السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

واشنطن بوست: القمة السنوية لحلف الناتو بمقدورها أن تحدد ملامح عقد من الأمن الغربي

الناتو
الناتو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه منذ تأسيسها في عام 1949 من جانب الولايات المتحدة وكندا وعدد قليل من الحلفاء الأوروبيين، كان هدف منظمة حلف شمال الأطلنطي هو ردع ما وصف بالعدوان السوفيتي، وهو الهدف الذي بدا وكأنه عفا عليه الزمن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي - على الأقل بالنسبة للبعض - فيما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عام 2019 بأن "ما نشهده حاليا هو الموت الدماغي لحلف الناتو".
وذكرت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإليكتروني اليوم /الأحد/ - أنه الآن، بينما يستعد الرئيس بايدن و30 من زعماء التحالف الآخرين للاجتماع في قمتهم السنوية، يساور الشك القليلون في الدور الحاسم للكتلة كحصن ضد ما وصفته الصحيفة بالعدوان الإمبريالي الجديد لروسيا.. وعندما تنعقد القمة بدءا من يوم بعد غد الثلاثاء، في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لن يكون الهدف أقل من "الإصلاح الأكبر لردعنا الجماعي والدفاع منذ الحرب الباردة"، كما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج.
واعتبرت الصحيفة أن ستولتنبرج بهذا التصريح يقلل من أهمية القضية، لأن ما يحدث في فيلنيوس ربما يضع أوروبا على الطريق لنحو عقد أو أكثر من الترتيبات الأمنية الدائمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوقيت ليس جيدا لمثل هذا الاجتماع عالي المخاطر.. فبينما تتراجع أوروبا عن أكبر حرب لها منذ ثمانية عقود، ومع مواجهة أعضاء الناتو في الخطوط الأمامية للسيناريو الذي أصبح معقولا بشكل متزايد للهجمات الروسية المستقبلية، فإن معظم الاقتصادات الكبرى في الغرب تكافح في مواجهة تهديد أو واقع الركود.. وحتى لو قامت هذه الكتلة المكونة من 31 دولة بوضع خطط قوية لدعم روابطها الضعيفة، فسيكون من الصعب على الأعضاء دفع ثمن الالتزامات التي تعهدوا بها.. وكما هو الحال الآن، فإن ثمانية فقط من أصل 31 عضوا حققوا هدفهم المتمثل في إنفاق 2 % من إجمالي الناتج الاقتصادي السنوي على الدفاع.
وأضافت واشنطن بوست أنه من المرجح أن يستمر هذا الخطر بعد ما وصفته بالحرب غير الشرعية في أوكرانيا -وقتما تنتهي- وستكون معالجته على رأس جدول أعمال فيلنيوس.. إن ضمان الأمن الجماعي لحلف الناتو - والذي بموجبه يتعهد جميع الأعضاء بالرد على أي هجوم على أحدهم- يعني أنه لا يمكنه تلبية رغبة كييف في الانضمام دون جر الحلف إلى الحرب ضد روسيا.. لكن يمكن للقادة بل ويتعين عليهم صياغة خطط ملموسة وطويلة الأجل لمنح أوكرانيا أسلحة وتدريبا وذكاء على أعلى مستوى.
وقالت الصحيفة إن إدارة بايدن وحلفاءها الرئيسيين في الناتو بدأوا بالفعل الاستعداد لالتزام متعدد السنوات. 
وكانت هذه هي أهمية قرار الرئيس بايدن هذا الربيع بالسماح للطيارين الأوكرانيين ببدء التدريب على طائرات مقاتلة أمريكية من طراز إف-16، والتي قد يتم توفيرها بداية من العام المقبل.. كما شرعت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون في جهود منسقة لزيادة إنتاج قذائف الهاوتزر، التي انخفضت إمداداتها حيث تبادلت أوكرانيا وروسيا قذائف مكثفة منها لأكثر من عام.
وفي غضون ذلك، أطلق الرئيس الأمريكي دعوة صارمة ولكنها صحيحة - وفقا للصحيفة - هذا الأسبوع بالموافقة على سد فجوة الذخيرة عن طريق إرسال آلاف الذخائر العنقودية إلى كييف، والتي من المتوقع أن تساعد القوات الأوكرانية على اختراق الخطوط الروسية الراسخة بشدة.. وتم حظر استخدامها من قبل بعض حلفاء الناتو الرئيسيين، لأن القنابل الفاشلة التي تُترك في ساحة المعركة تشكل تهديدا للمدنيين.. لكن روسيا استخدمتها بشكل مكثف في أوكرانيا، وإدارة بايدن ملزمة قانونا بتصدير قذائف ذات معدل تفجير منخفض للغاية.
ومضت الصحيفة تقول إن التأكيدات التي تحتاجها أوكرانيا من الناتو عاجلة، ولكنها ليست البند الوحيد الملح على أجندة فيلنيوس.. فمن الأهمية بمكان أن يوافق الحلف أيضا على خطط ليس فقط لإبطاء الهجمات الروسية المستقبلية المحتملة على أعضائه في الخطوط الأمامية، بل صدها أيضا، إن دول البلطيق في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا إلى جانب بولندا، هي الأكثر عرضة للخطر.. ومن شأن ذلك أن يمثل محورا استراتيجيا رئيسيا، حاسما لمصداقية الناتو.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إن الحقيقة غير السارة هي أن الغرب يواجه سباق استعداد.. فلا تزال البحرية والقوات الجوية والغواصات الروسية تواجه تهديدات هائلة - وجيشها، على الرغم من استنفادها بشدة بسبب الحرب في أوكرانيا، قد تكون قادرة على إعادة بناء نفسها في أقل من ثلاث سنوات، وفقا لمسؤولي الدفاع في الناتو.. وهذا أيضا هو الحد الأدنى من الوقت الذي سيحتاجه التحالف لتعزيز الوحدات في دول خط المواجهة بالقوة والأرقام والبنية التحتية التي من شأنها إقناع الكرملين بأن العدوان في المستقبل سوف يفشل وأنه حان الوقت للبدء الآن.