الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إمام وعاشور

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عيلة صالح أساطير والأهلاوية عليها بتغير، هتاف مُحرف، لا يتوقف لساني الساكن فوق فكي وتحت فكي عن نطقه، الهتاف الأصلي كان سبا في صالح سليم ونسله، ألا تبت كل ألسنتهم، ألا تبت أرجلهم وحُرمت أناملهم على عشب التتش الأخضر، فمن يُهيِن لا يُشرَف، ومن يسب صالح لا يصلح، هذه ليست مبادئ إنما دفاعا عن أسطورة راقدة تحت التراب، ولو كانت فوقه لقطعت بيدها ألسنتهم وأرجلهم وحرّم على أجسادهم جنة الأهلي.

أقولها بكل قناعة، تلك العائلة تستحق من أساطير ناديهم انتصارًا، إعلاءًا لاسم صالح ونسله، مصونةً لتمثاله المنتصب في قلب الجزيرة، فالاعتراف بالتاريخ والانتصار له، ليس بصخرة منحوتة ترسم وجه وجسد، إنما بكبرياء وعزة واسم لا يُمس ولا يُهان، فصالح وطن والوطن لا يُخان، لا تخونوا عهد آل سليم، أرجوكم كفاكم تفريطا في حق هذا الرجل.

صفقة إمام عاشور، وقبل كل شيء، أعترف بأهلاويتي، وأنا الذي بكى طفلًا وشابًا بسبب الأهلي، أتذكر بكائي كالطفل، وأنا ذلك الطالب الجامعي، الذي سمع نحيبه عم محمد الساكن بعدنا بخمسة بيوت، ارتميت على سريري موصدا باب غرفتي، دفنت وجهي في وسادتي الخالية، ولعنت تلك الرأس التي أبكت رجلا شاربه يغطي شفتيه، ولكني عدت معتذرا فلم أبكي بسبب سيد عبدالنعيم، ما أبكاني هو حبك يا أهلي، ما أبكاني هي خسارتك وانكسارك، وأنا الذي لا يقبل الأهلي منكسرا، فهذا الكيان خُلق ليَسعَد ويُسعَد.

نعود حسنا للحديث عن عاشور، وأعلن رفضي تلك الصفقة، -وإن تمت سأتعامل معها بمهنيتي التي لا يمتزج معها حبي للأهلي مهما كان- فقط أجيبوني كيف لرجل سب صالح سليم وكل أهلاوي في بيته، أن يدخل بيوتهم ويمجدوه، كيف لمن كسر قواعد الأخلاق واعتدى بالضرب على أسطورة أهلاوية في الإمارات، أن تمنحه فرصة مجاورة الأساطير، كيف لمن أهان الأهلي أن يدخله، حتى وإن عاد معتذرا، هو رجل سخّر لسانه ويده وقدمه لإهانة الأهلي، وبعدها اعتذر للجميع إلا عائلة صالح سليم، ولو كان الأمر بالاعتذار، فالحضري ملأ الدنيا اعتذارات ودموع وتوسلات.

غريبة هي الدنيا، هل تتذكرون حسام عاشور، ذلك الرجل الذي قضى 16 عاما خادما للأهلي، 16 عاما لا يُحرك سوى قدمه داخل الملعب، لسانه لا يعرف إلا كلمة نعم، منحه الأهلي تاريخا وشهرة، ومنح الأهلي عمره بحب وإخلاص، اليوم عاشور خارج الأهلي منبوذًا، مكروهًا من جمهوره، وإمام الذي أهان سيدخله على حصان عربي، ويحمله الجمهور على الأعناق.

حسام الذي لم ينطق إلا بطلب الاستمرار، عاشور كل خطيئته أنه رغب في البقاء، حسام لم يسب صالح، ولم يُهين الأهلي، عاشور قال إن خلافه مع أشخاص في الأهلي، وليس الأهلي، فهو بيته الذي كان وسيظل، هذا الرجل استحال شيطانًا، وإمام استحال ملاكا، كلاهما عاشور ولكن الميزان اختل.