السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

غُمة وانزاحت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مُنذ يونيو ٢٠١٢ حتى يونيو ٢٠١٣ عاش الشعب المصرى مأساة كبرى، عام أسوَد عاشته مصر، كان الإحباط سائدًا، تراكمت المشكلات ولم تجد من يحلها، كان عنوان هذا العام الكئيب هو (عبث فى عبث)، فقدنا الأمل وتأكدنا أننا نمشى فى الطريق الخطأ، كان الخوف على الوطن يمليء تفكيرنا، وشعرنا وقتها أن من يحكمون مصر غُرباء عنا، كانت مصر مثل الجسد المريض ويزداد المرض وينتشر ويتوغل وينهش دون علاج أو دواء، عشنا وشوفنا المُتطرفين يستولون على مصر وللآسف لم تكُن مصر ضمن إهتماماتهم، كان اليوم لا يمُر إلا والغضب يزداد من قراراتهم، إنكشفت اللعبة وأدرك الشعب بأكمله أن هؤلاء لا يصلحون لِحَمِل الأمانة ولا يؤتمنون على الوطن وليس لديهم ما يُقدمونه لخدمة الوطن والمواطنين.

 مظاهرات شعبية ضد التهاون فى حق شهداء رفح أمام قصر الإتحادية فى ١٤ أغسطس ٢٠١٢، جنازات الشهداء فى بعض قرى المحروسة، تكتلات حزبية لسياسيين شرفاء أدركوا أن الوطن فى خطر، قيادات التطرُف رفعوا شعار (إما كل شيء أو لا شيء) فأسرعوا لأخونة الدولة والسيطرة على المناصب الكبرى، طَبخوا الدستور على هواهُم، غضب القضاة بعد تَظاهَر المتطرفين وأنصارهم أمام المحكمة الدستورية مرة وأمام مكتب النائب العام مرة أخرى، عدم إحترام أحكام القضاء والتجاوز فى حق القضاة أصبح شائعًا، إعلان دستوري ديكتاتورى جعل منهم أوصياء على مصر بأكملها، إستنفار شعبي رافض للإعلان الدستورى ومُطالبات بإلغائه، إعتراف قيادات التطرُف بأنه: لا يوجد مايسمى بـ"مشروع النهضة"، الإفراج عن مُجرمين إرهابيين فطاحل فى التطرف تورطوا فى عمليات إغتيال كبار رجال الدولة وعلى صلة وثيقة بـ"تنظيم القاعدة"، كميات سلاح غير طبيعية يتم تهريبها للداخل لتصل فى نهاية المطاف ليد ميليشياتهم المُسلحة، معسكرات تدريب فى سيناء تضم "إرهابيين" حقيقيين، سيطر المتطرفون على المساجد ولا يمر يوم إلا والتهديد والوعيد نسمعه منهم ونراه بأعيننا.. كان السؤال الذى يتردد على ألسنتنا: ماذا نحن فاعلون؟

كُنا نُدرك أنه لابد من دفع فاتورة إنقاذ الوطن، ولابد من الوقوف فى وجههم والتصدى لمخططهم، غضب الإعلاميون بعد حملات التهديد والتظاهر أمام مدينة الإنتاج الإعلامى مرات عديدة، غضب المثقفون بعد تعيين وزير ثقافة مُتطرف، غضب الفنانون بعد التهكم عليهم من المتطرفين وتهديدهم علنًا، غضب الصحفيون ضد سلوك المتطرفين وتورطهم فى اغتيال الزميل الصحفى الحسينى أبوضيف، غضب الشعب بأكمله بعد أن شعروا بأن من فى السُلطة يضعون جماعتهم فى كفة ويضعون الوطن فى كفة ولا يعملون لصالح الوطن وكل أفعالهم لإعلاء كلمة الجماعة على كلمة الوطن.

نعم غضب الشعب بأكمله ولم يجد الحد الأدنى من الخدمات ووجد الوطن يغرق، فخرجوا وثاروا وطالبوا بإسقاط حُكم المُرشد وملؤا الشوارع منذ ليلة ٢٦ يونيو حتى ليلة ٣ يوليو، كان الوطن على وشك الضياع لكن الشعب العظيم الحُر إستيقظ وقام بدوره فى حماية الوطن، فإستجاب قائد الجيش  وقتها  وقال الفريق أول عبدالفتاح السيسي بصوت عالٍ: الجيش مِلِك الشعب وإن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تّغمض عينيها أو تصُم آذانها عن حركة ونداء جماهير الشعب المصرى.. فنجحت الثورة وإنزاحت الغُمة، وعاد الوطن لنا، وعاد لنا الأمل فى المستقبل وصممنا على أن وطننا سترتفع هامَتِه ولن يسقُط ولن يغرِق.