الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

سليم شوشة يقدم "ما وراء القصيدة" في كتابه الجديد

الدكتور محمد سليم
الدكتور محمد سليم شوشة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا للدكتور محمد سليم شوشة كتاب جديد بعنوان "ما وراء القصيدة.. مقاربة لحفريات خطاب شعر العامية المصرية" عن دار سما للنشر والتوزيع.

في مقدمته للكتاب تساءل "شوشة" عن أسباب تجاهل الناس لأغلب الشعر، وابتعاد جماهيريته عنه، وفي محاولته لطرح الأسباب أظهر المؤلف ميزة شعر العامية بقدرته على الالتحام بالناس والتعبير عن آمالهم وأحزانهم وطموحاتهم.

ووفقا لمؤلف "ما وراء القصيدة"، فإنه "من  أسباب افتقاد الشعر لجماهيريته، وشعورنا  أنه محاصر في أسوار اصطنعها بنفسه أو اصطُنعت له، خلال السنوات الأخيرة هو ابتعاده عن الجماهير، فليس بعيدا عن الدقة ما أدلى به الكاتب الإنجليزي "أدريان ميتشل" بأن أغلب الناس تجاهلوا أغلب الشعر لأن أغلب الشعر تجاهل أغلب الناس. أي أنه لم يعد يعبّر عنهم. وهنا نلمح ميزة مهمة لشعر العامية قد يكون متفوقا بها على الخطابات الشعرية الأخرى، وهي الالتحام بالناس والتعبير عنهم، فيبدو أن أبرز نقاط قوة شعر العامية هي التعبير عن الناس أو أنه يصدر عن معطيات العقل الجمعي ويجسدها أو يمثلها ويعبر عنها، وأن خطاب شعر العامية الناجح أو الذكي هو ذلك الذي يستطيع أن يعبر عن العام، ويصدر عما في الخلفية الاجتماعية والثقافية من محددات وشواغل وحفريات معرفية وعادات وطقوس ولغة أو تعبيرات وتراكيب أو بُنَى دارجة ترتبط بالحياة اليومية أو الواقع في صورته النابضة والحيوية.

خطاب شعر العامية الناجح هو الذي يستطيع أن يعبر عن العام ويصدر عما في الخلفية الاجتماعية والثقافية 

يبين المؤلف أنه لهذه الأسباب جاءت هذه الدراسة التحليلية ، أو مضمون الكتاب “ ما وراء القصيدة .. مقاربة لحفريات خطاب شعر العامية المصرية"، حفريات الثقافة التي كانت فاعلة في سياقات إنتاج الخطاب الشعري، بمعنى أن هذه الدراسة تبحث في صورة الجماهير وموقفها وحالتها النفسية وسياقات القول الشعري التاريخية والاجتماعية والدينية، وقدر ما يكون بين هذه البنية الجماعية وبين الخطاب الشعري من التفاعل والجدل والالتحام، وهو ما يجعل الدراسة مشغولة بالخطاب الشعري الحيوي أو الملتحم بالناس والمعبر عن آلامهم، وبخاصة في المراحل المفصلية أو في أوقات ومراحل تاريخية معينة لها أهميتها واختلافها أو خصوصيتها الكبيرة. 

أشار الكاتب أيضا إلى أن هذه الدراسة لم تغفل عن جماليات الشكل الفني أو بنية القصيدة نفسها، بل ننطلق في هذه المقاربة من قناعة بأن الشكل الفني ولغة القصيدة جزء من أفكارها ومعانيها، وأنه لا يمكن الفصل بين الشكل والمضمون، أو لا يمكن الفصل بين جسد القصيدة أي تمثلها الظاهر أو بنيتها وبين ما وراء هذا الجسد أو ما يتوارى خلفه من الأفكار والأنساق المحركة والفاعلة في إنتاج الخطاب أو ما قد يشكِّل روحها أو جوهرها إن جاز التعبير.
وأضاف، دراسة شعر العامية أو الشعر الشفاهي عموما ربما دائما ما تحتاج إلى أن تكون بَيْنِيِّة التخصصات، أو معتمدة على تخصصات متعددة ، و"هذا ما يبدو في الوقت الراهن مُقَدَّرا ومعتبرا بتزايد، والسنوات الماضية قد أوضحت الصعود الجماعي لعدد من المعايير المختلفة والمقاربات أو القراءات النقدية بأفكار نشأت أو تغذت على تعدد التخصصات، فأصبحت الفجوة تقل بين ما كان يستخدم في الفصل بين المقاربات للفلكلور أو الفنون الشعبية وبين دراسة اللغويات أو فقه اللغة والنظرية الأدبية، والأنثروبولوجيا والمقاربات العلمية الاجتماعية بشكل عام.