تحية مقاومة وتقدير مستحقه من أبناء السويس الى ابناء جنين الفلسطينية تحية الذين لقنوا إسرائيل التى كانت تريد احتلال السويس فى 24 أكتوبر لاسمها ولشهرتها العالمية مستهدفة التشويش والالتفاف والتمويه على انتصار الجيش المصري فى 6 اكتوبر 1973.
ومازالت الدبابات الأمريكية الصنع والآليات الإسرائيلية المدمرة شاهدًا حيًا فى شوارع السويس وأحياء الأربعين والمثلث والبراجيلي وأمام قسم الشرطة ومسجد الأربعين شاهدا على تلك الهزيمة.
ويسطر كتاب "التقصير" الذي كتبه جنود العدو ومن ترجمة مؤسسة الدراسات الفلسطينية فى بيروت يكشف شهادات الجنود الاسرائيليين والقادة المنهزمين حيث أطلق الإسرائيليون أنفسهم على فرقة اللواء "ادان" المتخصصة فى اقتحام المدن "فرقة النحس" امام المقاومة الباسلة لشباب المقاومة الشعبية فى السويس وجنود الجيش الثالث الميداني حيث انتصرت ارادة المقاومة فى النهاية وانسحبت اسرائيل فى مهانة ومزلة.
ونحن ابناء السويس نتذكر معركة جنين الاولى فى أبريل 2002 "السور الواقي" التى قادها شارون وفشلت امام ابطال مقاومة مخيم جنين بعد استمرار 10 ايام وبعد 21 عامًا يفشل "نتنياهو" فى عملية "البيت والحديقة" بعد 48 ساعة من الاثنين 3 يوليو الحالي الى الاربعاء 5 يوليو 2023.
رغم الغارات الجوية والطائرات المسيرة والمدرعات واجهزة التجسس والكاميرات وفرقة النخبة العسكرية "اغنور" والمخابرات العسكرية والشاباك وبالتنسيق الاساسي مع الولايات المتحدة الامريكية.
وبالرغم ما لحق من دمار بمخيم جنين بتدمير للمنازل والمدارس والمستشفيات وتجريف لرصف الشوارع كانت خسائر العدو فادحة حينما تم اسقاط 5 طائرات مسيرة واعطاب عدد آليات مدرعة ومجنزرة وقتل ضابط برتبة النقيب " ديفيد يهودا اسحق" من وحدة "اغنور الخاصة" واصابة 3 جنود اسرائيلين حالتهم خطرة.
وقد انسحب العدو بعد ساعات وقد احتفل شباب المخيم من الفدائيين بكل الفصائل بالصمود بالتقاط صورة تذكارية عند مدخل قوص النصر عند البوابة الرئيسية فى جنين.
واعلنت فصائل المقاومة المشتركة بيان "بأس جنين" أنهم مستمرون بالدفاع عن الاراضي الفلسطينية فى تحدي واضح، وشيعت جنازة الشهداء 12 شهيدًا بينهم 8 اطفال ومنهم 3 طلاب ثانوي اقل من 20 عامًا من جيل جديد مقاوم ضد الاحتلال بعد فشل اقتحام جنين عام 2002 منذ 21 عامًا.
أن السويس التي دمر العدو الاسرئيلي 86% من مبانيها طبقًا لتقدير لجنة خسائر الحرب منذ 5 يونية 1967 مرورا بحروب الاستنزاف والمقاومة وحتي 24 اكتوبر 1973 المجيد ترسل تحية تقدير للفلسطينيين فى جنين ونابلس ورام الله وكل الاراضي الفلسطينة.
وفي حديث لتليفزيون قناة 24 اسرائيل قال رافائيل شين الجندي الاسرائيلي الذي شارك فى معركة السور الواقي فى جنين 2002 "كانت جنين عصية على الاقتحام ولم نقدر على دخولها بعد 11 يومًا واصبحت جنين ماركة للمقاومة وتوصف بانها مثل ستنجراد "
كما اكد دكتور جمال عمر الاكاديمي والمؤرخ الفلسطيني ان رمزية جنين اصبح لها جذور للمقاومة انبتت جيل جديد بعد 21 عامًا ينتشر فى ربوع الاراضي الفلسطينية.
ويحق لنا اخيرًا أن نهدي ابطال المقاومة قصيدة الشارع الفلسطيني توفيق زياد عمدة الخليل الذي زار السويس قبل وفاته:
أناديكم.. أشد على أياديكم
أناديكم
أشد على أياديكم..
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول: أفديكم
وأهديكم ضيا عيني
ودفء القلب أعطيكم
فمأساتي التي أحيا
نصيبي من مآسيكم.
أناديكم
أشد على أياديكم..
أنا ما هنت في وطني ولا صغرت أكتافي
وقفت بوجه ظلامي
يتيما، عاريا، حافي
حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وصنت العشب فوق قبور أسلافي
أناديكم... أشد على أياديكم!!
ولا ننسي الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي قال:
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو
وأحرسهم من هواة الرِّثاء
أقول لهم
تصبحون على وطن
من سحابٍ ومن شجرٍ
من سراب وماء
أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل
ومن قيمة المذبح الفائضة
وأسرقُ وقتَا لكي يسرقونى من الوقتِ
هل كُلُنا شهداء؟
وأهمس
يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحدا
لحبال الغسيل
اتركوا ليلةَ للغناء
اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلًا
وناموا على سلم الكرمة الحامضة
لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم
وانقلاب الكتاب على الأنبياء
وكونوا نشيد الذي لا نشيد له
عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء
أقول لكم
تصبحون على وطنٍ
حمّلوه على فرس راكضه
وأهمس
يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا
حبل مشنقةٍ غامضه