منطقة القلالي هي منطقة رهبانية قديمة تقع غرب الدلتا وقد تأسست عند ازدحام منطقة نتريا بالرهبان بناءً على نصيحة القديس الأنبا أنطونيوس للأنبا آمون، وكان سكن المتوحدون فيها فى قلالي أو منشوبيات متباعدة للحفاظ على حياة الوحدة، وباب المنشوبية يكون عادة فى الحائط القبلي ويفتح على فناء به بئر للشرب وري حديقة المنشوبية التى يزرعها ليأكل منها، وفى الجانب الشرقي الذي يتركز فيه مباني المنشوبية نجد صالة المدخل وبجوارها مضيفة للزوار وبجانبها حجرة للتلميذ وبجوارهما المطبخ ثم حجرة الصلاة التى تكون دائمًا صغيرة وباب آخر يؤدي إلى جناح المتوحد وبه حجرة كبيرة للعمل اليدوي (مقاطف، حصير، نسيج، مخطوطات ومخزن.
وفى بعض الأحيان كانت جماعة من الرهبان من أبناء حرفة واحدة أو قرية واحدة يسكنون فى منشوبيات متجاورة متعاونة، فتكون كل مجموعة منشوبيات جيرة متناسقة، ويتوسط هذه المنشوبيات كنيسة يجتمعون فيها للصلاة، وبجوارها مبنى مائدة يتناولون فيها الطعام فى شركة، مع ملحقات أخرى مثل الفرن وآبار المياه، وصالة الاٍجتماعات وحجرات مخازن والبئر والفرن.
وقد ظلت المنطقة عامرة لقرون حتى تخربت تحت وطأة الاعتداءات على الرهبان مما اضطرهم للعيش فى الأديرة ذات الأسوار. ومنذ ثلاثينات القرن الماضى بدأت الدراسة الأثرية للمنطقة والتنقيب فى آثارها الثرية.
فى العصر الحديث أطلقت الدولة بداية من الخمسينات عدة مشروعات استصلاح زراعي كبيرة لصحراء منطقة غرب الدلتا كمشروعات مديرية التحرير والنوبارية.
وقد سكنها العديد من المستصلحين والعمال الأقباط، وفى بداية الثمانينات وأثناء قيام نيافة "الأنبا باخوميوس" مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية بالبحث عنهم لخدمتهم روحيًا فى هذه المناطق المتسعة عثر على هذه الآثار ثم قرأ عنها فى مجلات أجنبية. فاشترى أرضًا قريبة منها وأسس عليها كنيسة بسيطة لخدمة عمال المزارع، واقتداءً بنموذج قداسة "البابا كيرلس السادس" فى تعمير منطقة أبو مينا فى مريوط، أنشأ هذا الدير بجوار المنطقة الأثرية لإعادة إعمارها رهبانيًا وعمرانيًا.