طيران الحشرات بأنواعها يعتبر أحد ألغاز الطبيعة وأكثرها غموضًا، إذ عجز العلماء لعقود طويلة عن تفسير الكيفية التي تطير بها الحشرات، إلى أن استطاعوا في نهاية القرن الماضي حل جزء من ذلك اللغز والوقوف على تفسيرات فيزيائية وديناميكية لكيفية طيران تلك الكائنات الصغيرة.
ووجد العلماء أن الحشرات تستغل نظامًا هوائيًّا معقدًا غير تقليدي يعرف ذلك النظام بـ"دوامات مقدمة الجناح"، فيها تعمل الحشرة على خلق دوامات هوائية عند مقدمة أجنحتها، عبر تغيير الزاوية التي تضرب بها الحشرة الهواء وهو الأمر الذي ينجم عنه خلق فرق في الضغط بين أسفل الجناح وأعلاه، ما يزيد قدرة الحشرة على رفع نفسها إلى نحو الضعف.
ونجح العلماء في تفسير إمكانية حمل الهواء لوزن الحشرة، ولكن عجزوا عن تفسير استقرار الحشرات في أثناء الطيران وهناك ظاهرة في علم الديناميكا تسمى الاستقرار بالاهتزاز، هذه الظاهرة تقول إنه إذا تعرض نظام غير مستقر للاهتزاز بسرعة كبيرة، فإنه يكتسب استقرارًا تلقائيا ومن هنا جاءت الفكرة، للباحث المصري “هيثم عزت طه” واقترح في البداية ان الحشرات تستغل هذه الظاهرة من أجل استقرار الطيران إذ يتعرض جسم الحشرة لاهتزاز عنيف في أثناء الطيران نتيجة رفرفة الأجنحة والمثير أن هذا الاهتزاز هو ما أهمله العلماء في دراساتهم السابقة.
حيث قدم ورقة علمية بذلك مع فريق بحثي من جامعة "كاليفورنيا"، يرأسه طه فقدم حلاً علميًّا للغز استمر أكثر من 100 عام والنتائج التي توصلوا إليها مفيدة للمهندسين الذين يطورون روبوتات تطير عبر الخفقان وذلك بفضل دراسة حشرات عثة الصقر والطائر الطنان.