الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

تعرف علي سر الإفخارستيا في الكنيسه الكاثوليكية

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستعرض البوابه في هذا التقرير سرّ الافخاريستا في الكنيسه الكاثوليكيه حيث يكون  المسيح حاضرًا في سرّ الإفخارستيا، بتحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وبتكريس الخبز والخمر يتحوّل كلٌ جوهر الخبز إلى جوهر جسد المسيح ربّنا، وكل جوهر الخمر إلى جوهر دمه. هذا التغيّر، قد أصابت الكنيسة بتسميته التحوّل الجوهري:

الاستحالة الجوهرية Transbstantiation. مصطلح لاتيني اعتمد على فلسفة أرسطو التي تميِّز بين الجوهر والعَرَض، لأن تحول μεταβολή الجوهر ούσις إلى جوهر جسد المسيح  ودمه مع بقاء الأعراض συμβεβηκότα للخبز والخمر، إذ تبقى أعراض الخبز والخمر بلا تغيير، وظهر لأول مرّة في رسالة Cum Marthae circa إلى يوحنّا أُسقف ليون، مؤرخ في 29 من شهر نوفمبر لسنة 1202م:
أ‌- صيغة سرّ الإفخارستيا:
لقد سألت، فيما يتعلّق بصيغة الكلام الذي فاه به المسيح نفسُه عندما حوّل الخبز إلى جسده ودمه، من أضاف هذه الكلمة في قانون القدّاس الذي تستعمله الكنيسة بمجملها، هذه الكلمة التي لا نقرأ أنّ أحد الإنجيليّين استعملها وهذه الكلمة في قانون القدّاس هي "سرّ الإيمان"، وقد أُدرجت في كلام المسيح.
لا شكّ في أنّنا نرى أشياء كثيرة من أقوال للمسيح  وأعمال، أغفلها الإنجيليّون وأتمّها – على ما نقرأُ- الرّسل شفهيًّا، أو عبّروا عنها بعملهم.
فهذه الكلمة التي حملت أخوّتك على طرح السؤال، أيّ "سرّ الإيمان" ذهب البعض إلى أنّهم يجدون فيها دعمًا لبدعة، قائلين بأن سرّ الهيكل ليست حقيقة جسد المسيح ودمه هي الحاضرة، بل هنالك صورة فقط، وظاهرة ورمزٌ، وذلك لأن الكتاب المقدّس يشير أحيانًا إلى أن ما يُقدّم على الهيكل هو سرّ ومثال. ولكنّ هؤلاء قد علقوا في شرك الضلال لأنّهم لا يفقهون سلطة الكتاب المقدّس كما ينبغي، ولا يتقبّلون أسرار الله باحترام، فهم يجهلون الكتاب المقدّس كما يجهلون قدرة الله «أَنتُم في ضَلالٍ لأَنَّكُم لا تَعرِفونَ الكُتُبَ ولا قُدرَةَ الله» (مت22: 29).
 

ويُقال مع ذلك " سرّ الإيمان"، لأن ما يؤمن به فيه شيءٌ وما يُرى شيءٌ آخر، وما يُرى شيءٌ، ويؤمن به شيءٌ آخر. فتُرى أعراض الخبز والخمر، ويؤمن بحقيقة جسد المسيح ودمه، كما هي الحال في قوّة الوحدة والمحبّة.


ب‌- عناصر الإفخارستيا: 
ومع ذلك يجب التمييز الدقيق بين ثلاثة أمور مختلفة في هذا السرّ، أيّ الصورة المنظورة، وحقيقة جسد المسيح، والقوّة الروحيّة. الصورة هي أعراض الخبز والخمر، والحقيقة هي حقيقة الجسد والدّم، والقوّة هي قوّة الوحدة والمحبّة. 
الأمر الأوّل "سرّ ولا حقيقة" والثاني "سرٌّ وحقيقة"، والثالث "حقيقة ولا سرٌّ". إلّا أن الأوّل سرٌ بحقيقة مزدوجة؛ والثاني سرٌّ من جهة وحقيقة أُخرى؛ والثالث حقيقة سرٍّ مزدوج. فنحن نعتقد أنّ صيغة الكلام كما وردت في قانون القدّاس، نقلها الرّسل عن المسيح، ونقلها خلفاؤهم عنهم.


فالماء الممزوج بالخمر في ذبيحة القدّاس:
سألت أيضًا هل يتحوّل الماء كالخمر إلى دمّ. إنّ آراء المدرسيّين تختلف في هذا الموضوع فالبعض يرى أنّه، إذا كان السرّان الرئيسانِ قد خرجا من جنب المسيح، سرّ الفداء في الدم، وسرّ التجديد في الماء، فالخمر والماء الممتزجان في الكأس يتحوّلان بالقوّة الإلهيّة . ومع ذلك يُمكن القول بأن الماء لا يُصبح خمرًا، بل تحتويه أعراض الخمر السابق.

 

ولكنّه من الكفر أن يُذهب مذهب مَن تجرّأوا وقالوا بأن الماء يتحوّل إلى نُخامة [ما يدفعه الإنسان من صدره أو أنفه] فبين الآراء التي ورد ذكرها آنفًا يكون الأقرب إلى الصواب منها الرأيّ الذي يقول بأن الماء ستحوّل مع الخمر إلى دم
وأيضًا ثان مرّة في رسالة In quam nostra إلى أوغو أُسقف فرّارا، مؤرّخ في يوم 5 من شهر مايو لسنة 1209م:
- الماء الممزوج بخمر القدّاس:
تقول بأنّك قرأت في إحدى رسائلنا القراريّة المؤرخة بتاريخ 29 من شهر نوفمبر لسنة 1202م أنّه من الكفر أن يُذهب مذهب من تجرّأوا وقالوا إنّ الماء يتحوّل إلى نخامة في سرّ الإفخارستيّا؛ إنّهم يقولون خطأ بأنّ ما خرج من جنب المسيح ليس ماءً، بل في خِلط سائل. ولئن قدّمت أن هذا ما رآه رجل عظماء وثقات، فمضيت في إثرهم حتى الآن بالقول والكتابة، فالأسباب التي تجعلنا نرى خلاف ذلك ستُكرهُك على تبنّى رأينا...فلو لم يكن ما خرج من جنب المخلّص ماءً بل نخامة، لما قال الذي رأى وشهد للحقّ بأنّ "ماء" بل بأنّه نُخامة.
«لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء. والَّذي رأَى شَهِد، وشَهادَتُه صَحيحة، وذاك يَعلَمُ أَنَّه يَقولُ الحَقَّ لِتُؤمِنوا أَنتُم أَيضًا» (يو19: 34و 35).
فيبقى إذن أن هذا الماء، سواءٌ كان طبيعيًّا أو عجائبيًّا صادرًا بطريقة جديدة عن القوّة الإلهيّة، أو مُستخرجًا من مقوّمات أحد الأقسام، فهو ماءٌ حقيقيّ بغير شك 
- يكون المسيح حاضرًا في سرّ الإفخارستيا، بتحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وبتكريس الخبز والخمر يتحوّل كلٌ جوهر الخبز إلى جوهر جسد المسيح ربّنا، وكل جوهر الخمر إلى جوهر دمه. هذا التغيّر، قد أصابت الكنيسة بتسميته التحوّل الجوهري =2:

