بإصدار القوانين المنظمة لذلك.
وأوضح أن الآثار التي خرجت بشكل شرعي من مصر قبل 1983 من الصعب استردادها،وهناك 12 ألف قطعة آثار فقدتها مصر بسبب تصرفات الحائزين الغير مسئولة،حيث كانت الحيازة باباً خلفيا لتهريب وسرقة الآثار،وهو ما واجهته تعديلات قانون الآثار في السنوات الأخيرة بعدة نقاط واجراءات وفرت للقائمين علي الآثار مزيداً من الرقابة علي الحائزين وما لديهم من آثار منذ سنوات طويلة.
وقال عبد الظاهر أن منظومة تأمين الآثار حالياً وخاصةً في المخازن ومنذ عدة سنوات تتم علي أعلي مستوي،حيث يتم تدريب الحراس ومراقبي الأمن في الآثار والمواقع المختلفة علي أعلي مستوي،بحيث نضمن أعلي درجة من تأمين الآثار،والمواطن حارس بلا أجر علي الآثار،حيث أن كل المواطنين لهم دور كبير حماية الآثار، ولذلك وجبت توعيتهم بأهميتها وضرورة الحفاظ عليها،وهو ما وافقه عليه الضيفان الآخران، حيث إجتمعوا علي أهمية فكرة التوعية بين المواطنين للحفاظ علي الآثار .