الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

مقابر بني حسن تكشف تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في كتابه Recherches sur les Arts et Métiers، اهتم الرحالة والجيولوجي والمستكشف الفرنسي فريدريك كايو، بنقل مناظر مقابر منطقة بني حسن الأثرية في محافظة المنيا بصعيد مصر. منذ ذلك اليوم، تحظى مقابر المنطقة باهتمام كبير من قبل الآثاريين المصريين وعلماء المصريات الأجانب، الذين حرصوا على زيارة المنطقة ودراسة آثارها التي تُعد سجلًا غنيًا يُوثّق الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة.

وتصف وزارة السياحة والآثار المصرية، منطقة بني حسن بأنها تضم مقابر الدولة الوسطى "الأكثر إثارة للإعجاب"، وأن مقابر المنطقة "من أفضل المناطق المحفوظة حتى اليوم". 

ومنذ زيارة الرحالة والجيولوجي والمستكشف الفرنسي فريدريك كايو، للمنطقة، مرورا بزيارة البعثة الفرنسية الإيطالية التي كان على رأسها، شامبليون، وروسلليني، والتي عملت بالمنطقة في الفترة من عام ١٨٧٢م وحتى عام ١٨٣٠م، وعالم المصريات الألماني ريتشارد ليبيوس الذي وصل إلى بني حسن في شهر أغسطس من عام ١٨٤٣م، وغير ذلك من رؤساء وأعضاء البعثات الأثرية التي عملت بالمنطقة، ظلت تلك البعثات وأعضاؤها من المستكشفين والعلماء والآثاريين، يعملون على تسجيل وتوثيق ودراسة آثار المنطقة ونقوش مقابرها، وتخطيطها وأنماط عمارتها، حيث جرى النشر العلمي لكل ما أنجزوه من دراسات وأعمال تسجيل وتوثيق في مجلدات ضخمة بقيت مرجعا لكل الباحثين.

وتجمع المصادر التاريخية على أن مقابر بني حسن من أهم المناطق الأثرية في مصر، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتتبع حاليًا مركز أبي قرقاص في محافظة المنيا، وتقع المنطقة على بُعد قرابة ٢٧٧ كم من جنوب العاصمة القاهرة. ووفقا لمقدمة كتاب "مقابر بني حسن في مصر الوسطى"، لعالم الآثار المصري الدكتور عبد الغفار شديد، فإن جداريات مقابر أمراء الإقليم في بنى حسن في حقبة الدولة الوسطى تُعتبر من أثمن كنوز الفن المصري.

وتنقسم مقابر بني حسن إلى جبانة سفلية، وتقع على منحدرات الجبال، وتضم ٨٠٠ مقبرة بينها الكثير مما يُطلق عليه المقابر البئرية "آبار"، وهي مخصصة لموظفين من عصر الانتقال الأول "حوالي ٢١٨١-٢٠٥٥ قبل الميلاد" والدولة الوسطى "حوالي ٢٠٥٥-١٦٥٠ قبل الميلاد"، بجانب مقابر تابعة لأواخر عصر الدولة القديمة "حوالي ٢٣٤٥-٢١٨١ قبل الميلاد" مثل مقبرة إيبي. بينما تضمّ الجبانة العلوية ٣٩ مقبرة جرى نحتها في الصخر، وقد زُينت جدران ١٢ من هذه المقابر بمشاهد تصور تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، بجانب أعمال الزراعة والحرف والمهن المختلفة، وبعض الأنشطة مثل الصيد والألعاب الرياضية.

وقد جاءت مقابر الجبانة العلوية لتكون بمثابة شاهد على المهارة العالية التي تميّز بها المصري القديم في مجال العمارة، والقدرة على نحت تلك المقابر بدقة عالية مستخدما أدوات بسيطة.

وفي تقديمه لكتاب "مقابر بني حسن: الصورة والدلالة»، والصادر عن مركز تسجيل الآثار المصرية، كتب وزير الآثار الأسبق الدكتور محمد إبراهيم علي، إن مقابر منطقة حسن أخذت اسمها من اسم قبيلة عربية هي "أولاد حسن"، والتي سكنت المنطقة في نهاية القرن الثامن عشر.

وأضاف أن مقابر بني حسن تميزت بتنوع عمارتها، حيث احتوت على ثلاثة طرز معمارية: الأول مقابر متعددة الحجرات بلا أعمدة، وهي الأكثر عددا في المنطقة. والثاني مقابر ذات أعمدة على شكل الحزم النباتية وتيجان على شكل زهرة اللوتس وتتكون هذه المقابر من صالة كبيرة مستطيلة الشكل يقع محورها الطويل في عمق الجبل. وينقسم الجزء الداخلي من الصالة إلى رواقين أو ثلاثة يفصلها صف من الأعمدة على شكل الحزم النباتية المضلعة. والثالث المقابر المكونة من رواق يتقدمه عمودان من النوع ذي الأضلاع محاطان بحائطين منقورين في الصخر.

كما تحتوي مقابر بني حسن على زخارف معمارية وأخرى نباتية، ومناظر مرسومة فوق كساء خفيف من الجبس الجيد. حيث رتبت المناظر في صفوف ومستويات أفقية بعضها فوق بعض، ولكن غالبًا ما تقطع الأشكال الآدمية الضخمة المرسومة استمراريتها. وعند توزيع المناظر فوق الجدران، نجد مناظر الصحراء قرب السقف أو أعلى الجدار، ومناظر الحياة والصيد في النيل على القاعدة أسفل الجدار، بينما مناظر الزراعة وأنشطة الحياة اليومية الجارية على النهر بينها.