الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

«طالبان الحركة والإمارة» كتاب جديد لـ محمد يسري

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا كتاب جديد بعنوان "طالبان الحركة والإمارة.. من مدارس قندهار إلى قصر الرئاسة" للكاتب الصحفي محمد يسري، عن دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع.

والكتاب محاولة للانعتاق من أسر الرؤية الغربية للجماعات الإسلامية، وتقديم صورة موضوعية مقاربة للواقع عنها.

يرصد المؤلف في الكتاب عددًا من الملفات المهمة ومن هذه الملفات التي تناولها بمنهجية علمية تعتمد على خبراته وموروثه الثقافي الذي يتميز بالمقارنة الموضوعية بين الجماعات الإسلامية، ومدى قربها أو بعدها عن تعاليم الإسلام:
- كيف نشأت الحركة؟ وكيف تأثرت ببيئتها؟
- هل كانت حركة تحرر وطني من الاحتلال السوفييتي أم شيئًا آخر؟
- علاقات طالبان بالجماعات المحلية والأممية.
- تكوين الحركة الداخلي وتأثيره على مستقبلها.
- كيف وصلت مرة أخرى إلى السلطة، متابعة لحظية قبل وبعد الصعود. 
- أكبر التحديات التي تواجهها في حكم أفغانستان وكيف تتغلب عليها.
- كيف ينظر الأفغان إلى الحركة، وما تأثيرها على البلاد؟

الكاتب الصحفي محمد يسري

ويتكون الكتاب من خمسة فصول يتجول المؤلف في الفصل الأول في البيئة الجغرافية التي نشأت فيها الحركة ويرصد فيه كيف تأثرت طالبان بالثقافة الدينية السائدة في البلاد خاصة الإقليم الذي احتضنها منذ البداية وهو إقليم قندهار، الذي كانت يسودها المذهب الحنفي والعقيدة الماتريدية والطرق الصوفية السائدة، ويخلص من ذلك بأن الحركة بنت بيئتها التي يسودها التعصب العرقي والمذهبي ولم تبتدع في ذلك كثيرًا ولذلك كان ذلك باعثًا لاجتذاب طلاب العلوم الشرعية في المدارس الدينية الديوبندية إلى الانضمام إليها مع زيادة في التعصب للمذهب والولاء للحركة كغيرها من الجماعات الإسلامية المتشددة.

أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان طالبان الحركة والجماعة، ويبدأ فيه المؤلف بعرض كيف يتناول الإعلام العربي حركة طالبان بعين غربية وينقل عن أحد أبرز قيادات الجماعات الإسلامية بشكل موضوعي الانتقادات التي يراها حول هذه الرؤية التي يتفق المؤلف معه فيها في أن أزمة الإعلام العربي في تناول تلك الجماعات أنه ينظر إليها بالفعل بعين غربية قد تجعل من أخطاء تلك الجماعات بصفة عامة ومنها طالبان مميزات، وتجعل من مميزاتها عيوبًا فتغيب الرؤية الموضوعية والنقد الذاتي الذي يمكن أن يقدم الحلول السهلة لمشاكل تلك الجماعات من خلال تفكيك مناهجها وتنقية أفكارها المخالفة للدين والعودة بها إلى الطريق الصحيح.

ويعترف المؤلف بأن هناك مجموعة من المشكلات التي تواجه الباحث العربي في تناوله لحركة طالبان، منها: والحقيقة فإن هناك أزمة في التناول العلمي والبحثي لوجود حركة طالبان في العالم العربي لعدة أسباب:
أولها: نقص التمويل اللازم للزيارات الميدانية إلى أفغانستان لتسهيل مهمة الصحفيين والباحثين العرب؛ لمشاهدة مـا يجري على أرض الواقع، وهو ما يجعل هناك حالة من عدم وضوح الرؤية لواقع الحركة بشكل موضوعي.

ثانيها: الاعتماد على وسائل الإعلام الغربية ذات الاتجاه المعادي للعرب والمسلمين، ومنها وسائل الإعلام التابعة للروس والأمريكان الذين أذاقوا مواطني آسيا الوسطى وما حولها الويلات خلال الاحتلال، وبالطبع أفغانستان على رأسها، فيقع الصحفي أو الباحث في شباك الرؤية الغربية عن الحركة، دون أن يكون رؤيته الخاصة المنطلقة من عقيدته حول مخالفات الحركة فيرى حسناتها مخالفات ومخالفاتها حسنات.

ثالثًا: وجود الكثير من الباحثين المنتمين للجماعات الإسلامية المتعاطفة مع الحركة الذين يرون طالبان بمنظار حركي باعتبارها ممثلة للإسلام، ويعتبرون أي انتقاد للحركة ومخالفاتها انتقادًا للإسلام نفسه.

أما الفصل الثالث، فيرصد فيه المؤلف الصعود الثاني للحركة إلى السلطة في أفغانستان لحظة بلحظة مستعينًا بمدوناته اليومية خلال عمله الصحفي الذي ظل ثلاثة أعوام يتابع الحركة فيه عن كثب وتطورات الأحداث حولها إلى أن وصلت إلى السلطة. كما لم يفته خلال رصده للأحداث ربطها بماضي الحركة والصعود الأول لها.

وفي الفصل الرابع يتناول المؤلف الإشكاليات التي تواجه الحركة بعد الصعود الثاني وتؤثر على مستقبلها ويقسمها إلى قسمين: أحدهما: الإشكاليات الداخلية المتعلقة بتركيبة حركة طالبان نفسها، والثاني: الإشكاليات الخارجية التي تواجه الحركة سواء من المجتمع الدولي أو محيطها الإقليمي وخيارات طالبان في التغلب على هذه الإشكاليات.

أما الفصل الخامس والأخير: فيرصد فيه المؤلف العلاقات المتشابكة بين طالبان وغيرها من الجماعات المحلية والأممية ويختص بالذكر تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية المركزي وتنظيم الدولة الإسلامية ولاية خراسان.

ولم يفت المؤلف خلال بحثه الشيق أن يدلف على أحول الشعب الأفغاني في ظل حكم طالبان حاليًا وكيف كانت حياة الأفغان خلال الحرب الأهلية وما قبلها طيلة الأربعين عامًا الماضية.