أكد الناقد الأدبي الدكتور محمد سليم شوشة أن فئة محددة من الروائيين يكتبون الرواية التاريخية بتوجهات معينة، ليست بريئة من الأيديولوجيات الدينية، وكأنها تقوم على خدمة التصورات المزيفة لجماعات الإسلام السياسي، إلى جانب حضها على كراهية الآخر، وتجاهل مجالات التنافس الإنساني والحضاري مثل المعرفة والبحث العلمي.
وقال "سليم شوشة" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن هذه الفئة التي حذرت منها أو رأيتها قد تكون سلبية، أو ذات توجهات معينة، هي نوعية من الخطابات الروائية التي تريد أن تجعل القارئ يعيش منعزلا في الماضي، وأن يتصور أن عصور الماضي وبخاصة ماضي الخلافة هي العصور المثالية أو النموذجية التي يجب أن نعيد إنتاجها وأن نتقوقع داخلها، وهذه الروايات مؤدلجة أو ليست بريئة تماما من الأيديولوجيات الدينية بشكل خاص وكأنها بداية لتجنيد القراء ليكونوا منتمين إلى الخلافة وعصورها.
ويعتقد أن هذه الروايات في حقيقتها تستهدف المراهقين بشكل خاص، وهي على قدر كبير من الضعف من ناحية الإحكام العقلي والمنطقي ومليئة بالمغالطات التي قد لا يستطيع القراء المبتدئون اكتشافها ومنها مثلا روايات تروج للأندلس أو لاستعادة مجد الحضارة الإسلامية بالمنطق القديم القائم على الحرب والسلاح والجهاد وهي روايات تحض على كراهية الآخر ولا ترى المجالات الجديدة للتنافس الإنساني والحضاري مثل مجالات العلوم والمعرفة والبحث العلمي.
مختتمًا، أنها ترى الحياة كلها من منظور الماضي بسطحيته ومحدودية ثقافته وهذا أمر طبيعي، فهناك فارق كبير بين عصر السيف والرمح والنبال وعصور النووي والحروب المعلوماتية والمخابراتية وحرب العلوم ونشر الأوبئة.
سياسة
سليم شوشة: بعض الروايات التاريخية تخدم التصورات المزيفة لجماعات الإسلام السياسي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق