خصصت الأمم المتحدة يوم 11 يوليو من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للسكان وهي فعالية سنوية تهدف إلى إذكاء الوعي بالقضايا المتعلقة بالسكان.
وأُعلن عن هذا اليوم لأول مرة من قبل المجلس الحاكم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 1989 من وحى يوم 11 يوليو 1987، الذي وصل عدد سكان العالم فيه إلى خمسة مليارات نسمة تقريبا.
ويعتبر اليوم بمثابة منصة لتعزيز التنمية المستدامة والتصدي للتحديات المرتبطة بالنمو السكاني، خاصة في وقت وصل عدد أفراد الأسرة البشرية إلى رقم غير مسبوق تجاوز 8 مليارات نسمة
و فى أحدث احصائيات لأمم المتحدة، قالت إن النساء يشكلن 49.7٪ من سكان العالم، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهل النساء والفتيات في المناقشات حول التركيبة السكانية التي غالبا ما تنتهك حقوقهن في السياسات السكانية.
ويترتب على هذا الظلم المتفشي ضد النساء إلى إقصاهن من التعليم والمدرسة الأساسية، والقوى العاملة والمناصب القيادية؛ ويحد من مهماتهن وقدراتهن على اتخاذ القرارات التي تتعلق بصحتهن وحياتهن الجنسية والإنجابية؛ كما ويزيد من تعرضهن للعنف والممارسات الضارة والتسبب في وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، حيث تموت امرأة كل دقيقتين بسبب الحمل أو الولادة.
وقالت الأمم المتحدة فى بيانها الصادر بمناسبة اليوم العالمى للسكان،يجب علينا النهوض بالمساواة بين الجنسين لخلق عالم أكثر عدلًا ومرونة واستدامة. إن مهارات النساء والفتيات وإبداعاتهن ومواردهن وقوتهن أمرًا أساسيًا لمواجهة التحديات الديموغرافية، وغيرها من التحديات التي تهدد مستقبلنا بما في ذلك تغير المناخ والصراعات.
ويشدد تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان عن حالة سكان العالم لعام 2023 على أهمية تمكين النساء والفتيات في ممارسة الاستقلال الذاتي في حياتهن وأجسادهن، الأمر الذي يساهم في ازدهار حياة النساء وحياة أسرهن.
ويوفر صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال بياناته وخبراته وقصصه الإنسانية الداعمة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، ويمنحنا اليوم العالمي للسكان فرصة لتسليط الضوء على الحاجة إلى تعزيز المساواة بين الجنسين للمساعدة في تحقيق أحلام 8 مليارات نسمة على كوكبنا.
الاتجاهات السكانية العالمية
استغرق وصول عدد سكان العالم إلى مليار نسمة مئات الآلاف السنين، ثم زاد سبعة أضعاف في خلال 200 سنة فقط. ففي عام 2011، وصل عدد سكان العالم إلى سبعة مليارات نسمة، وبلغ ذلك العدد 7.9% مليار نسمة في عام 2021، ومن المتوقع أن يصل إلى زهاء ثمانية ونصف مليار نسمة في عام 2030، كما يُتوقع أن يزيد عن 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050، وأن يصل إلى 10.9 مليار نسمة في عام 2100
وكانت زيادة عدد من وصلوا إلى سن الإنجاب هي السبب وراء هذا النمو في عدد السكان، كما صاحبت هذا النمو تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسريع الهجرة. وسيكون لهذه الاتجاهات آثار طويلة الأمد على الأجيال المقبلة.
أسباب الزيادة السكانية
التغيرات هائلة في معدلات الخصوبة وكذلك متوسط العمر. ففي أوائل السبعينيات، كان متوسط عدد الأطفال لكل امرأة هو 4.5 طفل، وبحلول عام 2015 انخفض إجمالي الخصوبة للعالم إلى أقل من 2.5 طفل لكل امرأة. وفي الوقت نفسه، ارتفع متوسط العمر على الصعيد العالمي، من 64.6 سنة في أوائل التسعينات إلى 72.6 سنة في 2019.
وبالإضافة إلى ذلك، يشهد العالم مستويات عالية من التحضر وتسارع الهجرة. وكان عام 2007 هو أو عام يزيد فيه عدد سكان المناطق الحضرية عن عدد سكان المناطق الريفية. ومن المتوقع أن يعيش حوالي 66% من سكان العالم في المدن بحلول عام 2050.
هذه الاتجاهات الهائلة لها آثار طويلة الأمد. فهي تؤثر في التنمية الاقتصادية والعمالة وتوزيع الدخل والفقر والحماية الاجتماعية. كما أنها تؤثر في الجهود المبذولة لضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية والتعليم والإسكان والصرف الصحي والمياه والغذاء والطاقة. ولتلبية احتياجات الأفراد بشكل أكثر استدامة، يجب أن يطلع صانعو السياسات على عدد من يعيشون على الأرض وأماكنهم وعدد من سيخلفونهم فيها
في محاولة للفت الانتباه إلى الاتجاهات السكانية العالمية وآثارها.. وللتذكير بالحاجة الملحة للتعاون والعمل لضمان مستقبل مزدهر للبشرية.. ولزيادة الوعي بقضايا السكان العالمية وتأثيرها على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية يحتفل العالم باليوم العالمي للسكان.
- معدل نمو السكان في العالم
ترجع الأمم المتحدة زيادة النمو السكاني إلى التطور الحادث على مختلف الأصعدة، إذ أن البشر أصبحوا يعمرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية وتوفر الرعاية الصحية والأدوية.
في منتصف نوفمبر عام 2022 أعلن تقرير حالة سكان العالم 2023 وصول عدد سكان الكرة الأرضية إلى 8 مليارات نسمة بارتفاع بلغ أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بما كان عليه في منتصف القرن العشرين، إذ كان يقدر بنحو 2.5 مليار شخص في عام 1950، وازداد بمليار فرد منذ عام 2010 وبمليارين منذ عام 1998.
ومن المتوقع أن يواصل معدل النمو السكاني على هذا المنوال ليرتفع بنحو ملياري فرد خلال السنوات الثلاثين المقبلة ليصل إلى 9.7 مليار بحلول عام 2050، كما أنه من المرجح أن يبلغ ذروته بما يقرب من 10.4 مليار في منتصف العقد الثامن من هذا القرن.
ويتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بما يقرب ملياري فرد في الـ30 عاما المقبلة، وهذا يعني أن يزيد سكان العالم من 8 مليارات في الوقت الراهن إلى 9.7 مليار مع حلول عام 2050، وأن يصل العدد إلى 10.4 مليار في منتصف العقد الثامن من هذا القرن.