قبل 17 سنة، وبالتحديد في 9 يوليو 2006، رحل عن عالمنا الفنان الكبير «عبد المنعم مدبولي».
«مدبولي» ولد في 28 ديسمبر 1921، بحي باب الشعرية، لأسرة بسيطة، والده توفي وعمره 6 شهور، وبدأ رحلته الفنية مبكرًا؛ بقيادة فرقة التمثيل بالمدرسة الابتدائية.
ورغم تخرجه في كلية الفنون التطبيقية، وعمله مدرسًا فيها، إلا أنه قرر السعي خلف موهبته؛ فدرس بالمعهد العالي للتمثيل سنة 1945، وتخرج فيه سنة 1949 ليُقدم أول أدواره على خشبة المسرح مع فرقة زكي طليمات «المسرح المصري الحديث»، بالإضافة لمشاركته بالتمثيل في برنامج «بابا شارو» للأطفال بالإذاعة.
وفي سنة 1952 أسس «مدبولي» فرقة المسرح الحر، التي قدمت مسرحيات: الأرض الثائرة، وخايف أتجوز، وكوكتيل العجايب، وغيرهم. انضم بعدها لفرقة التليفزيون المسرحية، التي كان يرأسها «السيد بدير»، وظهر اسمه كنجم له كاريزما خاصة في الكوميديا الهادفة الراقية. ثم تولى فرقة المسرح الكوميدي، وأخرج عددًا من عروضها. وشارك في تأسيس الفنانين المتحدين، وقدم معها مسرحيات مثل: البيجامة الحمراء، والزوج العاشر.
وفي سنة 1975، أسس فرقته الخاصة «مدبوليزم» وقدم عروضًا عديدة منها: راجل مفيش منه، مع خالص تحياتي. وبلغ رصيد مسرحيات «مدبولي» ممثلًا أكثر من 120 مسرحية، منهم؛ ريا وسكينة، وهاللو شلبي، ولوكاندة الفردوس، والناس اللي تحت، وريا وسكينة. وأخرج حوالي 27 مسرحية، إضافة لتأليفه عدد آخر. وكوّن ثنائيات فنية مع فؤاد المهندس وشويكار. وعلى مسرحة؛ ظهرت أسماء نجوم كوميديا بارزين كـ«عادل إمام».
أما في السينما، فظهر اسم «مدبولي» لأول مرة في فيلم «أيامي السعيدة» سنة 1958. وشارك في أكثر من 70 فيلمًا؛ تنوعت أدواره فيها بين التراجيدي وكوميدي، منها: الحفيد، وإحنا بتوع الأتوبيس، ربع دستة أشرار، ومطاردة غرامية. وكتب القصة والسيناريو والحوار لحوالي 10 أفلام منها: العتبة جزاز، والمليونير المزيف، وأنا وهو وهي.
شارك «مدبولي» في 30 مسلسلًا أبرزها: لا يا ابنتي العزيزة، ودوره «بابا عبده» في مسلسل «أبنائي الأعزاء شكرًا». وغنى في 12 عملًا للسينما والتليفزيون.
ومثلما بدأ التمثيل في برنامج «بابا شارو» حبًا في الأطفال؛ قدم لهم أيضًا مجموعة من الأغاني التي ما زالوا يرددونها حتى الآن مثل: توت توت، والشاطر عمرو، وجدو عبده. وكان آخر أعماله للسينما دور ضيف شرف في فيلم «أريد خلعًا» سنة 2005.
خلال مشواره، حصد «مدبولي» العديد من الجوائز منها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1983،. ويُعد أول فنان عربي كَتبت عنه دائرة المعارف النمساوية. كما كرم اسمه المهرجان القومي للمسرح المصري في يوليو ٢٠٠٦.
وفي مثل هذا اليوم، رحل عن عالمنا الفنان الكبير «عبد المنعم مدبولي»، تاركًا رصيد فني يزيد على 220 عملًا فنيًا.