تنشر صحيفة، "البوابة" المداخلة الكاملة للكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس مجلسى إدارة وتحرير "البوابة" ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، خلال مشاركته فى جلسة حول "الطرق الجديدة للديمقراطية"، ضمن جلسات الندوات المنعقدة فى مؤتمر "إيكس أون بروفانس"، وذلك في العدد الإسبوعي يوم الإثنين.
وأكد الكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس مجلسى إدارة وتحرير "البوابة" ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أن تفكيك المنظمات الأصولية يمثل نقطة البداية لترميم الديمقراطيات الهشة في اوروبا.
وأوضح أن التمرد وأعمال الشغب التي شهدتها المدن الفرنسية طوال الأيام الماضية تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، ما كان يحذر منه ويخشاه العديد من المحللين السياسيين فيما يتعلق بتحولات النظم الديموقراطية في فرنسا وفي غيرها من المجتمعات الأوربية.
وأضاف عبد الرحيم على قائلاً: على مدى السنوات العشرين الماضية، فإن المنظمة الدولية للإخوان المسلمين، إحدى أكبر التنظيمات الأصولية الإسلاموية في العالم، توسعت في أوروبا، لا سيما في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا. لقد غزا تطور القوة الناعمة الإسلاموية على الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية والتعليمية للمجتمعات الأوروبية. بحيث لا نرى ببساطة وراء تعددية هذه القوى وانقسام تلك الجماعات حقيقة الدور المهيمن للمنظمة العالمية للإخوان المسلمين على هذه القوى والتنظيمات والجماعات، بل وعلى المجتمع الأوروبي بأسره، حتى استيقظت أوروبا بعد عدد من الهجمات الإرهابية لتجد أنها وقعت في براثن هذه المنظمة.
وقال عبد الرحيم على إن العاملين الديموجرافي والأيديولوجي، خاصةً الأصولي والمتطرف القادم من خارج هذه المجتمعات والمتحالف مع قطاعات منها لعب دوراً أساسياً في تكثيف هذه التحولات التي تتمرد على الدولة والقانون وترفض قيم الديموقراطية بوجه عام! وحرية الرأي والتعبير وحقوق المرأة وحرية العقيدة والأديان على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن الظاهرة كانت معبأة من الداخل بعوامل هشاشتها وقد ظهر هذا جلياُ في السابق من خلال احتجاجات السترات الصفراء وبعدها في احتجاجات قانون التقاعد وسيظهر في أى احتجاجات أخرى تنشأ من أى اعتراضات مجتمعية على سلوكيات أو نهج حكومي ما.
وأكد أن مناهج وأهداف الأصوليين (في تغيير القيم حتى الوصول إلى مرحلة التمكين)، تتضمن ضمن ما تتضمن فكرة "إدارة التوحش"، التي فضلاً عن مناهج التأقلم المختلفة للتغيير الهادئ للمجتمعات الأوروبية، وإضافة الى أعمال الإرهاب والعنف، تستخدم وتستغل ظاهرة إجتماعية برزت من داخل تلك المجتمعات وهي ظاهرة الفوضي الديموقراطية والتوحش الاجتماعي والاقتصادي وبخاصة في الضواحي. فضلاً عن الروح الانفصالية التي تسود أغلبية تلك الأماكن المأهولة بالسكان والتي يحكمها اقتصاد التهريب والمخدرات ولا تتحكم فيها لا قوى الأمن ولا القانون!.
شارك فى الجلسة نفسها كلٌ من جوهانا فارتياينن عمدة هلسنكي، فنلندا، وماريليس ليون نائبة الأمين العام لمنظمة CFDT؛ وكلوي مورين العالمة السياسية عن مؤسسة جان جوريس؛ وإليانا سانتوس الشريكة المؤسسة لمنظمة (أنا ملتزم من أجل أفريقيا).