وثالث مرّة في وثائق مجمع اللاتران الرابع المسكوني المنعقد من 11 حتى 30 من شهر نوفمبر لسنة 1215م برئاسة قداسة البابا إنّوقنطيوس الثالث (1198- 1216م) = الفصل الأوّل: الإيمان الكاثوليكيّ تحديدات إيمانيّة في وجه الألبيجيّين والكاتارّ: 
«المسيح نفسه كاهن وذبيحة، هو الذي يحضر حضورًا حقيقيًّا بجسده ودمه، في سرّ الهيكل، تحت أعراض الخبز والخمر، على أنّ الخبز يتحوّل جوهريًّا إلى جسد والخمر إلى دم، بالقدرة الإلهيّة، حتى إذا أُتِمّ سرُّ الوحدة، ننال نحن منه ما نال هو منّا. ولا شكّ في أن هذا السرّ لا يستطيع أن يحقّقه إلّا الكاهن الذي رُسم شرعيًّا بحسب سلطة مفاتيح الكنيسة التي منحها المسيح نفسه للرسل وخلفائفهم 
ورابع مرّة في قرار Transiturus de hoc mundo مؤرخ بتاريخ 11 من شهر أغسطس لسنة 1264م: 
ولكن في ذكرى المسيح السريّة هذه يسوع المسيح حاضرٌ بيننا، حاضرٌ بجوهره وإن كان ذلك الحضور على وجه آخر. فقبل أن يصعد إلى السماء قال للرسل ولخلفائهم: «وهاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت28: 20)، وشدّدهم بوعده الخيّر أي بأن يلبث ويُقيم معهم بحضورٍ جسديّ هذا الخبز يؤكل ولكنه، لا يَنفد؛ إنّه يؤكل، ولكنّه لا يتغيّر، إذ إنه لا يتحوّل إلى الذي يأكله، ولكنه، إذا تُقبّل عن استحقاق، يحوّل إليه من يتقبّلهُ
[راجع، دنتسنغر – هونرمان، الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها، الجزء الأول، ترجمة، الفكر المسيحي بين الأمس واليوم=27، منشورات المكتبة البولسية، بيروت، لبنان، 2001، ص291و 292]
وخامس مرّة في رسالة Quanto sincerius إلى مورينوس رئيس أساقفة نَربون، مؤرّخ في يوم 28 من شهر نوفمبر لسنة 1267م:
تمسّك تمسُّكًا راسخًا بما تتمسّك به الكنيسة على وجهٍ عام...، أي بأنّ تحتَ أعراض الخبز والخمر، بعد كلمات التقديس التي يفوه بها الكاهن على نظام طقس الكنيسة، جسد ربّنا يسوع المسيح ودمه حاضران حضورًا حقيقيًّا وجوهريًّا، وإن كان من حيث المكان موجودًا في السماء 
وسادس مرّة في مجمع ليون الثاني (المسكوني الرابع عشر) المنعقد من 7 من شهر مايو حتى 17 من شهر يوليو لسنة 1274م، جاء في الجلسة الرابعة المؤرخة بتاريخ 6 من شهر يونيو لسنة 1274م رسالة الإمبراطور البيزنطيّ ميخائيل باليولوغوس إلى البابا غريغوريوس: «الكنيسة الرّومانيّة نفسها تستعمل في سرّ الإفخارستيا الخبز الفطير؛ وهي تعتقد وتعلّم أن الخبز، في هذا السرّ، يتحوّل جوهريًّا إلى جسد الربّ يسوع المسيح، والخمر إلى دمه 
- يكون المسيح حاضرًا في سرّ الإفخارستيا، بتحوّل الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه، وبتكريس الخبز والخمر يتحوّل كلٌ جوهر الخبز إلى جوهر جسد المسيح ربّنا، وكل جوهر الخمر إلى جوهر دمه. هذا التغيّر، قد أصابت الكنيسة بتسميته التحوّل الجوهري =3:

وسابع في مجمع فلورنسا (المسكوني السابع عشر) المنعقد من يوم 26 من شهر فبراير لسنة 1447م حتى شهر أغسطس لسنة 1445م في براءة الإتّحاد مع الأرمن Exsultate Deo  مؤرخة بتاريخ 22 من شهر نوفمبر لسنة 1439م: 
صورة هذا السرّ (الإفخارستيا) هي أقوال المخلّص التي أقام بها هذا السرّ؛ إذ أن الكاهن يقوم بهذا السرّ وهو يتكلّم باسم المسيح وشخصه. وهكذا بقوّة هذه الكلمات يتحوّل جوهرٍ الخبز إلى جسد المسيح، وجوهر الخمر إلى دمه، ومع ذلك فالمسيح موجود كاملاً تحت شكل الخبز، وكاملاً تحت شكل الخمر، ففي كل قسم من القربان مقدّسًا، عند انفصال هذا ذاك، يبقى كاملا 
وثامن مرّة في مجمع فلورنسا (المسكوني السابع عشر) المنعقد من يوم 26 من شهر فبراير لسنة 1447م حتى شهر أغسطس لسنة 1445م في براءة الاتحاد مع الأقباط والأحباش Cantate Domino مؤرخ 4 من شهر فبراير لسنة 1442م: 
وفي ما يتعلّق بخبز الحنطة الذي يتمّ فيه السرّ، فليس من المهم أن يكون قد خبز في اليوم عينه أو في يوم سابق؛ فإذا كان الخبز قائمًا في جوهره لا يعود هنالك مجال للشك، بعد إذ يفوه الكاهن بالكلام الذي أوردناه لتقديس الجسد، مع نيّة تحقيقه، في تحوّل هذا الخبز جوهريًّا إلى جسد المسيح الحقيقيّ.