أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي حملة "علشان ولادكم.. احسبوها صح " للتوعية بقضايا الأسرة والسكان والتنمية وينفذها برنامج وعي للتنمية الاجتماعية، في اطار خطة رفع الوعي لدي الفئات الأولي بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التي تؤثر علي أعمال التنمية التي تسعي الدولة لتحقيقها.
وتهدف الحملة إلي دعم الرأي العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولي بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التي تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتنشر البوابة نيوز، قصة أمل فاضل مرسي، إحدى مستفيدات دعم تكافل بالاسكندرية، والتى مكّنها الدعم من الحصول على شهادة ليسانس الحقوق، بعد أن ظلت سنوات لا تستطيع الحصول عليها، كما ساعدها في أن تحصل لطفليها على إعفاء من مصروفات التعليم.
أمل، التى ترى أن الأسرة الصغيرة تضمن بقاء أطفالها في التعليم، وتمتعهم بحقوقهم في الرعاية الصحية وفي الاستمتاع بطفولتهم، لا تعتبر دعم تكافل "نواية تسند الزير"، بل تستثمر تلك الجنيهات في فتح باب رزق لها ولطفليها ولزوجها.
"تكافل حول هوايتي لباب رزق"
أمل فاضل، صاحبة الـ32 عاما، لها قصة غريبة مع كلية الحقوق التى التحقت بها قبل نحو 15 سنة، وكان من المفترض أن تحصل على الليسانس في 2013 أو قبلها بقليل، لكنها لم تستطع اجتياز اختبارات بعض المواد في سنوات الدراسة الأربعة، التى تراكمت في السنة الدراسية الأخيرة لها، كما تراكمت عليها الرسوم الدراسية لبعض السنوات، وبقى هذا الوضع لسنوات، وتزوجت أمل ولم تكن معها السعة لتدفع الرسوم وتجتاز الاختبارات المتبقية لها.
تقول أمل: "زوجي شغال باليومية ومالوش دخل ثابت، ومعايا محمد في سنة رابعة ابتدائي وريماس أصغر منه، في سنة ثانية، ولما قدمت على تكافل وكرامة، أخدته على طول، باخد 550 جنيه، ممكن يكون المبلغ قليل بالنسبة لناس كتير، لكن بالنسبة لي خلاني أدفع الرسوم الدراسية المتراكمة اللى وصلت 2000 جنيه، وكمان أمتحن مادة الفرنساوي اللي كانت فاضلة لي، واستلم شهادة الليسانس، رغم إني عارفه إني مش هقدر أشتغل في المحاماة، لأن طريق المحاماة يحتاج تدريب لسنوات طويلة وأنا محتاجة أراعي أولادي وأتابع مذاكرتهم".
بجنيهات تكافل فكرت أمل في أن تعود لهوايتها في التطريز اليدوي، والتى تعلمتها من والدتها وخالتها، قائلة: "بجيب مفارش الطرابيزات جاهزة، وأنا أطرزها بيدي بالخرز، على رسومات المفرش نفسه، أو بأي شكل أحبه، باشترى المفرش بحوالي 20 أو 30 جنيها حسب الرسمة، وأشترى الخرز بأنواعه: التفسيرة والألماظ واللولي، والكيلو بيتراوح مابين 50 إلى 60 جنيها، حسب خامة الخرز، وكل الخامات دي باشتريها من فلوس تكافل، لأنها باسمي أنا وأنا المسئولة عنها، لكن تسويق المشغولات اليدوية ضعيف شوية".
"تكافل مش بس فلوس ..والزوج بيستفيد منه"
تتردد أمل فاضل كثيرا على الوحدة الاجتماعية بالسيوف، التابعة لسكنها بالاسكندرية، وتستفسر دائما عن الجديد من المزايا، التى تخصصها الدولة للمستفيدين من الدعم النقدي المشروط "تكافل وكرامة" من الرائدات الاجتماعيات أبلة وفاء وأبلة بسمة، ومن مديرة الوحدة الأستاذة حنان، وعرفت أن بامكانها أن تذهب إلى مدرسة طفليها، وتطلب إعفائهما من الرسوم الدراسية على اعتبار أنها مستفيدة تكافل، وتأخذ بيانا مختوما من الوحدة بما يؤكد هذا، وتقدمه للمدرسة.
تقول أمل: "تكافل مش بس فلوس، لا ..هو بيوفر عليّ مصاريف كتير، كنت لازم هدفعها لو أنا مش مستفيدة تكافل، بيعفيني من مصاريف المدرسة، وكمان بأخذ بطاقة تموين، وكمان باخد كراسة متابعة صحية لي ولأولادي، وبنروح نكشف مجانا في الوحدة الصحية وكمان لو محتاجين علاج بنصرفه من عندهم مجانا ووسائل تنظيم الأسرة مجانا، وفي مزايا تانية زى محو الأمية مجانا".
لا تشعر أمل وحدها بمردود دعم تكافل على أسرتها، وتوضح:"جوزي بيقول لي تكافل وكرامة شايل من عليّ حاجات كتيرة، لان حتى لو الست لوحدها هي اللي بتاخده فهي الدراع الثاني للراجل، وهم الاثنين بيكملوا بعض، فصعب قوي إني أقول إن أنا استفدت بيه لوحدي، بقى لي ثلاث سنين باخد تكافل وكرامة، ساعدتني الفلوس دي في اني اجيب الخامات الاساسيه لشغل، وكمان بجيب حاجات ناقصاني، وساعدني في تعليمهم واني أديهم دروس كمان عشان يفضلوا شاطرين، واجيب لهم حاجات ناقصاهم من الادوات المدرسية".
"تكافل ساعدنى آخد شهادتى وكمان أعلم ولادى"
تعرف أمل مواعيد أنشطة الوحدة الاجتماعية لمستفيدي تكافل وكرامة، من خلال رسائل الواتس آب التى ترسلها لها ولكل المستفيدات الرائدات الاجتماعيات، وتقول: "أبلة آية مكلفة الخدمة العامة بالوحدة في الوحدة الاجتماعية بيعملوا لنا ندوات في التربية الأسرية الإيجابية، وبيعرفونا إزاي نتعامل مع اللي حوالين مننا ونمتص غضبهم ونتفاهم معاهم، وإزاي نتعامل مع الأطفال ونتكلم معاهم باستمرار ونصاحبهم، وإزاى نهتم بتغذيتهم ونأكلهم الأكل الصحي المتوازن وخصوصا أكل البيت".
وهي مقتنعة بتنظيم الأسرة: "ربنا رزقني بولد وبنت، وكده حلو قوي، بس أعرف أربيهم وأكبرهم، دي لوحدها كفاية قوي".
متابعة ولادي في المدرسة وفتحت لي باب رزق:
ترى أمل أن متابعة طفليها في المدرسة أمر مهم، لمتابعتهما في الدراسة، وخلال ترددها هناك جاءتها فكرة أن تصنع بعض المعجنات وتبيعها للمعلمين.
"بفلوس تكافل برضه اشتريت دقيق وزيت وزبدة، وبدأت أعمل مشروع غير التطريز، أعمل معجنات زي المخروطة والفطير المشلتت والكسكسي، بعملها في البيت بمساعدة والدتي طبعا، لان الحاجات دي بتبقى محتاجة كذا إيد تساعد، باعملها وبروح أبيعها بنفسي لمدرسين في المدرسة، وبقيت أقول لهم أنا عندي كذا وهم بيطلبوا مني، بدأت بالمدرسة بتاعة ابني عشان اعرف أدخلها، وبعد كده بقيت أروح أماكن تانية، وكله بيزود دخلي، وأهم حاجة إنى باشتغل وولادي في المدرسة، ولما يرجعوا بكون في البيت، وأقدر أتابعهم برضه وأكون معاهم".